كثيرا ما نسمع عن الروح الرياضية ونسمع أن هناك من ينتقد فلاناً أو علاناً بأنه لا يحمل أو يمتلك الروح الرياضية وأنه يغضب حين يخسر أي مباراة وعادة ما يتضح فقدان تلك الروح بتصرف المنهزم بعد إعلان النتيجة النهائية للعبة.
في مباريات الملاكمة يمسك الحكم بيد اللاعبين ويرفع يد الفائز، فيقوم الفائز بتحية الجمهور إما برفع حزام البطولة وإما برفع يديه والانحناء للجمهور في الجهات الأربع، أما المنهزم فإنه لا يخرج من الحلبة الا بعد أن يحيّي خصمه الذي فاز عليه بعكس مباريات المصارعة الحرة التي يخرج فيها المنهزم حتى قبل إعلان النتيجة.
للخروج المبكر من حلبة الملاكمة تفسير منطقي يختلف عن المصارعة، فالملاكم الحقيقي سيحاسب نفسه على سبب هزيمته التي تلقاها، فهو لا يستطيع أن يحمل الآخرين سبب خسارته التي مني بها وشهد عليها الجميع ولن يجد أي شماعة ليعلق عليها أسباب خسارته أما المصارع فهو يخرج ليعرف هل أجاد بتمثيليته أم فشل بها.
أتوقع فشل كل الاستجوابات المقبلة فقد بدأ البعض تكوين فكرة أن بعض تلك الاستجوابات تشبه لعبة المصارعة الحرة المتفق عليها والتي تعتمد على أن أحدهم يتحمل الضرب التمثيلي المتفق عليه مسبقا والآخر يفوز في المباراة.
ولكنني أنصح النواب بالتحلي ببعض الروح الرياضية بعد استجواباتهم حتى لا يعمم الشك بأن الموضوع لا يتعدى كونه تمثيلية مصارعة حرة متفقاً على نتاجها مسبقا ويوحي لنا النائب أنه متأثر من فشل استجوابه والذي سيتكسب به شعبيا أمام المشجعين.
هناك أمر يجب أن يفهمه الجميع أن أغلب مشجعي المصارعة الحرة هم من الأطفال ونحمد الله أنه لا يحق لهم الانتخاب.
أدام الله الروح الرياضية بين النواب والوزراء ولا دامت تمثيليات المصارعة الحرة...
سعد المعطش
[email protected]