البلطجة هي قمة الديموقراطية
هل اصبحت البلطجة عنوانا للممارسة الديموقراطية العربية، ولماذا تعطي الانظمة العربية شعوبها الحرية في الترشيح وفي تأسيس الاحزاب والانتخاب ما دامت تسلبهم كل ذلك عن طريق البلطجة وتفرض ما تريد وتورث من تشاء من دون منازع؟
ان سجن المرشحين بالآلاف لمنعهم من الترشيح والبحث عن تهم واهية لتبرير ذلك السجن والتعذيب، وإن رشوة الناس لكي ينتخبوا من تريده الحكومة ثم ممارسة البلطجة على كثير من الناخبين ومنعهم من الادلاء بأصواتهم قد يكون أشد جريمة من إلغاء النظام الانتخابي بالكامل وتعيين من يريده الأسياد!!
ان واقعنا يدل على اننا خلال مسيرتنا الطويلة لم نستفد من تجارب الشعوب المتقدمة ولم نتقدم خطوة واحدة باتجاه تعزيز الحريات وإعطاء الشعوب الحق لاختيار من يمثلها، بل نزداد في كل يوم دركات في سلّم التخلف والديكتاتورية ومحاولة طمس عقول الناس وتزوير ارادتهم معتقدين بأن شعوبنا ما زالت في قمة الغباء لتدرك ما يحاك لها من مؤامرات ودسائس وتزوير!!
لقد قالها عمر رضي الله عنه «منذ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».
ويقول الشاعر أحمد مطر:
لا تطلبي حرية أيتها الرعية
لا تطلبي حرية...
بل مارسي الحرية
ان رضي الراعي... فألف مرحبا
وإن أبى
فحاولي إقناعه باللطف والروية...
قولي له ان يشرب البحر
وأن يبلع نصف الكرة الأرضية!
ما كانت الحرية اختراعه
أو إرث من خلّفه
لكي يضمها الى أملاكه الشخصية
إن شاء ان يمنعها عنك
زواها جانبا
أو شاء ان يمنحها... قدّمها هدية
د. وائل الحساوي
[email protected]