انتظرنا ان تجلو الكروب عنا لكي نستفيق على جمال الدنيا وبهجتها، فلم يحصل ذلك بل تسابقنا في متوالية محزنة نصبح عليها ونمسي.
هربنا من واقعنا السياسي الأليم الذي اصبح انشودة تصلح للطم اليومي والنياحة، ومادة اخبارية دسمة للفضائيات. قلنا: دعونا نتسلى بالحديث عن الشأن العام بعيدا عن السياسة فجاءنا طبيب ليخبرنا بأن الفيروسات قد انتشرت في مستشفيات الحكومة وتكاثرت واصبحت تشكل خطرا على المرضى الذين يدخلون المستشفى اكثر من الامراض التي جاءوا لعلاجها، وان مستشفى كبيرا قد اكتشفوا فيه ثلاثة فيروسات معدية، ويحاول الاطباء اخراج المرضى منه ما استطاعوا حتى لا تعم العدوى. لم نجد غير شعر احمد الصافي النجف لنصف به مستشفياتنا حيث يقول:
ومستشفى متى يدخل اليه
مريض يسترح من ذي الحياة
كأن به لعزرائيل جندا
يميت الناس من قبل الوفاة
تشاهد للحياة هناك بابا
وابوابا تشاهد للممات
يسافر منه للأخرى دواما
«قطار» بالعشي وبالغداة
يقلُّك دون رسم او جواز
فتعبر للخلود بلا اناة
ففيه لكل ذي مال شفاء
وموت للنفوس البائسات
يود الموت من قد حل فيه
لما يلقاه من فرط الاذاة
عجز السياسيون عن جبر خواطرنا وأعلن الاطباء عن عجزهم عن مداواة امراضنا، وقالوا لنا: ادعوا الله تعالى لينزل علينا المطر فهو شفاء للميكروبات والفيروسات التي تسممت بها اجواؤنا واختنقت بها صدورنا، فلم نجد خيرا من الدعاء بنزول المطر، وشعر جميل حول الامل الذي نرجو من الله تعالى ان يزيل به الغمة التي عكرت صفو الجمال في بلادنا ومنعت الخير من ان يصل الينا.
تعالي نلون هذا المطر
تعالي نغني نشيد السحر
تعالي نلملم حلما جميلا
رسمناه يوما ثم انكسر!
تعالي لنجمع قطر الندى
ونجمع رجع انبعاث الصدى
ونبني جسرا بنبض القلوب
تعالي نعيد بهاء القمر
تعالي نحلّق فوق الغيوم
تعالي نخبئ سر النجوم
فهذي النجوم شريكاتنا
بليل طويل... مضى وانحسر...
تعالي لنحمي حلم الحياة
تعالي لنرويه... عذب المياه
تعالي نسيجه بالعيون
ونبعد عنه ظلال الخطر
تعالي نصد هجوم الرياح
تعالي لنجمع نور الصباح
فمادام في العمر يوم جديد
سنصمد في الريح... مثل الشجر!!
الشعر من منتديات ماجدة
الثور الابيض
افترض الكاتب جعفر رجب استفهاما غريبا لم يطرحه احد ثم اجاب عنه بقسوة وبنفس لم نعهده في كتاباته (مقال يوم الاحد) احسن تعليق قرأته في جريدة الآن على المقال: «يا زينك لو ساكت».
د. وائل الحساوي
[email protected]