د. وائل الحساوي / نسمات / لماذا يخاف الزعيم؟!

تصغير
تكبير
يرة يعبّر بها الانسان الخائف عن خوفه ومن تلك الطرق استباق النتائج والتهديد بالويل والثبور.

تهديدات زعيم حزب الله حسن نصر الله الاخيرة بقطع اليد التي تمتد الى رجالات حزبه وقوله: «الحقيقة ان ملف شهود الزور سيوصل الى رؤوس كبيرة، وستكون فضيحة سياسية في تاريخ المنطقة».

هذه التهديدات الشديدة اللهجة تدل على خوف حقيقي من انكشاف دور بعض رجالات حزب الله في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.

والمواجهة في هذه المرة ليست بين قوى 14 آذار وقوى 8 آذار وليست بين الاحزاب اللبنانية المختلفة، ولكنها بين المحكمة الدولية التي تشكلت بطلب من الشعب اللبناني لكشف اللثام عن اكبر جريمة حدثت في تاريخه وبين من يسعون لتغطية الحقيقة ويتسترون على المجرمين، فلماذا يبين زعيم الحزب خوفه وارتعابه من نتائج المحكمة ويستبق تلك النتائج بالتهديد والوعيد؟! ولماذا هدد نصر الله سابقا بكشف الوثائق التي تثبت تورط الكيان الصهيوني في اغتيال الحريري ثم لم نجد اي دليل ملموس على ما قال؟!

وماذا عن شن حرب غير متكافئة على الكيان الصهيوني عام 2006 والتسبب في تدمير لبنان ومقتل الآلاف دون علم او موافقة الحكومة اللبنانية؟!

وماذا عن التدخل لمساندة ايران في حربها على جيرانها وخطف الطائرات الكويتية وقتل بعض ركابها، والتي تحولت الى قضية يُمنع المرور بها او انتقادها خوفا من اثارة الفتنة؟!

والسؤال هو عن مصير لبنان في ظل وجود هؤلاء المغامرين وعدم تورعهم عن فعل اي شيء يحقق اهدافهم حتى ولو كان تدمير البلد وإشعال الحروب فيها؟!


البلطجة هي قمة الديموقراطية

هل اصبحت البلطجة عنوانا للممارسة الديموقراطية العربية، ولماذا تعطي الانظمة العربية شعوبها الحرية في الترشيح وفي تأسيس الاحزاب والانتخاب ما دامت تسلبهم كل ذلك عن طريق البلطجة وتفرض ما تريد وتورث من تشاء من دون منازع؟

ان سجن المرشحين بالآلاف لمنعهم من الترشيح والبحث عن تهم واهية لتبرير ذلك السجن والتعذيب، وإن رشوة الناس لكي ينتخبوا من تريده الحكومة ثم ممارسة البلطجة على كثير من الناخبين ومنعهم من الادلاء بأصواتهم قد يكون أشد جريمة من إلغاء النظام الانتخابي بالكامل وتعيين من يريده الأسياد!!

ان واقعنا يدل على اننا خلال مسيرتنا الطويلة لم نستفد من تجارب الشعوب المتقدمة ولم نتقدم خطوة واحدة باتجاه تعزيز الحريات وإعطاء الشعوب الحق لاختيار من يمثلها، بل نزداد في كل يوم دركات في سلّم التخلف والديكتاتورية ومحاولة طمس عقول الناس وتزوير ارادتهم معتقدين بأن شعوبنا ما زالت في قمة الغباء لتدرك ما يحاك لها من مؤامرات ودسائس وتزوير!!

لقد قالها عمر رضي الله عنه «منذ متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا».

ويقول الشاعر أحمد مطر:

لا تطلبي حرية أيتها الرعية

لا تطلبي حرية...

بل مارسي الحرية

ان رضي الراعي... فألف مرحبا

وإن أبى

فحاولي إقناعه باللطف والروية...

قولي له ان يشرب البحر

وأن يبلع نصف الكرة الأرضية!

ما كانت الحرية اختراعه

أو إرث من خلّفه

لكي يضمها الى أملاكه الشخصية

إن شاء ان يمنعها عنك

زواها جانبا

أو شاء ان يمنحها... قدّمها هدية


د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي