ناجي الصغير: 80 في المئة من المصابات بسرطان الثدي حالاتهن متقدمة تحتاج إلى إزالة كاملة

تصغير
تكبير
| كتب سلمان الغضوري |

أعلنت رئيسة وحدة التشخيص الاكلينكي للثدي في مركز مكي جمعة الدكتورة نور كرماني ان 77 في المئة من السيدات اللاتي يجرين تشخيصا للأورام يكتشفن الاصابة بسرطان الثدي، مشيرة الى أهمية التوعية للسيدات لاجراء فحوصات دورية عن سرطان الثدي.

جاء ذلك على هامش الندوة التي اقامها الفريق البريطاني المتخصص في فحص سرطان الثدي والتي استضافت أستاذ امراض الباطنة في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور ناجي الصغير.

وقالت كرماني: هناك 300 اصابة بسرطان الثدي كشفتها احصائيات عام 2005 في مركز مكي جمعة للسرطان، مشيرة إلى أهمية مشاركة الزوج في توعية زوجته بضرورة الفحص الدوري وعدم التحجج بعذر توافر الوقت أو ان بعض الفحوصات تكون مؤلمة وغيرها من الاعتقادات غير الصحيحة.

ومن جانبه، تحدث أستاذ امراض الباطنة في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور ناجي الصغير في حضور عدد من المصابات بمرض سرطان الثدي اللاتي يتلقين العلاج وتعايشن مع المرض. وقال الصغير: «ان معظم أورام الثدي تكون حميدة وان أكثر من 90 في المئة من الحالات المصابة تشفى بالعلاج في حال تشخيصها مبكرا»، موضحا ان هذه الاورام في الثدي وتحت الابط تنقسم إلى ثلاث مراحل وهي المرحلة T وهو ورم في الثدي، ثم المرحلة N وهو ورم تحت الابط، ثم المرحلة M وهو مرحلة متقدمة للورم.

وحذر الصغير من اجراء عمليات استئصال الثدي من دون التأكد من التشخيص والفحص وأخذ العينات، مشيرا إلى انه اذا كان الورم يتركز في جزء معين يمكن عمل استئصال جزئي، اما في الحالات المتقدمة فمن الافضل عمل استئصال كلي. وقال: «هناك ما يعرف بالعلاج الترميمي أو عمليات التجميل بعد الاستئصال وحسب نتائج الزرع للمواد التعويضية وهي السيليكون وهناك متابعة بعد هذه العمليات لأنه قد تظل بعض الخلايات السرطانية النشطة حيث تتم متابعتها وعلاجها حتى لا تستفحل مرة اخرى وهناك العلاج الكيميائي أو العلاج بالإشعاع، وبالنسبة للجراحة في الثدي تكون بعمل شق صغير أسفل الحلمة وهو غير ملحوظ.

واضاف: «اما العلاج الكيميائي فهو يتم بالمصل أو الحبوب ويكون تبعا لمرحلة المرض، ويستخدم العلاج الاشعاعي لمنع عودة المرض مرة اخرى ويتواكب مع العلاج الجراحي الجزئي أيضاً».

واشار الصغير إلى ان هناك نقصا حاداً في عدد مراكز العلاج الاشعاعي في الوطن العربي فهي 84 مركزا فقط، أما في أميركا فعددها 1875 مركزاً وهناك نقص في عدد أطباء الأشعة وعددهم 256 طبيبا وفي أميركا 3868 طبيباً، أما فنيون الاشعة فإن عددهم 400 فني فقط، وهو ما يعني أن هناك ندرة للعاملين في هذا النوع من العلاج.

وأكد الصغير على أهمية التعاون بين الاطباء بمناقشة حالات المرضى وتشخيصها بشكل دقيق.

وقال: «ان 50 في المئة من الحالات بسرطان الثدي من النساء أقل من 50 سنة وان هناك من 60 - 80 في المئة من هذه الحالات في المرحلة المتقدمة والتي تستدعي عمليات الاستئصال، وان هناك 84 في المئة من حالات سرطان الثدي أدت للوفاة في سن الـ 50 وما فوق، وهناك زيادة في سرطان الثدي في السنوات الأخيرة مع نقص مراكز العلاج والدراسات في هذا المجال.

وأوضح ان المرأة من سن 20 إلى 29 يجب ان تقوم بعمل فحص سريري من سنة إلى ثلاث سنوات في كل مرة، وان اطباء الصحة العامة والمتخصصين ينصحون ان يكون الفحص بعد مرور اسبوع على الدورة الشهرية لأن طبيعة جسم المرأة تكون متغيرة قبيل الدورة مباشرة، ويجب ان تقوم المرأة بعمل فحص سنوي بداية من سن الاربعين وحتى الخمسين فهي فترة زيادة نشاط هرمون الاستروجين ويكون الفحص عند طبيب العائلة أو طبيب النساء والولادة.

واشار إلى ان هرمون الاستروجين يساعد على قابلية حدوث الاورام بالنسبة للمرأة، مؤكدا ان السمنة المفرطة من العوامل التي تزيد من احتمال الاصابة بالسرطان حيث ان هرمون الاستروجين ينشط مع وجود الشحم بكميات كبيرة في الجسم.

وحذر الدكتور الصغير من استعمال حبوب منع الحمل على المدى الطويل لأنها تعمل على تنشيط الهرمونات وتزيد من الاستروجين وتتضح خطورة ذلك بعد سن الخمسين.

وقال: «توجد حبوب منع الحمل المأمونة والتي لا تحتوي على هرمونات عالية النسبة ويجب ان يكون ذلك تحت متابعة واشراف الطبيب المختص».

وأكد على فوائد الحمية الغذائية للتقليل من الدهون في الجسم فهي تحمي من عودة مرض السرطان حتى بعد العلاج وأهمية الرياضة.

واشار إلى ان الدراسات الحديثة اثبتت ان ما نسبته 20 في المئة من النساء من أصل مليون سيدة اتضحت اصابتهن بسرطان الثدي في بريطانيا وذلك عبر دراسة تمت على مدار عشر سنوات وهي نسبة كبيرة، وحذر من التدخين وان أرجيلة واحدة تساوي تدخين علبة سجائر كاملة.

وفي تصريح خاص لـ«الراي» قال أستاذ امراض الباطنة في الجامعة الأميركية في بيروت الدكتور ناجي الصغير: اثبتت احدى دراساتي عن مدى انتشار مرض سرطان الثدي في العالم العربي ان ما بين 60 إلى 80 في المئة من حالات الاصابة تعتبر متقدمة وتتطلب اجراء ازالة كاملة للثدي من خلال عمليات جراحية. واضاف: «يتحتم علينا بعد تلك الدراسة الحرص على الكشف المبكر عن المرض، وازالة الورم الجزئي في حال اكتشافه».

واوضح ان هناك اجراءات تتبع بعد ازالة الورم الجزئي وهي العلاج الاشعاعي وتناول المضادات المخصصة للقضاء على الخلايا السرطانية.

واشار الصغير إلى قيامه بتأليف كتاب عن سرطان الثدي وأورامه وأنواعه تبين فيه ان 30 في المئة من السيدات المصابات بالأورام تحت سن الخمسين هن من المصابات بمرض سرطان الثدي.

وحول أسباب الاصابة في هذا المرض قال الدكتور ناجي الصغير: ان «الدراسات العلمية المتخصصة اثبتت ان بعض المواد الغذائية تؤدي إلى الاصابة بهذا المرض، كما ان الهرمونات التي تستخدمها السيدات تؤدي إلى ذلك، وايضا السمنة المفرطة والتدخين».

ورداً على سؤال لـ«الراي» حول امكانية اصابة الرجال بمرض سرطان الثدي قال الصغير: «هناك رجل يصاب بهذا المرض مقابل كل 100 حالة اصابة في السيدات»، مشيرا إلى اهمية العلاج الكيميائي ومضادات السرطان بالنسبة للرجال.

ودعا الدكتور ناجي الصغير إلى أهمية ان يشارك الزوج زوجته في تخفيف المعاناة من المرض عنها، وخصوصا بعد مرحلة الاستئصال وافتقاد المرأة جزءا حيويا من أنوثتها.

ويعتبر الدكتور ناجي الصغير واحدا من الخبراء العرب المتخصصين في هذا المجال وامراض الدم والاورام السرطانية الاخرى، وهو خريج جامعة بروكسل ولديه موقع الكتروني  متخصص في سرطان الثدي يتيح المعلومات والبرامج التوعوية لزواره.




نور كرماني متحدثة



جانب من الحضور

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي