عاش من أجل مجتمعه... رافضا الاستغلال ونصيرا للحرية
تماثيل جمال السجيني... في معرض استيعادي
| القاهرة - من ياسين محمد |
وقفت امرأة برونزية بملامح حازمة في منتصف معرض فني توجه الحضور الى طريق طويل يشير الى المستقبل، ولم تتحدث عن مستقبل الفنان، ولكن عن تاريخه، لم تكن المرأة سوى رمز لمصر كما صورها المثال المصري الراحل جمال السجيني عقب حرب أكتوبر 73 وعرضت مرة أخرى في المعرض الاستيعادي الذي أقيم بقاعة «الزمالك» للفن بالقاهرة لتوثيق تاريخ السجيني الذي يعد أحد أهم فناني النحت في مصر.
انتهى السجيني من عمله البرونزي «مصر المستقبل» العام 1975 ليجسد مرحلة مهمة في تاريخ بلد خرج لتوه من الحرب ويسعى للانتقال لمرحلة جديدة، فظهرت «مصر - السجيني» بملامح حازمة تنظر للأمام بتركيز عكس الفتاة التي قدمها محمود مختار في تمثاله الشهير «نهضة مصر»، أو الشابة البهية التي تظهر في اللوحات الاحتفالية بمناسبات قومية، وعلى الرغم من أن منحوتة السجيني ظهرت للمرة الأولى قبل 35 عاما، فانها لاتزال تعبر عن واقع مصري خاص، كما أنها تحث الأمة على النهوض واستعادة مكانتها الثقافية والسياسية في المنطقة.
على الحائط المواجه عُلقت لوحة من النحاس المطروق يصف فيها جمال السجيني «1917- 1977» نفسه في حروف متفرقة بقوله: «عاش من أجل مجتمعه عدوا للاستغلال والعبودية، نصيرا للحرية والسلام».
مديرة قاعة «الزمالك» ناهدة الخوري قالت: «السجيني يحكي من خلال فنه قصته وتجاربه ومخاوفه وانتماءاته السياسية والاجتماعية، وأعماله لم تقدم وصفا لمرحلة محددة من عمر مصر، ولكنه وصف كيف أن هذه الأوقات قد أثرت عليه، وبالتالي أثرت على توجهات فنه، وبهذا الأسلوب ترك السجيني تراثا قيّما لوجوده خلال هذه المرحلة قبل وبعد الثورة في مصر».
وقال أستاذ النحت الميداني- في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة الدكتور محمد العلاوي في كتاب تذكاري طبع احتفالا بالمعرض: «السجيني فنان لم ينل ما يستحقه من تكريم، فهو من العلامات الفنية المضيئة في تاريخ الفن المصري الحديث، فتمثال سيد درويش هو أول عمل نحتي في مصر يخرج على التقليدية التي كانت سمة العصر، وكان معظمها مجرد تنويعات على خطى محمود مختار، الا أن السجيني لم يقتنع بأن يكون صورة من مختار فقد أراد أن يكون نفسه، وأعماله بالنحاس المطروق تشهد بتفرد ورقيّ في ما أنتجه في هذا المجال، فلم يباره أحد، ولم يقترب منه أحد في هذا المضمار، كما أنني لم أشاهد أي عمل نحتي عبّر عن نصر أكتوبر كما هي الحال في عمله العظيم المسمى بـ «العبور»، فهو فنان يتفاعل مع الأحداث من دون افتعال، وانما بصدق وعمق».
وقدم خلال المعرض نماذج مصغرة من أعمال السجيني الميدانية الكبيرة التي تزين ميادين مصر، منها تصميم لتمثال «العبور» المقام بمدينة «بني سويف»، ويمثل علامة في تاريخ مصر الوطني لأنه يعيش بين الناس حاملا الطاقة الكامنة وروح الارادة والنصر، ويتكون التمثال من كتلة أفقية مندفعة كالصاروخ على شكل جندي في حركة انطلاق أفقية ممتد الذراعين والكتفين- كرأس حربة أو مقدمة صاروخ مصوب نحو العدو الصهيوني- والجسد ممشوق ومكتمل القوة واللياقة، ويتحول جسد التمثال الى قارب عبور فيه عدد من الجنود وسواعدهم ممتدة قابضة على المجاديف في حركة عنيفة طاردة مياه قناة السويس للخلف لتندفع هذه الطاقة الى الأمام.
وقفت امرأة برونزية بملامح حازمة في منتصف معرض فني توجه الحضور الى طريق طويل يشير الى المستقبل، ولم تتحدث عن مستقبل الفنان، ولكن عن تاريخه، لم تكن المرأة سوى رمز لمصر كما صورها المثال المصري الراحل جمال السجيني عقب حرب أكتوبر 73 وعرضت مرة أخرى في المعرض الاستيعادي الذي أقيم بقاعة «الزمالك» للفن بالقاهرة لتوثيق تاريخ السجيني الذي يعد أحد أهم فناني النحت في مصر.
انتهى السجيني من عمله البرونزي «مصر المستقبل» العام 1975 ليجسد مرحلة مهمة في تاريخ بلد خرج لتوه من الحرب ويسعى للانتقال لمرحلة جديدة، فظهرت «مصر - السجيني» بملامح حازمة تنظر للأمام بتركيز عكس الفتاة التي قدمها محمود مختار في تمثاله الشهير «نهضة مصر»، أو الشابة البهية التي تظهر في اللوحات الاحتفالية بمناسبات قومية، وعلى الرغم من أن منحوتة السجيني ظهرت للمرة الأولى قبل 35 عاما، فانها لاتزال تعبر عن واقع مصري خاص، كما أنها تحث الأمة على النهوض واستعادة مكانتها الثقافية والسياسية في المنطقة.
على الحائط المواجه عُلقت لوحة من النحاس المطروق يصف فيها جمال السجيني «1917- 1977» نفسه في حروف متفرقة بقوله: «عاش من أجل مجتمعه عدوا للاستغلال والعبودية، نصيرا للحرية والسلام».
مديرة قاعة «الزمالك» ناهدة الخوري قالت: «السجيني يحكي من خلال فنه قصته وتجاربه ومخاوفه وانتماءاته السياسية والاجتماعية، وأعماله لم تقدم وصفا لمرحلة محددة من عمر مصر، ولكنه وصف كيف أن هذه الأوقات قد أثرت عليه، وبالتالي أثرت على توجهات فنه، وبهذا الأسلوب ترك السجيني تراثا قيّما لوجوده خلال هذه المرحلة قبل وبعد الثورة في مصر».
وقال أستاذ النحت الميداني- في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة الدكتور محمد العلاوي في كتاب تذكاري طبع احتفالا بالمعرض: «السجيني فنان لم ينل ما يستحقه من تكريم، فهو من العلامات الفنية المضيئة في تاريخ الفن المصري الحديث، فتمثال سيد درويش هو أول عمل نحتي في مصر يخرج على التقليدية التي كانت سمة العصر، وكان معظمها مجرد تنويعات على خطى محمود مختار، الا أن السجيني لم يقتنع بأن يكون صورة من مختار فقد أراد أن يكون نفسه، وأعماله بالنحاس المطروق تشهد بتفرد ورقيّ في ما أنتجه في هذا المجال، فلم يباره أحد، ولم يقترب منه أحد في هذا المضمار، كما أنني لم أشاهد أي عمل نحتي عبّر عن نصر أكتوبر كما هي الحال في عمله العظيم المسمى بـ «العبور»، فهو فنان يتفاعل مع الأحداث من دون افتعال، وانما بصدق وعمق».
وقدم خلال المعرض نماذج مصغرة من أعمال السجيني الميدانية الكبيرة التي تزين ميادين مصر، منها تصميم لتمثال «العبور» المقام بمدينة «بني سويف»، ويمثل علامة في تاريخ مصر الوطني لأنه يعيش بين الناس حاملا الطاقة الكامنة وروح الارادة والنصر، ويتكون التمثال من كتلة أفقية مندفعة كالصاروخ على شكل جندي في حركة انطلاق أفقية ممتد الذراعين والكتفين- كرأس حربة أو مقدمة صاروخ مصوب نحو العدو الصهيوني- والجسد ممشوق ومكتمل القوة واللياقة، ويتحول جسد التمثال الى قارب عبور فيه عدد من الجنود وسواعدهم ممتدة قابضة على المجاديف في حركة عنيفة طاردة مياه قناة السويس للخلف لتندفع هذه الطاقة الى الأمام.