مخاطر الجراحات التجميلية

... أجراس إنذار تحذر النساء قبل اتخاذ «القرار»

تصغير
تكبير
| إعداد - عبدالعليم الحجار |

تنطوي اي جراحة تجميلية على القيام بعمل جراحي ينفذه طبيب متخصص في الجراحات التجميلية والترقيعية لتحسين مظهر احد اعضاء الجسم. والواقع ان الجراحة التجميلية لا تحسّن** مظهر الجسم فحسب، بل يمكنها ايضا ان تؤثر على الناحيتين النفسية والوجدانية لدى من يخضعون لمثل تلك الجراحة التي تكون اختيارية في معظم الاحوال، فمن الممكن لعمليات تكبير الصدر او شد الوجه ان يكون لها تأثير كبير على مستويات تقدير المرأة لذاتها ومدى ثقتها بنفسها.


والواقع ان جميع أنواع العمليات الجراحية تنطوي على مخاطر، والجراحات التجميلية ليست مستثناة من تلك القاعدة. وأول المخاطر المتعلقة بالجراحة التجميلية هو خطر الخضوع للعمل الجراحي بحد ذاته، بينما يشكل التخدير الخطر الثاني في الترتيب.

وتختلف مخاطر الجراحة التجميلية من شخص الى آخر كما انها تختلف ايضا حسب الاجراء الجراحي الذي يقرره كل من المريض والجراح، وعلاوة على ذلك فإن الجوانب والتاريخ المتعلق بصحة المريض هي امور تنطوي على اهمية هائلة، فعلى سبيل المثال فإن المرضى الذين يعانون من امراض معينة كالسكري او من يدخنون بشراهة يكونون معرضين اكثر من غيرهم الى مخاطر الجراحات التجميلية في المواقف اللاحقة للعملية.

وعلى الرغم من ان المخاطر او العواقب السلبية المرتبطة بالجراجات التجميلية او الناجمة عنها قد باتت تعد حالات نادرة في الوقت الراهن، فإنه ينبغي على كل فرد ان يدرس بجدية كل المخاطر والمجازفات المحتملة التي قد تنطوي عليها الجراحة التجميلية.

وفي ما يلي نستعرض عددا من ابرز المخاطر ذات الصلة بالعمليات الجراحية التجميلية:



• الندبات: الندبات هي الآثار الخارجية التي تنجم عن الفتحات الجراحية، وهي من ابرز المشاكل التي تظهر بعد الخضوع لعملية تجميلية، وعلى الرغم من تضافر الجهود الطبية للحد من الندبات فإن حدوثها لا يزال امرا واقعا، وتعتبر الندبات الجراحية مشكلة اكبر حجما بالنسبة لأفراد بعض الاقليات العرقية حيث انهم وبسبب بشرتهم الغامقة يكون لديهم الاستعداد لظهور ندبات أغلظ وأكثر نتوءا، او ما يسمى بندبات الجدرة (وهي ندبة غليظة تنشأ عادة عن إفراط في نمو النسيج الليفي).

• الحالة الصحية العامة: اذا كانت حالتك الصحية العامة أقل من مستوى معين، فستكون هناك احتمالات متزايدة لتعرضك لمخاطر اثناء وبعد الجراحة التجميلية، فإذا كنت قد تعرضت لأزمات قلبية في السابق، او اذا كنت تعانين من الوزن الزائد فإنك ستكونين اكثر عرضة لحدوث تعقيدات ومضاعفات جراء الخضوع للتخدير الكلي. ويمكن أن تتخذ تلك المضاعفات شكل أزمة قلبية وذلك بسبب ارتفاع ضغط الدم أو اضطراب في نبض القلب. ومع ذلك فإن تلك الاحتمالات مازالت تعتبر نادرة الحدوث نسبيا.

• التلوث: إن خطورة حدوث تلوث والتهاب بعد اجراء جراحة تجميلية تمثل أقل من 1 في المئة، وتعمل المضادات الحيوية على تقليص هذا الخطر بشكل بارز. لكن في حال حدوث تلوث، فهذا يعني أن الأمر خطير. والأشخاص الذين يدخنون أو يتناولون الستيروئيدات أو يعانون من أمراض شريانية معينة يواجهون خطرا أكبر. فبقدر ما تطول العملية الجراحية وبقدر ما يفقد المريض من الدم، يزداد احتمال التعرض لخطر التلوث والالتهاب.

• النزيف الزائد أو غير المتوقع: (نزيف الدم أو الورم الدموي)

إن حدوث نزيف الدم التالي لعمل جراحي يعد أمراً ممكناً وقد يستمر لبضع ساعات ويمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى حدوث مضاعفات. قد يؤدي تجلط الدم وتجمعه تحت الجلد إلى حالة تدعى بالورم الدموي الذي يكون متماسك القوام والملمس ويمكن أن يتغير لون الجلد المبطن إلى اللون الأزرق أو الأرجواني. وتبدي المنطقة المصابة آلاماً واضحة تأخذ بالتناقص تدريجيا بعد أن تبدأ آليات دفاع الجسم المضادة للتخثر عملها في المنطقة المستهدفة وبالتالي تمتص ذلك الدم المتجمع.

لكن إذا استمر الوضع على ذلك الحال واستمر الورم الدموي في الازدياد، فإن هذا الورم سيضغط على الأنسجة المحيطة ويؤدي إلى اضطراب الدوران الدموي فيها ما يعيق تدفق الدم ووصول الأوكسجين اللازم إليها. وهذا قد يؤدي بدوره إلى خدر وتورم والتهاب وتموت الجلد حيث تكون هناك حاجة ماسة إلى تدخل فوري أو إجراء عملية جراحية للتخلص من الدم المتخثر. وعلاوة على ذلك، فإن وجود ورم دموي كبير يمكن أن يزيد من مخاطر مشاكل أخرى مثل حدوث انتان وعدم التئام الجرح وتنخّر موضعي للخلايا والأنسجة المصابة. كذلك في حال ارتخاء غرز الخياطة بعد الجراحة التجميلية، فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث نزيف داخلي أو إلى حدوث فتاق. ومثل تلك المشاكل تتطلب اجراءً جراحياً إضافياً.

• التنخّر: التنخر هو موت الأنسجة بسبب عدم وصول كميات كافية من الأوكسجين إلى المنطقة التي أجري فيها العمل الجراحي. والواقع أن خطر حدوث التنخر قلما يحصل في الجراحات التجميلية العادية ولكن في حالات الجراحة التجميلية الأخرى المتعلقة بعمليات شد الوجه أو تصغير الثديين أو عمليات شفط الدهون من منطقة البطن، يمكن أن يحدث التنخّر. يزداد التنخّر مع حدوث التهاب مفاجئ. ويكون المدخنون أكثر عرضة لمثل هذا الاحتمال بسبب انقباض الأوعية الدموية وقلة وصول امدادات الأوكسجين نسبيا. ويتم علاج ذلك بشكل عام في مراحل الإصابة المبكرة عن طريق المداواة بالأوكسجين العالي الضغط.

• مخاطر التخدير: تتدرج المخاطر التي قد تنجم عن التخدير الجراحي لتشمل توقف التنفس موقتا وردود الأفعال التحسسية ضد بعض العقاقير المستخدمة في التخدير والنوبات القلبية والغيبوبة وحتى الوفاة. وصحيح أنه قلما تحدث مضاعفات بسبب التخدير، لكن تبقى المخاطر في حال حدوثها أمرا قائماً. وتعتمد تلك المخاطر في حدوثها على عوامل عدة مثل مدى سلامة وجدية الجراحة. وتعد الاصابة بالغثيان حالة شائعة تنجم عن التخدير. كما ان التهاب البلعوم هو أحد المخاطر التي تعرض اليها بعض من خضعوا إلى عمليات تجميلية من قبل. وبشكل إجمالي فإن عوامل المخاطر المرتبطة بالتخدير تعتبر نادرة نسبيا.

• الشلل او التلف العصبي الأقل ضررا: في حالات نادرة جدا من الممكن ان تتسبب الجراحات التجميلية (او حتى غير التجميلية) في حدوث خلل بالأعصاب، وهو الخلل الذي يتسم بالشعور بخدر مع احساس بوخزات، وبشكل عام فان ذلك الخلل لا يدوم لاكثر من سنة واحدة، ويمكن ان يحدث شلل او ضعف في عضلات معينة في حال تسبب العمل الجراحي في تلف احد الاعصاب الرئيسية المتصلة بتلك بالعضلة، ويمكن علاج مثل تلك الحالة من خلال اجراء جراحة خاصة لاعادة بناء وتشكيل الأسنجة التالفة.

• العادات الشخصية غير الصحية: يعد تدخين السجائر عدونا الأكبر ففي حالات شد الوجه والرقبة على وجه الخصوص - حيث يتم نقل مناطق كبيرة من الجلد من مكان إلى آخر - فان المريض يكون معرضا الى مخاطر كبيرة من ابرزها تلف وانهيار الجلد، وبطء التئام الجروح والتلوث والندبات اذا استمر في التدخين خلال فترة الجراحة التجميلية وما بعدها، واذا كان المريض مصابا بخلل بارز في الكبد فان التخدير يكون خيارا مستبعدا (لكونه ينطوي على مخاطر جدية).

• الحاجة الى عمليات جراحية ثانوية/ عدم الاقتناع بالنتائج

هناك خطر لا ينتبه اليه كثيرون، وهو الخطر المحتمل المتمثل في الحاجة او الرغبة في اللجوء الى عمليات جراحية اضافية عند عدم الاقتناع بالنتائج الجمالية او حتى عند الشعور بمضاعفات سلبية ناجمة عن الجراحة التجميلية الاولى، والواقع انه ليست كل عملية جراحية ناجحة بالضرورة، فعلى خلاف معظم العمليات الجراحية التي تفرضها ضرورة طبية، فان مسألة نجاح العملية الجراحية التجميلية هو امر نسبي وشخصي الى حد بعيد، فالنتائج الجمالية غير المرضية للعملية التجميلية (بما في ذلك عدم التناسق الشكلي والندبات الزائدة... الخ) قد تكون محبطة بل وحتى قد تكون ذات تأثير مدمر على نفسية بعض المرضى، والاسوأ من ذلك كله هو ان يترك المريض الأسوأ حظا يعاني من الام مستمرة ومن تلف في انسجة رئيسة او من تلف في الاعصاب او حتى شلل موضعي.

• الخطر السيكولوجي (النفسي) والاجتماعي:

ترتبط التأثيرات النفسية المحتملة وغير المرغوب فيها للجراحة التجميلية بعلاقة وثيقة مع طبيعة توقعات المريض قبل اجراء تلك العملية وايضا بحالته العقلية والعاطفية قبلها، ولذلك فانه من المهم جدا ان ندرك انه في الوقت الذي قد تثمر فيه العملية الجراحية التجميلية نتائج مجزية وايجابية جدا، فانها لن تؤدي الى تغيير حياتك برمتها ولن تنهي كل المشاكل التي تواجهينها كما انها لن تؤدي بالضرورة الى تحسين علاقاتك الاجتماعية، ومن المهم ايضا ان تدركي انه ليس هناك ما يسمى بـ «الكمال» الجسدي.

نصائح لتقليص المخاطر:

بشكل عام، من الممكن من ترغب (او يرغب) في الخضوع الى عملية جراحية تجميلية تقليص تلك المخاطر من خلال تثقيف وتوعية نفسها جيدا حول تلك المخاطر ومن خلال جمع اكبر قدر من المعلومات الصحيحة حول كل جانب من تلك الجوانب، ومن بين الامور المهمة الا تكون التكلفة هي العامل الاهم في اختيار جراح التجميل الذي ستستسلمين لمشارطة، بل عليك ان تجعلي الأولوية للكفاءة والخبرة، وهو الامر الذي يتطلب كثيرا من الاستفسارات قبل اتخاذ قرار الاختيار، وينبغي التأكد تماما من انك في افضل حالاتك الصحية قبل ان تقرري الخضوع الى العملية التجميلية، ولا تدعي رغبتك القوية في اجراء العملية التجميلية تطغى على اي اعتبارات صحية خطيرة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي