شفافية / العروس الحزينة!
| سارة الدريس |
تغنت نوال في الكويت فقالت «انتي شيخة هالزمان وكل زمان، يا بلاد الخير وبلاد الأمان»، وقال راشد «هي نجمة الشرق، وهي عروس الخليج»، كم هي جميلة هذه الكلمات، لا أدري لِمَ تبكيني كلما سمعتها، هل لأني أحبها كثيرا؟، بلا شك هي أغلى أراضي الكون على الاطلاق، ولا أحد يساومني على ذلك، أم هل لأن عروس الخليج لم ترتد لباس الفرح منذ مدة طويلة و باتت حزينة!
كنا ننتشي فرحا وفخرا بسماع الأغاني الوطنية التي تحدثت عن حب الكويت وجمالها ومجدها وتاريخ أجدادها، وعدت لأسمع إحدى الأغنيات اليوم وباتت بلا طعم، كأنها كذبة نخدع بها أنفسنا، هل الكويت بلاد الأمان كما عهدناها؟
كانت الكويت أولى الدول التي حاربت الجهل وسعت إلى نشر التعليم، وكانت السباقة بإنشاء المدارس التعليمية وتطوير المناهج التعليمية وتدريس العلوم الحديثة، كانت الكويت حاملة راية الثقافة، وأصدر عبد العزيز الرشيد رحمه الله أول مجلة في الخليج «مجلة الكويت»، وكان خالد الفرج الرائد الأول للقصة القصيرة في الكويت بل وفي الخليج العربي كله، وعند تعرض الكويت لأزمة اقتصادية خانقة جراء اكتشاف اللؤلؤ الصناعي وحصار الملك عبد العزيز على البضائع المصدرة من الكويت، تنادى مجموعة من رجالات الدولة وحلوا الضائقة وتم رفع الضرائب وأنفقت الزيادة على الحركة التعليمية في البلاد، بلا شك كان للكويت السبق في ارتياد آفاق حضارية و تنويرية ثقافية، وضعها على ذلك الطريق أبناء الكويت منذ إشراق الأمل في نهضة الكويت حتى تم للكويت الاستقلال في 1961 وتأسيس المجلس التأسيسي وإقرار الدستور في 1962 وافتتاح مجلس الأمة الأول في 1963، فنقلت هذه الأحداث السياسية وضعية الكويت من إمارة تخضع للحماية البريطانية إلى دولة مستقلة تنتهج الديموقراطية سبيلا، يحكمها القانون وما ينص عليه الدستور.
والآن... ما حال الكويت؟، وبلهجتنا الكويتية العامية، وبلسان حال كل مواطن كويتي لا يملك أغلى من تراب هذه الأرض، لِمَ تغيرت حال الكويت من دولة سباقة في كل شيء، إلى دولة يعيش شعبها في سجال دائم في ما بينهم؟، بعد أن كنا رواد الثقافة، صار الشاب الكويتي للأسف لا يفرق بين التاء المربوطة و التاء المفتوحة، و في الوقت كانت فيه قطر تحتفل بحصولها على استضافة كأس العالم على أرضها بعد 12 سنة، كانت إحدى قنواتنا تعرض شجار ضباط متقاعدين كويتيين على بضع عمليات قاموا بها في غزو العراق على الكويت قبل 20 سنة!، باتت رقابنا ملتوية للوراء، والأغلب يلقي بأخطائه على غيره، ولا يوجد منا من يتحمل المسؤولية، ويملك الشجاعة الكاملة لإصلاح نفسه قبل التنادي بإصلاح الغير، وهو أكبر مخرب يعيث في الأرض فسادا.
طغت المظاهر المادية على حساب تقدير قيمة الإنسان بكونه إنساناً، وتم تقسيم الكويت إلى، بدو وحضر، سنّة وشيعة، مناطق داخلية ومناطق خارجية، جنسية أولى وجنسية ثانية ومزدوجين، عيال بطنها و«لفو»، داخل السور وخارج السور، أصيل وبسيري، وتغيرت مهمات عضو مجلس الأمة من سلطة تشريعية إلى مخلّص معاملات «الربع»، وسادت شريعة الغاب، و«الكل صار يأخذ حقه بإيده و طاحت هيبة القانون»، وللأسف يتعرض مواطن كويتي أعزل للضرب من قبل جمهور ندوة تدافع عن الدستور؟!، وعوضا عن أن يبادل الرأي رأياً آخر، و عوضا عن الالتزام بأدب الحوار والتعامل بالحسنى والتمسك بقول الله تعالى «والكاظمين الغيظ و العافين عن الناس»... صارت الهمجية والسوقية و«الطراقات والبوكسات» لغة التفاهم السائدة!، كفاكم إجهادا للكويت، كفاكم إجهادا للكويت، كفاكم إجهادا للكويت.
ألف مبروك لبابا صباح، وولي العهد الشيخ نواف، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والشعب الكويتي أجمع حصول منتخبنا على كأس خليجي 20، «كفو يا أبطال الكويت»، أعاد المنتخب فرحة غابت عن الكويت طويلا.
www.sara-aldrees.com
تغنت نوال في الكويت فقالت «انتي شيخة هالزمان وكل زمان، يا بلاد الخير وبلاد الأمان»، وقال راشد «هي نجمة الشرق، وهي عروس الخليج»، كم هي جميلة هذه الكلمات، لا أدري لِمَ تبكيني كلما سمعتها، هل لأني أحبها كثيرا؟، بلا شك هي أغلى أراضي الكون على الاطلاق، ولا أحد يساومني على ذلك، أم هل لأن عروس الخليج لم ترتد لباس الفرح منذ مدة طويلة و باتت حزينة!
كنا ننتشي فرحا وفخرا بسماع الأغاني الوطنية التي تحدثت عن حب الكويت وجمالها ومجدها وتاريخ أجدادها، وعدت لأسمع إحدى الأغنيات اليوم وباتت بلا طعم، كأنها كذبة نخدع بها أنفسنا، هل الكويت بلاد الأمان كما عهدناها؟
كانت الكويت أولى الدول التي حاربت الجهل وسعت إلى نشر التعليم، وكانت السباقة بإنشاء المدارس التعليمية وتطوير المناهج التعليمية وتدريس العلوم الحديثة، كانت الكويت حاملة راية الثقافة، وأصدر عبد العزيز الرشيد رحمه الله أول مجلة في الخليج «مجلة الكويت»، وكان خالد الفرج الرائد الأول للقصة القصيرة في الكويت بل وفي الخليج العربي كله، وعند تعرض الكويت لأزمة اقتصادية خانقة جراء اكتشاف اللؤلؤ الصناعي وحصار الملك عبد العزيز على البضائع المصدرة من الكويت، تنادى مجموعة من رجالات الدولة وحلوا الضائقة وتم رفع الضرائب وأنفقت الزيادة على الحركة التعليمية في البلاد، بلا شك كان للكويت السبق في ارتياد آفاق حضارية و تنويرية ثقافية، وضعها على ذلك الطريق أبناء الكويت منذ إشراق الأمل في نهضة الكويت حتى تم للكويت الاستقلال في 1961 وتأسيس المجلس التأسيسي وإقرار الدستور في 1962 وافتتاح مجلس الأمة الأول في 1963، فنقلت هذه الأحداث السياسية وضعية الكويت من إمارة تخضع للحماية البريطانية إلى دولة مستقلة تنتهج الديموقراطية سبيلا، يحكمها القانون وما ينص عليه الدستور.
والآن... ما حال الكويت؟، وبلهجتنا الكويتية العامية، وبلسان حال كل مواطن كويتي لا يملك أغلى من تراب هذه الأرض، لِمَ تغيرت حال الكويت من دولة سباقة في كل شيء، إلى دولة يعيش شعبها في سجال دائم في ما بينهم؟، بعد أن كنا رواد الثقافة، صار الشاب الكويتي للأسف لا يفرق بين التاء المربوطة و التاء المفتوحة، و في الوقت كانت فيه قطر تحتفل بحصولها على استضافة كأس العالم على أرضها بعد 12 سنة، كانت إحدى قنواتنا تعرض شجار ضباط متقاعدين كويتيين على بضع عمليات قاموا بها في غزو العراق على الكويت قبل 20 سنة!، باتت رقابنا ملتوية للوراء، والأغلب يلقي بأخطائه على غيره، ولا يوجد منا من يتحمل المسؤولية، ويملك الشجاعة الكاملة لإصلاح نفسه قبل التنادي بإصلاح الغير، وهو أكبر مخرب يعيث في الأرض فسادا.
طغت المظاهر المادية على حساب تقدير قيمة الإنسان بكونه إنساناً، وتم تقسيم الكويت إلى، بدو وحضر، سنّة وشيعة، مناطق داخلية ومناطق خارجية، جنسية أولى وجنسية ثانية ومزدوجين، عيال بطنها و«لفو»، داخل السور وخارج السور، أصيل وبسيري، وتغيرت مهمات عضو مجلس الأمة من سلطة تشريعية إلى مخلّص معاملات «الربع»، وسادت شريعة الغاب، و«الكل صار يأخذ حقه بإيده و طاحت هيبة القانون»، وللأسف يتعرض مواطن كويتي أعزل للضرب من قبل جمهور ندوة تدافع عن الدستور؟!، وعوضا عن أن يبادل الرأي رأياً آخر، و عوضا عن الالتزام بأدب الحوار والتعامل بالحسنى والتمسك بقول الله تعالى «والكاظمين الغيظ و العافين عن الناس»... صارت الهمجية والسوقية و«الطراقات والبوكسات» لغة التفاهم السائدة!، كفاكم إجهادا للكويت، كفاكم إجهادا للكويت، كفاكم إجهادا للكويت.
ألف مبروك لبابا صباح، وولي العهد الشيخ نواف، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد والشعب الكويتي أجمع حصول منتخبنا على كأس خليجي 20، «كفو يا أبطال الكويت»، أعاد المنتخب فرحة غابت عن الكويت طويلا.
www.sara-aldrees.com