د. جلال محمد آل رشيد / ذوو الدخل المحدود والاكتتابات العامة

تصغير
تكبير

في غضون وقت قصير سيتم طرح أسهم إحدى الشركات التي تساهم فيها الحكومة للاكتتاب العام، والغالبية الساحقة من المواطنين يعلمون يقيناً بأن أي شخص يدخل في عمليات الاكتتاب العامة في الشركات التي يكون للحكومة نصيب كبير فيها فإنه سيستفيد، باعتبار أن السهم عندما يتم التداول عليه في سوق الكويت للأوراق المالية، فإن سعره السوقي سيكون أفضل، بكثير، من سعره وقت الاكتتاب.

ومع أن الجميع يدركون هذا الأمر، إلا أن الذي يحصل هو أن ذوي الدخول المحدودة من المواطنين «لا يحبذون» الدخول في هذه الاكتتابات، ليس لأنهم غير مقتنعين بأن هذا الأمر سينعكس عليهم، وعلى عوائلهم انعكاساً إيجابياً، ولكن حقيقة المشكلة لديهم عدم قدرتهم على دفع المبالغ التي ينبغي عليهم دفعها عند تقديم طلب الاكتتاب في تلك الشركات، لا سيما أن الموضوع يتطلب «تجميد» مبلغ كبير لمدة قصيرة، بحدود شهر مثلاً، ثم «تجميد» مبلغ صغير لمدة طويلة، وذلك المبلغ الصغير هو ثمن الأسهم التي تم تخصيصها فعلياً للمواطن المكتتِب، وبالتالي، فإنه لن يستردها سريعاً، بل بعد مدة طويلة عند بدء التداولات السوقية لهذا السهم أو ذاك.

وبما أن حكم العقل هو أن هذه الاكتتابات مفيدة مادياً حتماً، كما أن حُكْم الأخلاق العامة، وحكم الدستور يؤكد على التعاون والتراحم المجتمعين، في المادة السابعة من الدستور، فإن المجتمع، حكومة ومجلساً وشعباً، عليه أن يجد مخرجاً وحلاً لذوي الدخول المحدودة، لتمكينهم من الاستفادة من هذه الاكتتابات، كما يستفيد منها أصحاب الدخول المرتفعة والمتوسطة الذين لديهم مدخرات مالية.

أنا أقترح أن يتم حل هذه المشكلة عبر إقراض الحكومة للأشخاص الذين يقل «الدخل العائلي» لهم، وأقصد بالدخل العائلي مجموع راتبي الزوج والزوجة معاً، عن مستوى الألف دينار مثلاً، قرضاً حسناً بلا فوائد، ليتمكنوا من استخدام هذا القرض فقط في الدخول في الاكتتاب العام، ثم تسترد الحكومةُ، بعد شهر أو شهرين، أي عند إعلان كميات الأسهم التي يتم تخصيصها للمكتتبين، أموالَها الفائضة التي لم يحصل المكتتِب على أسهمها، وبعد ذلك يتم تقسيط مبلغ الأسهم التي حصل عليها المكتتِب على عامين أو ثلاثة أعوام بلا فوائد.

وبذلك، تتمكن الحكومة من خدمة ذوي الدخل المحدود... من غير أن تدفع فلساً واحداً من الميزانية العامة، كما أنها ستسترد مبلغ القرض الحسن في غضون وقت قصير لا يشكِّل عبئاً على أحد... فهل أنتم فاعلون؟


د. جلال محمد آل رشيد


كاتب وأكاديمي كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي