تحقيق / المنطقة تعج بحيوانات ضالة ونافقة وبعمالة سائبة ولصوص يسرحون ويمرحون ليلا ونهارا

إسطبلات الجهراء... خيل... وسهرات ليل!

تصغير
تكبير
|كتب مشعل السلامة|

هناك في شمال البلاد يعيش نفر من الناس في منطقة اصابها داء الاهمال فأضحت اشبه بخرابة يقصدها اللصوص والخارجون على القانون، ممن يجدون فيها ملاذا آمنا يقيهم خطر الوقوع في قبضة العدالة. انها منطقة اسطبلات محافظة الجهراء التي لم تعد مكانا صالحا لا للعيش الآدمي ولا لتربية الخيول، وذلك نتيجة غياب مختلف الخدمات الاساسية والضرورية اللازمة لأي حياة، فضلا عن انبعاث الروائح الكريهة باستمرار من الحيوانات النافقة، فيما تجوب اخرى ضالة المنطقة ليل نهار، دابة الرعب في نفوس الناس.

هكذا اوجز عدد من اصحاب الاسطبلات معاناتهم لـ«الراي»، مستغربين من غياب نواب الدائرة الرابعة عن طرح حلول جذرية لمشكلات المنطقة التي تستعر فيها نار الاهمال وحرائق النفايات على مدار الاسبوع، متمنين على الجهات الحكومية المختصة سرعة الالتفات إلى هموم المنطقة، وعلى رأسها النظافة وطرد مخالفي الاقامة والمتسولين منها، بالاضافة إلى انشاء ولو «كشك اسعافات اولية»، لانقاذ ضحايا الحوادث المرورية الذين تزهق عادة ارواحهم قبل ان يصلوا إلى مستشفى الجهراء والبعيد جدا عن الاسطبلات، وهنا التفاصيل:



بداية اوضح خالد الرديني ان منطقة الاسطبلات في فروسية محافظة الجهراء تعاني من كل المشاكل في ظل غياب الأمن والخدمات، ما ادى إلى وقوع العديد من الاحداث الامنية المؤسفة والتي باتت تشكل هاجس خوف وخطرا على المواطنين.

وبين الرديني ان هناك مشكلة اولية وهي انعدام النظافة بسبب نسيانها من بلدية الكويت وتحديدا بلدية محافظة الجهراء التي تتبعها فروسية الجهراء، مشيرا إلى ان الناس في اسطبلات الجهراء دأبوا على حرق النفايات والقمامة نتيجة لتراكمها امام اسطبلاتهم، ما يذكرنا باحداث سابقة مماثلة حصلت في ايام الغزو بفعل غياب النظافة، حتى ان النيران أتت حينها مرات عدة على الاسطبلات نفسها؟

وتابع: كما ان الكهرباء دائما ماتنقطع عن الاسطبلات لعدة ساعات لا يمكن من خلالها التواجد فيها، مطالبا الجهات المسؤولة بضرورة التحرك لحل هذه المشكلة، لاسيما ان انقطاع التيار يطول جميع الاسطبلات الموجودة من دون استثناء.

وتطرق الرديني إلى ظاهرة التسول التي وصلت إلى الاسطبلات من خلال رجال ونساء (شحاذين) يجوبونها يوميا في ظل غياب الجهات المسؤولة عن منع او الحد من تلك الظاهرة المزعجة للجميع. أضاف: إلى بجانب التسول هناك ظاهرة غريبة اخرى وهي كثرة الباعة الجائلين ممن يبيعون «السي دي هات» والعطور والملابس والعسل والزيتون والجبن وغيرها من المواد التي تباع على الناس وبشكل يومي ايضا من خلال عرض البضائع على الاسطبلات، علما ان هناك مواد غذائية غير معروفة المصدر تباع للاهالي دون حسيب ولا رقيب.

وأشار إلى انتشار البقالات غير المرخصة والتي تبيع مواد قاربت صلاحيتها على الانتهاء، فضلاً عن ان العمالة الآسيوية التي تعمل في هذه البقالات بلا رخص طبية ومنتهية اقاماتهم، ورأوا في الاسطبلات مرتعا ومسكنا لهم لانعدام الرقابة والأمن فيها، مؤكدا ان عدد البقالات أصبح أكثر من عدد الاسطبلات ومنتشرة بشكل فاحش.

ونبه إلى ان هناك مطاعم تعمل من دون ترخيص في الاسطبلات والبلدية مهملة في هذا الجانب حيث تقدم هذه المطاعم المأكولات بأنواعها مثل الفطائر والساندويتشات، بل ان هناك مطاعم تقوم بطبخ «المفاطيح» بعيدا عن أعين ورقابة بلدية محافظة الجهراء.

واعتبر «ان بعض الاسطبلات اصبحت مستودعات لمكاتب الافراح ومخازن للمطاعم والمطاحن وسكنا للعزاب، وكل هذا على عينك يا مسؤول».

وتمنى الرديني على الجهات المسؤولة أن تلتفت إلى هذه المشاكل وتذهب إلى الاسطبلات لترى المخالفات والتجاوزات التي تقترف على قارعة الطريق في تحد واضح للقانون.

من جانبه، قال سعود الشمري ان اسطبلات الخيل في محافظة الجهراء باتت منطقة منسية من قبل الجهات المسؤولة، فهي تعاني الأمرين جراء حزمة من المشاكل العالقة منذ سنوات.

واوضح ان تمادي المخالفين والمتجاوزين في المخالفات ولّد العديد من المشاكل في الاسطبلات حتى أصبحت مرتعا لمخالفي الاقامة من الآسيويين والمطلوبين أمنيا في قضايا عديدة، مؤكدا ضرورة أن تتحرك الجهات المسؤولة لوأد المشكلات عن بكرة أبيها وانقاذ أصحاب الاسطبلات من مخالفات وتجاوزات العمالة الآسيوية السائبة.

وأضاف الشمري ان هناك العديد من المحال المخالفة كصالونات الحلاقة والمغاسل، حيث انها تعمل من دون ترخيص، غير ان المتجاوزين رخصوا وصرحوا لأنفسهم اقامة المشاريع على حساب أهالي الاسطبلات، لافتا إلى وجود العديد من الشباب المستهتر بنظم وقواعد الأمن فأكثروا من الرعونة في الاسطبلات عبر التسابق والتقحيص في الطرقات.

وذكر الشمري ان اسطبلات الجهراء لا يوجد بها إلا مدخل ومخرج واحد ضيق لا يسع إلا لسيارة واحدة وسط تزاحم اصحاب الاسطبلات وضيوفهم، فضلا عن ان الطرقات اصبحت قديمة وبحاجة إلى سفلتة جديدة.

وطالب بانشاء مستوصف طبي في الاسطبلات أو حتى كشك للاسعافات الأولية ينقذ من يتعرض للحوادث المرورية، لا سيما ان الوصول إلى مستشفى الجهراء يتطلب وقتا كبيرا قد تزهق خلاله أرواح المصابين جراء تلك الحوادث.

وبين الشمري انعدام الأمن وفقدان الأمان وتعرض العديد من الاسطبلات للسرقة، «وهو الأمر الذي دعونا مرارا إلى مكافحته، ووضع نقطة أمنية في الاسطبلات لغرض السيطرة الأمنية والهيبة القانونية».

وأشار إلى ان المنطقة تكتظ بالعمالة الآسيوية وأغلبها لا يحمل اقامة صالحة وتتوارى منذ سنوات عن أنظار رجال الأمن في الاسطبلات، متمنياً على وزارات الدولة المعنية بالأمر التدخل السريع لانتشال المنطقة من المشاكل والهموم التي اصبحت تؤرق أصحاب الاسطبلات.

من جانبه، أكد محسن العنزي ان بعض الاسطبلات أصبحت تؤجر من قبل الشباب بشكل يومي وكذلك من قبل بعض الوافدين لاقامة سهرات وليال حمراء بعيدا عن أعين الرقابة الأمنية، ولا أدل على ذلك من ارتفاع أصوات المحتفلين والأغاني التي يسمعونها.

وأشار إلى ان بعض الاسطبلات أصبحت أشبه بمنتزهات عائلية وشبابية تؤجر حسب الرغبة ويوجد بها «أحواض سباحة وملاعب وملاه للأطفال، كما ان ثمة جهات ومؤسسات تمتلك بعض الاسطبلات وتؤجرها للمواطنين الراغبين في قضاء أوقات فراغهم فيها وإجازاتهم الصيفية.

واعتبر العنزي ان وجود الحيوانات الضالة والنافقة من دون تحرك من الجهات المسؤولة تسبب في استشراء العديد من الامراض لاسيما في الخيول، مطالبا بالتحرك السريع لاستئصال هذه المشاكل الخطيرة التي تواجههم.

ولفت إلى ان انعدام النظافة نتيجة تراكم النفايات والقمامة ادى إلى اصابة بعض الخيول العربية والاصيلة بوباء تسبب في موت العديد منها، رغم انها خيول باهظة الثمن، وهنا ثمة سؤال يطرح نفسه هو من يعوض اصحاب هذه الاسطبلات عن الخسائر التي تلحق بهم؟

واشار العنزي إلى وجود عصابات آسيوية تبيع المكالمات الدولية عبر الانترنت، مؤكدا ان هذه العمالة السائبة اصبحت تعيث في الاسطبلات فسادا دون تحرك من الجهات لردعها بقوة القانون.

ودعا العنزي إلى ضرورة إعادة تنظيم المنطقة، خصوصا انها اضحت مقصد غالبية شباب محافظة الجهراء الذين يرتادونها بعد ازالة الديوانيات وباتت هي المتنفس والملجأ الوحيد لهم، مذكرا ان اصحاب الاسطبلات يعيشون على مياه التناكر، التي تكلف الاسطبل الواحد 6 دنانير يوميا، فضلا عن انعدام الصرف الصحي، ورداءة الوصلات الكهربائية، رغم انها منطقة تقع بالقرب من منشآت وقواعد عسكرية، بالاضافة إلى مرور العديد من الشاحنات التي تأتي من خارج الكويت على طريق السالمي وتسبب ربكة مرورية لاسيما في منتصف الليل ما يتطلب حزما امنيا واسع النطاق. وبين ان عدد الاسطبلات يقرب من 730 قلة منها تستغل كاسطبلات والبقية لا تعرف اليها الخيول سبيلا.

عبدالعزيز الحسيني قال ان لدى وزير الاشغال العامة وزير الدولة لشؤون البلدية الدكتور فاضل صفر معلومات عما يدور في اسطبلات الجهراء من اهمال واضح في النظافة، وامر مشكورا بتنظيفها الا ان النظافة كانت ليوم واحد فقط وبعدها لم نر آليات البلدية ولا نعرف سر اختفائها، متمنيا ان يلتفت المسؤولون في بلدية الجهراء إلى المنطقة عبر توفــــير العمــــالة والآليات اللازمة لتنظـــــيفها قــــبل ان تتحول إلى منطقة موبوءة بالامراض الــتي تصــــيب الانسان والحيوان.

وأضاف الحسيني ان بلدية الكويت اغلقت فرع الجمعية التعاونية الذي كان يخدم الاسطبلات بسبب اختلاف عدد من الجمعيات حول تبعية الفرع، مبينا انه حتى مضمار السباق التابع لنادي الفروسية لم تقم البلدية بتنظيفه ما حدا بأصحاب الاسطبلات إلى توفير بعض العمالة التي تنظف المضمار والنادي على نفقتهم الخاصة، مشيرا إلى ان الدولة غير عاجزة عن تحمّل مثل هذه النفقات، ولكن السؤال هنا من المستفيد من كل ما يحصل في اسطبلات فروسية الجهراء؟!

واشار الحسيني إلى ان الرائحة في اسطبلات الجهراء اصبحت كريهة نتيجة القمامة والقاذورات والحيوانات النافقة المتحللة، حتى انه عندما تكون هناك حرائق للقمامة والنفايات وتكون الرياح شديدة يتم الاتصال بالمطافئ، ولكن وصولها يأتي متأخرا لدرجة ان النيران تشب وتنطفئ من تلقاء نفسها، مطالبا بضرورة وجود مركزي اطفاء واسعاف يخدمان اصحاب الاسطبلات.

وتمنى الحسيني من جميع الجهات الحكومية ذات الصلة بمشاكل منطقة اسطبلات الخيل في محافظة الجهراء الالتفات اليها وتكثيف الخدمات في هذه المنطقة المنسية والتي اصبحت اشبه بقرية آسيوية تعج بالعمالة السائبة، داعيا نواب الدائرة الرابعة إلى التحرك ومساءلة الوزراء المعنيين بخراب الاسطبلات في فروسية محافظة الجهراء.





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي