حرب البسوس من أشهر حروب العرب في الجاهلية، وقد وقعت بسبب ناقة لامرأة اسمها البسوس واستمرت 40 عاما هلك فيها الآلاف وانتصرت تغلب في اربع حروب وبكر في واحدة، لكن التاريخ لم يسجل إلا بشاعة تلك الحرب وقصة الناقة.
داحس والغبراء هما حصانان لقيس بن زهير وحذيفة بن بدر تسابقا، فطلب بن بدر من اتباعه اذا رأوا داحس متقدما في السباق ان يردوه لتتقدم الغبراء.
وقد استمرت الحرب اربعين عاما وشاركت فيها كثير من القبائل العربية وقتل فيها الآلاف، لكن التاريخ لم يسجل إلا بشاعة الحرب واسم الحصانين.
الحرب الاهلية اللبنانية وقعت العام 1975 عندما فتح انصار حزب الكتائب النار على حافلة نقل فلسطينيين في منطقة عين الرمانة وقتل جميع ركابها ثم دخل في الصراع جميع الاحزاب اللبنانية والجيش اللبناني وتدخلت سورية واسرائيل والولايات المتحدة، وخلفت الحرب عشرات الآلاف من القتلى الى ان انتهت العام 1990 ولم يذكر التاريخ إلا ان لبنان كان يوما واحة السلام والحرية في الشرق الاوسط.
الحرب العالمية الاولى بدأت حينما قتل طالب صربي ولي عهد النمسا وزوجته في سراييفو، فما كان من امبراطورية النمسا والمجر الا ان احتلت مملكة صربيا، ثم دخلت معظم دول العالم الكبرى في الحرب وخلفت اكثر من ثمانية ملايين ونصف المليون قتيل واكثر من ضعف ذلك العدد من الجرحى.
الفتنة تبدأ عادة بكلمة أو عبارة جارحة أو فعل مشين ثم تتطور وتصل الى حروب مدمرة تحرق الاخضر واليابس، ثم لا يسأل أحد بعدها عن الاسباب بل كيف نوقف الفتنة.
خلال شهرين شاهدنا فتنة ياسر الحبيب وشتم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ثم فتنة قناة سكوب مع عائلة المالك ثم فتنة ضرب محمد الجويهل، فماذا يخبئ لنا القدر من فتن وغيرها، ومتى ستخرج تلك الفتن عن السيطرة لتتحول، لا قدر الله الى داحس والغبراء؟!
أوه يا لأزرق
نبارك لفريقنا فوزه الساحق بدوري الخليج، والحقيقة هي ان اهل الكويت بحاجة ماسة الى استرداد ثقتهم بأنفسهم بعد سنوات طويلة من الاحباطات على جميع الاصعدة والمجالات، فهل تتحول نشوة الفوز الكروي الى طاقة جبارة لكي يستعيد الكويتيون ثقتهم بأنفسهم ويسارعوا الى استكمال مشروع بناء البلد وتعويض سنوات الاحباط والتراجع؟!
لدينا بفضل الله تعالى احسن الانظمة السياسية واكثرها انفتاحا وتلاحما مع شعوبها، ولدينا اكبر نسبة من المتعلمين والمثقفين واصحاب المبادرات الاقتصادية والعلمية، ولدينا افضل بنية اقتصادية واستقرار مالي وفوائض، ولدينا انفتاح اعلامي وثقافي وسياسي.
اذا كانت قطر قد حصلت على شرف استضافة مونديال 2022 - وهذا شرف لنا كذلك - فلماذا لا تسعى الكويت لكي تحصل على شرف الفوز بجائزة نوبل العام 2022 او تأسيس اكبر مركز بحثي في الشرق الاوسط او افتتاح جامعة تنافس جامعة هارفارد او ان تنافس على آخر مراحل الفوز بكأس العالم العام 2022؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]