تحقيق / تقارير منظمة الصحة العالمية تؤكد أن نشاط الفيروس مستمر في الهبوط في المناطق الحارة

وباء أنفلونزا الخنازير انتهى لكن فيروسA H1N1 ما زال موجودا

تصغير
تكبير
| تحقيق سلمان الغضوري |

الوباء الذي أصاب العالم في العام الماضي انتهى... لكن فيروسA H1N1 مازال موجودا لم ينته.

هذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية في تقاريرها الدورية، والتي تبين أن نشاط فيروس أنفلونزا الخنازيرA H1N1 مستمر في الهبوط في المناطق الحارة في نصف الكرة الجنوبي، وهو الأمر الذي ارتكنت اليه وزارة الصحة في البلاد، وأكدت استعداداتها لمواجهة أي حالات فردية تظهر، أو في حال، لاقدر الله، تجدد الوباء في الانتشار.

استعدادات الوزارة لمواجهة هذا الخطر الفيروسي لاتعتمد فقط على كميات اللقاحات المتوافرة لديها من ايام الاجتياح الاخيرة، ولاحتى في الامكانات الطبية المتوافرة في المراكز الصحية والمستشفيات، وانما ايضا وبشكل أكثر قدرة في الخبرات التي توافرت لدى الاطباء والعاملين في القطاع الصحي خلال اجتياح الوباء الكويت وغيرها من دول العالم في العام الماضي.

ومع دخول موسم الشتاء الحالي وتجدد ظهور بعض الحالات المصابة، استبق وزير الصحة الدكتور هلال الساير احساس الناس بالزعر، مؤكدا على ان هذه الحالات متفرقة، وهي أمر طبيعي كون الوباء الذي أصاب العالم انتهى، ولكن المرض لم ينته، داعيا الجميع الى أخذ الحيطة بتناول الطعوم التي وفرتها الوزارة في مراكزها الصحية... ولاداعي للقلق.

ولمزيد من طمأنت الناس أكدت وزارة الصحة ان لديها حاليا مخزونااستراتيجيا من اللقاحات، فضلا عن الأدوية العلاجية للمرض لجميع الفئات العمرية، مشيرة - على لسان عدد من مسؤوليها - الى أن هناك فرقا بين الأنفلونزا الموسمية، وأنفلونزا الخنازير، مؤكدين أن «الموسمية» أكثر خطورة، وأن هناك حالات كثيرة تتعرض للإصابة بها بشكل سنوي، وتحتاج الى الدخول للمستشفى... فكيف ينظر مسؤولو الصحة الى امكانية عودة انفلونزا الخنازير بشكل واسع خلال موسم الشتاء الحالي، وما استعدادات الوزارة لمواجهة هذا الاحتمال الافتراضي، وما النوع الاكثر شيوعا الان من بين أنواع الأنفلونزا، ومدى خطورته على الصحة العامة؟...في السطور التالية، محاولة الاجابة عن هذه الاسئلة على لسان عدد من المسؤولين والاطباء في «الصحة».



في البداية، قالت مديرة إدارة الصحة العامة الدكتورة فاطمة السعيدي ان «الوزارة وفرت اللقاحات الخاصة بأنفلونزا الخنازير، والموسمية، حيث توجد لديها كميات كبيرة من اللقاحين، ومن الممكن لأي شخص أخذ الطعم المناسب لحالته».

وأضافت «لدينا برامج صحية ووقائية للتعامل مع مرض الأنفلونزا، حيث دشنت الصحة حملة توعوية مكثفة خلال الفترة السابقة ومازالت الحملة مستمرة حول أمراض الأنفلونزا والطرق العلاجية والوقائية في جميع وحدات الصحة العامة بالمناطق الصحية المختلفة وفي المدارس حيث تهدف الحملة الى تعريف الناس بالخطوات الواجب اتخاذها للوقاية من أمراض الشتاء التنفسية، وخاصة مرض الانفلونزا الذي كان يشكل في العام الماضي مشكلة عالمية خطيرة، ومازال العالم حتى الآن يتحدث عن أبعاد تلك المشكلة وتبعاتها حيث تسمى المرحلة الحالية بمرحلة مابعد الجائحة».

وزادت السعيدي أن «الحملة استهدفت الطلاب والطالبات في المدارس في كافة المراحل الدراسية، بالإضافة إلى أولياء الأمور، حيث تم توجيه رسائل توعية إلى أولياء أمور الطلبة في كافة أنحاء البلاد لحضهم على اتباع تعليمات منظمة الصحة العالمية، لتجنب مخاطر الإصابة بالأنفلونزا والأمراض الشتوية الأخرى، كما استهدفت الحملة أيضاً مراجعي المراكز الصحية، حيث تم تشكيل فرق عمل تجوب المستوصفات وتغطيها بالكامل مدعومة بالنشرات والبوسترات التوعوية، كما قامت تلك الفرق بعمل محاضرات للهيئة الطبية والتمريضية لتعريفهم بأهداف الحملة، وطرق تجنب الإصابة بأمراض الشتاء التنفسية بما فيها الانفلونزا».

وأشارت السعيدي الى أن إدارة الصحة العامة ركزت على توعية الناس قبل وقوع المشكلة، وحتى لاننتظر وقوع البلاء نقوم بالتوعية، بل ونبادر بدورنا الوقائي، وهو عمل توعية لتجنب الإصابة بالمرض وتجنب الوقوع في المشكلة، مشيرة الى أنه لم تسجل في الكويت حتى الآن أي إصابات بأمراض تنفسية معدية فوق معدلاتها الطبيعية.

ولفتت الى أنه وبمراجعة تقارير منظمة الصحة العالمية والتي تصدر كل أسبوعين تبين أن نشاط فيروس الأنفلونزا في المناطق الحارة في نصف الكرة الجنوبي بما فيها منطقتنا مستمر في الهبوط، كما أن الفيروس السائد في تلك المنطقة الآن هو فيروس H3N2 وهو فيروس الانفلونزا الموسمية، وليس الخنازير، وهو من نفس الفصيلة الموجودة في لقاح الأنفلونزا المتداول حالياً والمتوافر في البلاد وفي جميع المراكز الصحية، أما حالات انفلونزا A H1N1 فقد أفادت التقارير العالمية انحسارها تماما، وان تم تسجيل بعض الحالات الفردية العادية غير الوبائية اخيراً، في بعض الدول الأفريقية ودول جنوب شرق آسيا.

وأوضحت أن مرض الأنفلونزا من أهم وأخطر الأمراض وأكثرها شيوعاً، والذي يصيب الجهاز التنفسي في فصل الشتاء، خاصة لدى كبار السن والأطفال والأفراد قليلي المناعة، حيث تصيب تلك الفئات بمضاعفات قد تكون أحياناً خطيرة، كما ان فيروس الانفلونزا من الفيروسات القابلة للتحور، وبالتالي فإن مقاومتها وعلاجها يصعب إذا تغير شكل الفيروس، مشيرة الى أن فيروس الانفلونزا تحور العام الماضي مما سبب جائحة كبيرة ووباء عالميا تعرض له العالم، وهو مايعرف بأنفلونزا A H1N1، أو مايسمى بأنفلونزا الخنازير.

ولفتت السعيدي الى أن الوباء هو ظهور فيروس جديد لم يكن لدى كثير من الناس مناعة ضده ويتسبب ذلك الفيروس في وقوع حالات مرضية واسعة النطاق وغير مألوفة وفي العديد من الدول، كما يتسم الوباء العالمي بسيطرة شبه تامة للفيروس الجائح على حساب الفيروسات الأخرى، وبأعراض غير مألوفة، ووقوع معظم حالات الاصابة بين صغار وكبار السن.

وبينت أنه من المتوقع في مرحلة ما بعد الجائحة استمرار وقوع حالات إصابات بفيروس A H1N1 ومن الأرجح أيضا استمرار تعرض صغار السن والحوامل أكثر من غيرهم الى حالات مرضية شديدة، بما في ذلك الالتهاب الرئوي، ومن الصعب أن نتوقع ما إذا كان سيظل صغار السن معرضين بدرجة عالية لمخاطر الاصابة بحالات مرضية شديدة على المدى البعيد، أو ما إذا كان الوضع سيتغير ومتى سيحدث ذلك التغيير؟.

وزادت «لايمكن التنبؤ بالآثار الصحية التي قد يخلفها فيروس A H1N1 في المستقبل»، مشيرة الى أن الفيروس سيستمر في الدوران في المستقبل القريب شأنه شأن سلالات الأنفلونزا الموسمية، وبناء عليه سيكتسب الكثير من الناس المناعة ضده، كما أنه من المتوقع أن يتغير ذلك الفيروس مع مرور الوقت، وقد يعني ذلك التغيير احتمال أن المناعة المكتسبة ضد هذا النوع من الفيروس قد تضمن حماية أقل ضد أنواعه الأخرى المستقبلية، وبما ان كثيرا من الناس لم يصابوا بالفيروس أثناء الجائحة، وأن هناك مناطق في بعض البلدان لم تتضرر كثيرا أثناء الجائحة، فانها قد تشهد حالات مرضية أكثر شدة فيما بعد، لافتة أن فيروس A H1N1 لايزال يفرض مخاطره على بعض الفئات بما في ذلك صغار السن والحوامل والمصابون بأمراض تنفسية أو الأمراض المزمنة.

من جهته، قال إختصاصي الصحة العامة في مستشفى الجهراء الدكتور عبدالرحمن لطفي ان «العدوى بفيروس A H1N1 والتي أصابت عدداً من البلدان في العالم في العام الماضي، تعتبر مختلفة عن الأنفلونزا الموسمية في عدة نواحٍ، وهذا الاختلاف يجعل المعايير التي تحدد حدوث وباء الأنفلونزا تنطبق عليه»، لافتا أن فيروس إنفلوانزا الخنازير هو فيروس حيواني مزيج من جينات فيروسات أنفلونزا الخنازير وأنفلونزا الطيور والأنفلونزا البشرية، وانتشار الفيروس أظهرت صوراً وبائية لم تظهر أثناء أوبئة الأنفلونزا الموسمية، ومع اتساع رقعة انتشاره بلغت العدوى به مستويات عالية، مبينا أنه في فصل الصيف ظهر في نصف الكرة الأرضية الشمالي في عدة بلدان، ثم في أشهر الخريف والشتاء ظهر بمستويات أعلى، وفي البلدان ذات المناخ المعتدل تتراجع الأوبئة الموسمية عادة في الربيع، وتنتهي قبل حلول الصيف.

ولفت أن هناك اختلافا في نوعية الأعراض والوفاة بفيروس A H1N1، فهي تختلف اختلافاً كبيرا عن النوع الملاحظ مع الأنفلونزا الموسمية، فأثناء الأوبئة الموسمية يحدث أكثر من 90 في المئة من الوفيات بين الضعفاء من المسنين، أما الفيروس A H1N1 فهو يصيب كل المراحل السنية، مبينا أن هناك حالات تحتاج إلى العلاج في المستشفى والدخول في العناية المركزة، وهناك من يموتون جراء إصابتهم بالعدوى.

وأضاف أن «الالتهاب الرئوي الفيروسي هو من الأسباب المتكررة للوفاة، ويتسبب فيه الفيروس بشكل مباشر ويصعب علاجه»، مشيرا الى أنه أثناء الأوبئة الموسمية تحدث معظم حالات الالتهاب الرئوي بسبب عدوى بكتيرية ثانوية تستجيب عادة للعلاج بالمضادات الحيوية، في حين أن كثيراً ممن ماتوا كانوا مصابين بمضاعفات صحية ذات صلة بمخاطر أكبر، كما ان عدداً آخر كبيراً ممن قضوا نحبهم كانوا يتمتعون بصحة جيدة»، مشيرا الى أن الدراسات أظهرت أن ثلث من تجاوزت أعمارهم الخامسة والستين يتمتعون ببعض المناعة ضد الفيروس، ولكن الفئات الأصغر سناً لا تتمتع بهذه المناعة الواقية.

وبين الدكتور لطفي أن «مرض انفلونزا الخنازير يصيب الجهاز التنفسي وهو فيروس جديد ومتطور، وينتقل للبشر عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة، كما يصيب الخنازير وينتشر بينها، وأعراض الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير هي نفسها أعراض الإصابة بالانفلونزا العادية أو الموسمية، وهي ارتفاع في درجات الحرارة لدى المصاب مع الشعور بالنعاس والكسل وانعدام الشهية والكحة وسيلان الأنف واحتقان الحلق الغثيان والقيء والاسهال».

وأوضح أن «الانفلونزا العادية تودي بحياة ما بين 250 ألفاً إلى 500 ألف شخص سنوياً، إلى أن ما يثير قلق المسؤولين هو ظهور سلالة جديدة من الفيروس، بحيث يمكن أن ينتشر بسرعة بين الناس، فيما لا تتوفر مناعة طبيعية لهم، كما لا يتوافر علاج له، حيث يستغرق تطوير العلاج أشهر عدة»، مستشهدا بأن الفيروس أصاب هونغ كونغ في العام 1968، حيث تفشى فيها وأطلق عليه «انفلونزا هونغ كونغ» وأدى إلى وفاة مليون شخص في مختلف أنحاء العالم، كما تفشى في العام 1918 في اسبانيا حيث أطلق عليه «الانفلونزا الاسبانية» وأدى إلى وفاة 100 مليون إنسان.

وقال ان «الأنفلونزا في شمال الكرة الأرضية، بما فيها منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج، يكون من بداية شهر أكتوبر حتى نهاية شهر مارس، وهذا يعني أن احتمالات الإصابة بالعدوى تكون أكبر خلال هذه الفترة، ولكن العدوى يمكن أن تظهر في أي وقت».

وأشار لطفي الى أن الأنفلونزا مرض فيروسي موسمي، ففي المناطق الواقعة شمال خط الاستواء تزداد الإصابة بالعدوى من بداية أكتوبر حتى نهاية شهر مارس، وتزداد العدوى بين أشهر ابريل وسبتمبر في مناطق جنوب خط الاستواء، وأعراض الأنفلونزا معتادة لكن مخاطرها تكمن في المضاعفات التي قد تسببها على الرئة مثل الفشل التنفسي، حيث قد يحتاج البعض الى دخول العناية المركزة، كما أن الغياب عن العمل له آثار اقتصادية وتظهر الإحصاءات في الولايات المتحدة أن 130 ألف شخص يذهبون إلى المستشفى سنويا بسبب الأنفلونزا، ويتوفى منهم حوالي 20 ألف شخص بسبب مضاعفات العدوى بهذا الفيروس، مشددا على أهمية اللقاح وأنه يقلل من نسب الإصابة بالأنفلونزا، ويعطى هذا اللقاح في الأساس للفئة الأكثر عرضة من غيرها في الإصابة بالفيروس.

ونوه الى أن أفضل وقت للحصول على اللقاح هو قبل حلول موسم الأنفلونزا، والذي يبدأ في شهر أكتوبر، وايضا قبل موسم الحج، وهو موسم تجمع تنتشر فيه العدوى بسبب الازدحام حيث يأتي الحجاج من كل أنحاء العالم، ما قد يؤدي لانتشار المرض، مبينا أن اللقاح هو عبارة عن فيروس غير حي يستخدم مستخلصه لتنشيط الجهاز المناعي، ولا يسبب الاصابة بالمرض كما يعتقد البعض، فهو ينشط الجهاز المناعي لدى الشخص حتى ينتج أجساما مضادة للفيروس.

وقال «قام مركز التحكم بالأمراض في أتلانتا هذا العام بحملة ولأول مرة لتطعيم جميع الأطفال فوق سن الستة أشهر لتقليل نسبة الإصابة بينهم، والتي قد ينتج عنها التهابات خطيرة، وكذلك لتقليل نسبة حمل الفيروس بين الأطفال، كما أن منظمة الصحة العالمية تقوم بمسح مستمر بالتعاون مع 110 برامج وطنية في 82 دولة، وبالتعاون ايضا مع أربعة مراكز أبحاث في أتلانتا ولندن وملبورن وطوكيو، وتصدر الجمعية التوصيات بالنسبة لنوع الفيروسات التي سيحتوي عليها اللقاح كل سنة».

ولفت أن اللقاح يحتوي على أنواع الفيروس الشائعة في العالم، وأظهرت التقارير أن فعالية اللقاح ضد فيروس الأنفلونزا تصل من 70 الى 90 في المئة، وتسهم في حماية الأصحاء المتطوعين، كما أظهرت التقارير أن الحماية عند المرضى المصابين بالأمراض المزمنة تصل إلى 50 في المئة، وتقلل من احتمال الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، والفائدة الحقيقية للمرضى هي الحماية من مضاعفات العدوى الخطيرة، مستدركا أن الحماية لا تصل إلى 100 في المئة، ولكن لو أصيب الشخص الحاصل على اللقاح بالأنفلونزا فإنها تكون في العادة أخف منها في الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح، كما يجب أن نعلم أن هناك أكثر من نوع من الفيروسات تصيب الجهاز التنفسي وأن لقاح الأنفلونزا هو للوقاية من فيروس الأنفلونزا فقط، والذي يعتبر أخطر هذه الفيروسات.

وجدد لطفي امنية اللقاح، وأنه لا توجد له مضاعفات، «لكن قد يسبب ألما في مكان التطعيم لمدة يوم أو يومين، وهناك فئات لا ينصح لها بالتطعيم قبل استشارة طبيب مختص، وهم الأشخاص الذين يعانون من حساسية شديدة للبيض، والأشخاص الذين سبب لهم التطعيم في السابق حساسية، والرضع أقل من 6 أشهر، كما لا ينصح بتطعيم الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع الحرارة، ويفضل الانتظار حتى تتحسن حالتهم».

وشدد على أهمية اللقاح في بعض الفئات المرضية مثل المرضى المصابين بأمراض مزمنة كالربو وأمراض الصدر المزمنة الأخرى وأمراض القلب والكبد والكلى والسكر، كما ننصح كبار السن والحوامل بالحصول على اللقاح لما ثبت له من فعالية كبيرة في تخفيف مضاعفات العدوى ولغياب أي آثار جانبية خطيرة، مشيرا الى أن اللقاح في كافة مراكز الصحة الوقائية المنتشرة بكل المحافظات، وفي منطقة الجهراء يتوفر اللقاح في جميع المراكز الوقائية والصحية للوقاية من أمراض الشتاء التنفسية بما فيها الأنفلونزا.

من جانبة أكد مدير مستشفى الأمراض السارية الدكتور جمال الدعيج استعداد «السارية» لاستقبال أي حالة مصابة بأنفلونزا ترد إليه من الخارج، منوها الى جهوزية المستشفى بشكل جيد، حيث تم رفع نسبة الاستعدادات، رغم الأوضاع التي تعتبر مستقرة وعدم وجود مايقلقل، كون الأوضاع اختلفت عن السابق والتي شهدت حالات كثيرة.

وقال «اننا نرصد الأوضاع منذ شهرين وعن كثب وأن هناك حالات بسيطة ظهرت»، لافتا الى أن المستشفى أجرى الخطة التنسيقية مع المستشفيات، وتم الانفاق على استقبال الحالات المشخصة والتي تظهر نتيجتها إيجابية أما الحالات غير المشخصة فلا نستقبلها ويتم تشخيصها في المستشفيات، كذلك الحالات في العناية المركزة حيث تم الانفاق على علاجها في المستشفيات.

وأشار الدعيج الى أن المستشفى حسب الخطة خصص جناحا كاملا بطاقة 24 سريرا لمرضى الأنفلونزا، كما نستطيع خلال ساعات رفع الطاقة السريرية الى 50 سريرا، كوننا اكتسبنا الخبرة من التجارب السابقة، كما أن لدينا الكميات الكافية من مضاد التامفلو، سواء شراب أو حبوب، وتقدمنا بطلبات جديدة لتزويدنا بالأدوية العلاجية من قبل وزارة الصحة.

وبين أن «الخطة العلاجية والوقائية للمريض تبدأ من اعطائه الأدوية العلاجية، والتي تتركز على المضاد بمعدل قرصين، كما يتم اتخاذ طرق منع العدوى مع أهالي المرضى في المنزل حتى لاتنتقل لهم الإصابة، وذلك بإعطائهم قرصا من المضاد، فضلا عن تطبيق طرق منع العدوى مثل عزل المريض والحرص على النظافة الشخصية، وغسل اليدين والحرص على عدم لمس الأماكن المصابة.

وكشف الدعيج أنه تم إنجاز مانسبته 40 في المئة من المبنى الجديد للمستشفى، مبينا أنه مكون من ثلاثة أدوار وتم تخصيص جزء كبير منه للمختبرات، وقسم للأشعة، وقسم للصيدلة، كما ستتم إضافة غرف للملاحظة، وعمل ربط بين المبني القديم والجديد.

وقال ان «المبني الجديد ستتم الإنتهاء منه خلال عام»، مشيرا الى هناك مشاريع مستقبلية سيتم تنفيذها، ومنها عمل توسعات في الأجنحة، وتوسعات في المختبرات، مع جلب تقنيات فحصية جديدة مثل أشعة emrai، وكذلك إجراء فحص الطفيليات في مختبرات المستشفى، حيث يتم حاليا إرسال العينات الى مختبر كلية الطب.

بدوره أكد رئيس وحدة مكافحة الأوبئة الدكتور مصعب الصالح أن «وزارة الصحة لديها كميات كبيرة من طعوم الفيروس A H1N1 وهي متوافرة كذلك في المراكز الصحية وبإمكان أي شخص أخذ الطعم، مطمئنا بأن الوباء انتهى حسب توصيات وبيانات منظمة الصحة العالمية، وأن المرحلة الحالية تعتبر مرحلة مابعد الوباء، حيث من الممكن أن تظهر بعض الحالات البسيطة، ويتم التعامل معها بشكل طبي وفني ولاخطورة تذكر، مشددا على أهمية أخذ الطعم الخاص بالأنفلونزا، حيث ان الطعم الحالي يعتبر ممزوجا بين طعم الأنفلونزا الموسمية والطعم الخاص بالفيروس A H1N1 أو «الخنازير» كما يطلق عليه.

ونوه الى أهمية أخذ الطعم بشكل سنوي وأنه من الخطأ الاعتقاد بعدم أخذه، أو أن يتعرض الشخص للإصابة بنوع من الزكام، مبينا أن هذا الاعتقاد يعتبر خاطئا كون الفيروس يختلف، كما أن هناك بعض الفيروسات التي تسبب الزكام والبعض منها قد يسبب التهابات في الجهاز التنفسي، مبينا أن الفيصل في هذا الموضوع هو الفحص المخبري أوالفحص الإكلينيكي الدقيق الذي يقوم به الطبيب.

وأشار الصالح الى الحملات التي تقوم بها وزارة الصحة ضد الأمراض أو الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي، وأن الأساس فيها هو التوعية والحفاظ على النظافة الشخصية، وكذلك تجنب الاحتكاك بالمرضي مع الحفاظ على النظافة الشخصية وغسل الأيدي، والحرص على التوجه الى الطبيب وأخذ الاستشارة الطبية في حال الاصابة بالمرض.

أما أخصائية الصحة الوقائية في مركز الفيحاء الصحي الدكتورة مي الأنصاري فقد قالت ان «ادارة الصحة الوقائية مسؤولة عن الأوبئة ومكافحتها، كما أنها تقدم خدمة التطعيم للجميع، وكذلك تقوم بتقديم التطعيم للحجاج»، مشيرة الى تقدم عدد من الحجاج للتطعيم، وأنه تم تخصيص طعم السحايا وطعم الأنفلونزا الموسمية بشكل عام، لافتة الى أن هذين الطعمين مهمان، بينما تطعيم أنفلونزا الخنازير اختياري.

وأضافت «هناك تطعيم مهم وجديد وهو التطعيم ضد المكورات العنقودية الالتهاب الرئوي»، مشددة على أهميته في حماية الشخص من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي.





الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي