نفاق أم مجاملة؟!

تصغير
تكبير
| شوق محمد |

المجاملة في اللغة هي من جَمل... وهي الملاطفة في أدب الكلام والمعاشرة اذا ما أروع وأسمى معناه في اللغة، فهي كلمة لطيفة جميلة رنانة لها بعد أنساني يدعو الى الالفة والمحبة كما أن، الانسان بفطرته يحب الثناء والتأييد غالبا ويتكدر من النقد أو تبيين خطأ تصرفاته أحيانا، مما لاشك فيه أن المجاملات تعكس على تعاملات الناس حالة من الجو الايجابي لكن ليس في كل الأوقات فعندما تخالف الواقع تجعل من الجميل قبيحا ومن القبيح جميلا، تسعد وتطبل وتمجد صاحب الشأن الذي لايستحق الثناء، بل يحتاج الى مواجهة وصراحة حتى ولو كانت مرة لكي توجهه الى المسار السليم وتبين حجمه الحقيقي من غير زيف ونفاق.

ولكن للأسف كثرت المجاملات الزائفة والباهتة بين الناس، وأصبح من الصعب التفريق بينها وبين النفاق حتى أصبح كلاهما وجهين لعملة واحدة، مؤكدا فالنفاق هو كل ما يظهره الانسان بعكس ما يبطنه في داخل نفسه، بمعنى اظهار الخير للتوصل الى الشر المضمر تعتبر المجاملة فنا راقيا، لكن واقع الحال يقول انه حيثما تنتهي المجاملة يبدأ النفاق الى حد الكذب على الآخر والمبالغة في التزيين والتنميق، وتبني علاقات زائفة سرعان ماتنهار لان مابنيه على باطل فهو باطل اذا هل أصبحت هذه الكلمة أو التصرف كلمة حق يراد بها باطل؟!

وهل من الأسلم الابتعاد عن المجاملة؟!

كثيرا من الاسئله تراود عقولنا خصوصا ونحن نعيش في زمن المجاملة، والخلط في الكثير من الامور، التي قد تعود سلبا على الفرد والمجتمع، ولكن يجب أن ندرك بأن المجاملة ضرورية في حياتنا بل هي سلاح ذو حدين، نعم اذا لم نحسن العمل بها واختيارها في مواقف تخدم الموقف والحدث نفسه قد تعود علينا بالسلب أي اذا كان استخدام المجاملة لا يترتب عليها شيء من الباطل انما هي كلمات طيبة فيها اجمال ولا تتضمن شهادة بغير حق لأحد، ولا اسقاط حق لأحد ولا ضرراً على صاحب الشأن، ولا على غيره بل تعزز الثقة في النفس وترفع همتها، وتكون سببا في شعور الشخص المتلقي بالراحة والسعادة التي تساعد على استمرارية العلاقات.

فهذا التصرف السليم نكون حققنا المعنى الأمثل للمجاملة الحقيقية، وليس المزيفة التي- والعياذ بالله- تؤدي الى النفاق.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي