د. وائل الحساوي / نسمات / النصيحة على الملأ... فضيحة

تصغير
تكبير
عندما تكلمنا عن ضرورة ضبط الحريات الاعلامية وعدم السماح بالانفتاح الذي لا حدود له وذلك بسبب الاهمية الكبرى التي يمثلها الاعلام اليوم وشدة تأثيره على الناس، رد علينا دعاة حقوق الانسان والدستوريون بأن ذلك يعد تدخلا في شؤون الناس وتقييدا للحريات ومصادمة لمواد الدستور.

ونحن نسأل هؤلاء المدافعين عن الحقوق عن كيفية درء الفتن التي بدأت تنتشر في مجتمعنا كالنار في الهشيم وتزداد حدة، كيف سيحدّون من تأثيرها ويمنعونها من الوقوع؟! وهل هنالك في الدنيا كلها حرية مطلقة لا حدود لها ولا ضوابط؟! ها قد شاهدنا قبل يومين ما جرى لقناة سكوب من تدمير بأيدي بعض ابناء الأسرة الحاكمة، ولا شك ان ذلك العمل هو خطأ كبير ممن قام به لا وسيما من أسرة كريمة، وكان من الممكن اللجوء الى القضاء لأخذ حقهم ومعاقبة المسيء، ولكن لنبحث عن مصدر الشرر الذي أضرم النار فسنجد بأن السبب هو الجرعة الزائدة من الحرية الاعلامية التي تميزت بها قناة سكوب ونقدها اللاذع لجميع أطياف المجتمع والتي لمسناها بوضوح في شهر رمضان المبارك وحذرنا منها.

لسنا ممن يطالبون بالتضييق على الحريات الاعلامية أو تكميم أفواه الناس، ولكن لابد من التفريق بين الحرية وبين اللامسؤولية، بين النصيحة وبين الفضيحة، بين النية الصادقة وبين العمل الشائن.

وكما قال الشاعر:

جراحات السنان لها التئام

ولا يلتئم ما جرح اللسان

ان الناظر في واقع البلدان من حولنا يجد بأن حروبا قد قامت بين تلك البلدان بسبب كلمة قالها سياسي عن البلد الآخر او سجال لفظي بين ابناء البلد الواحد، وها نحن للتو قد خرجنا من فتنة طائفية بغيضة أشعلها منافق حاقد فتفاعل معها الجميع وأوغرت الصدور وارتفعت الأصوات.

اذا كان مجلس الامة جادا في عقد جلسة خاصة لمناقشة الوحدة الوطنية، فليكن همّه الاول هو وضع الحد الفاصل ما بين الحرية والوقاحة، ثم يبحث في طرق سن القوانين التي تعزز الوحدة الوطنية وإلزام الحكومة بتطبيقها، وليبدأ المجلس بنفسه في تجنب اعضائه شتم بعضهم البعض او الطعن في الشخصيات العامة دون دليل، وليكونوا القدوة بأخلاقهم وتعاملهم مع الآخرين، فالنائب يمثل القدوة للناس ومتى ضاعت القدوة ضاع الناس.



خطأ مطبعي

وصفت في المقال السابق تصريح احد النواب بأنه أهوج، ولكن بسبب خطأ مطبعي فقد يُفهم من كلامي بأن النائب أهوج، لذا وجب التنويه.





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي