حزن، قرف، قلق، غثيان، إحباط، تشاؤم، انقباض، ومشاعر وشتائم وبذاءات أخرى كثيرة تتسابق في رأسي سعياً للصدارة ولا يوقفها عن الورق إلا حرصي على إحساس السيد الرقيب فقط، المنطق لا يرشد في مثل هذه الأوضاع، فكل محاولة منطقية لفهم ما هو غير منطقي تعتبر فعلا غير منطقي بحد ذاته، مئة «إنسان» أصيبوا بنوبة شجاعة مفرطة فاعتدوا على «إنسان» واحد، بلعوا الطعم، استفزهم فضربوه، الضعيف استفز القوي، ومعيار الاستفزاز هذا مطاط جداً، ولا عزاء للتسامح والتعايش وتقبل الآخر، عنصريون يأكلون بعضا، الفعل يهاجم رد الفعل، لعنة تلعن الجميع لكن المنظر مؤلم بحد ذاته، وبأفعالكم «الذكية» تلك جعلتموه بطلاً سيمثل الأمة ويمثلكم رغما عنكم وعنا وما عليكم إلا التنبؤ عمن سيفقد كرسيه لصالحه، والأدهى حسبما يقال ان أحد «الشجعان» سكرتير لنائب يمثل الأمة، ولماذا الاستغراب، فماذا نتوقع من نائب أفرزته النزعات العنصرية أن يكون شكل معاونيه؟! خريجي مدرسة «الماما تريزا» لمساعدة المحتاجين مثلا، هؤلاء يدك اليمنى، هؤلاء منسقو مواعيدك، هذه بيئة عملك، فماذا نتوقع منك؟! وفوق كل ذلك استمرت ندوة حماة الدستور، والله لو دهست قطة أمام منزل الإنسان الطبيعي لخرج يتفقد الوضع ويأسف لها وربما لا ينام لثلاثة أيام على الأقل ويحلم بها بقية عمره، سحقاً لجويهل والشيكات والحصانة والدستور والسياسة، أين الإنسانية؟! أين الفضول وحب الاستطلاع على الأقل لمعرفة ما يجري بالخارج؟! ثم يأتي من يصف ما حدث «بمشاجرة»، نبكي أم نضحك، إن كان هذا تقييم ممثل الأمة وعضو سلطة تشريعية لما حدث فكيف سيكون شكل تقييمه للأحداث والأخطار الاقليمية والعالمية المحيطة بالبلاد؟! هل نووي إيران مجرد ألعاب نارية حسب مفهومك؟! وبذات المنطق غير المفهوم أصلاً تعكس الأدوار، الضعيف استفز القوي، ونزلت القوات الخاصة «البطلة» لتؤدب ممثلي الأمة، فالاستفزاز معيار يمكن مطه حتى القمر، والتبريرات والأعذار لا يصعب الحصول عليها في مثل هذه الحالات، الاعتداء على الناس حماية للناس، ضرب اختيارات الأمة حماية للأمة، هدر الكرامات صوناً للكرامات، هل فهمتم شيئا؟!
لا أعرف ما اسم هذا الذي يجري، إن كان ما يجري يتم وفق مخطط مدروس ومحبوك فتلك مصيبة وان كانت الأمور تسير هكذا «خبط عشواء» فالمصيبة أعظم، والحكومة الرشيدة الجليلة بمجلس وزرائها الموقر تصدر بياناً يُدين الهجوم على جويهل، ذاكرتي ضعيفة على قدي لكن أود قراءة أرشيف بيانات الحكومة الموقرة عن محاولات اغتيال حمد الجوعان وعبدالله النيباري وهما من هما، حكومة التكتيك والتفكيك، تسجن محمد الجاسم وتسحل دكتورا جامعيا وتهين النواب وتدين الاعتداء على الجويهل ولكن يبقى في كل الأحوال اتحاد الكرة خارج نطاق حمايتها وبياناتها، فأنت حين تلتفت لجهة أخرى تمني النفس لعل الرياضة تصلح ما أفسدته السياسة، تتذكر وترى ما يجري فيها فتزداد هماً على هم ونكداً على نكد، فرحنا بالكأس وليس بجديدة علينا، لكن ما تلا الفوز هو ما يثير الشجن، ربما لا يصل بث الفضائيات لليمن السعيد، لذا فرئيس اتحاد كرة القدم غير الشرعي لا يعلم بأن قطر فازت بتنظيم كأس العالم، لذا يقف منتصبا مزهوا وسط استاد جابر فيدخل عليه اللاعبون الفائزون الحقيقيون بكأس الخليج يقبلون أنفه وكتفه، ما هو شعور اللاعبين؟! ألم يعترض أحد؟! ما شعور الجمهور؟! ما الرسالة المراد ايصالها لأهل الكويت بمثل هذا السلوك المصاحب لكل ما جرى سياسيا؟!
بالنهاية هي مجرد كرة قدم، فماذا تريد منهم أن «يبوسوا» إذاً لو فزنا بكأس آسيا مثلا؟!
الصورة الكاملة مقرفة جداً، لذا بالمجمل وللجميع... أما آن لهذا العهر أن ينتهي؟!
أهذي وحيداً... فاغفروا لي.
فهد البسام
[email protected]