د. وائل الحساوي / نسمات / الحلم الأميركي

تصغير
تكبير
هل نستطيع الوصول إلى نتيجة مفادها أن الشعوب العربية هي أوفى الشعوب لزعمائها؟! قد تسألون لماذا؟ فأقول: لأن نتائج الانتخابات عندنا لا تقل عن 99.99 في المئة لزعمائنا بينما الغربيون سرعان ما ينقلبون على زعمائهم، فمن يصدق بأن «باراك أوباما» الذي كسب شعبية لم يكسبها زعيم أميركي قبله وتأييداً من جميع طبقات المجتمع الأميركي قد هبطت شعبيته خلال سنتين إلى 45 في المئة وهي مقاربة لما وصله جورج بوش آخر أيام ولايته، والسبب كما يقولون هو أن الاقتصاد الأميركي لم يتحسن كما توقعه الشعب الأميركي!!

هكذا وبكل بساطة سحبوا البساط من هذا الرئيس المفوّه صاحب الكاريزما لأنه لم يحقق لهم المعجزات التي ينشدونها بسرعة والتي ورثها من سابقيه!!

أما المعضلة الأخرى التي يواجهها الزعماء الغربيون مقارنة بزعمائنا فإنها تتمثل بسرعة تفوق نسائهم عليهم، فهذه هيلاري كلينتون قد صبرت على خيانة زوجها لها ثم تخطته وتركته وراءها حيث فازت في انتخابات الكونغرس الأميركي ثم نافست على رئاسة أميركا، ثم أصبحت وزيرة خارجية بينما زوجها يكتفي بتأليف الكتب وإلقاء المحاضرات.

أما ميشيل زوجة أوباما فقد ارتفعت شعبيتها إلى 65 في المئة في أميركا مقارنة مع انخفاض شعبية زوجها مع انه هو الذي جذبها إلى أضواء الشهرة سابقاً، ولا أدري إن كان هؤلاء الرؤساء راضين بتفوق زوجاتهم عليهم أم أنهم يضربونهن في البيت، لكن المؤكد هو أن حياتنا الاجتماعية لا تزال أفضل من حياة الغرب.

والرجال عندنا لا يتجرأون على خيانة زوجاتهم دون خوف من المجتمع كما يفعل الرئيس الإيطالي برلسكوني الذي فاحت رائحة مغامراته العاطفية مع النساء ومع هذا مازالت شعبيته مرتفعة، أو كما فعل الرئيس الفرنسي ساركوزي الذي زار مصر برفقة صديقته بينما زوجته جالسة في فرنسا، والمشكلة هي أنه لم ير جريمة تستحق الحرب عليها إلا حجاب البنات في فرنسا حيث سعى جاهداً لمنعها في المدارس ثم تحول إلى نقاب النساء في فرنسا ليفرض عليهن الغرامة حتى لا تصاب فرنسا بداء الحجاب.

وثائق ويكيليكس التي خرجت رغماً عن أنف الإدارة الأميركية كشفت عن الوجه القبيح لأميركا التي جابت العالم كله من أجل نشر الديموقراطية، ثم تبين للعالم بأن هذه الديموقراطية المتوحشة لا تبالي إن أبادت شعوباً بأكملها من أجل تحقيق الحلم الأميركي.

والمفارقة الحقيقية تكمن في أن الشعب الأميركي لم يغضب من زعمائه بسبب تلك الفضائح ولا بسبب فشله في إجبار الكيان الصهيوني المجرم على التنازل للشعب الفلسطيني المسحوق عن بعض حقوقه، ولكن غضبه كان بسبب الفشل الاقتصادي فقط.



VIVA

اتصل بي الأخ عمر الحوطي المسؤول في شركة فيفا للاتصالات ليخبرني بأن ما نشرته عن الماراثون الرياضي يوم الجمعة الماضي لم يكن دقيقاً حيث ان الشركة قد أعلنت عنه في جميع وسائل الإعلام ونظمت مسار الماراثون، وقد تكرر الماراثون سنوات عدة بهذه الكيفية.

أشكر للأخ عمر توضيحه وأتمنى من الشركة مزيداً من التوعية حتى لا نزعج الناس ومزيداً من التنظيم.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي