النقاد طالبوا بـ «مشاهد ساخنة»

زينة : تجربتي في «بنتين من مصر» نقلة فنية في حياتي

تصغير
تكبير
| القاهرة - من رحاب لؤي |

انتقد الناقد المصري طارق الشناوي غياب المشاهد الحميمية المعبرة في فيلم «بنتين من مصر» وقال:المخرج وكاتب السيناريو محمد أمين كان لديه بعض التحفظ الأخلاقي على فكرة الاحتياج الجسدي، رغم أن فكرة الفيلم كانت تسمح بمشاهد حميمية حتمية أكبر، والفرق شاسع بين مشهد حميمي للجمهور، ومشهد به حتمية يتطلبها العمل.

وأكمل الشناوي خلال الندوة التي نظمها صندوق التنمية الثقافية، بقصر الأمير طاز «بوسط العاصمة المصرية» بحضور زينة والناقدة ماجدة موريس، والناقد طارق الشناوي، والدكتورة سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع: التحفظ شمل كل شيء في الفيلم، حتى الأحلام، رغم أن المرء يفعل في الأحلام كل ما يخجل منه في الواقع، ويتخلص فيها من عقده وكبته، وليم شكسبير قال: «كم من فانٍ ضاجع في الأحلام أمه»، إلا أن هذا لم يحدث في الفيلم، رغم هذا لو كنا رأينا شخصية حنان التي قامت بها «زينة» وافقت لسبب أو لآخر على قبلة أو علقة ما، كان هذا ليحرج الشخصية ويكسر تعاطف البعض معها.

وأضاف: العمل بطلاته قدمن تنازلات أكثر، فانخفض سقف الطموحات، وزاد الانهزام، حتى وصلنا مع نهاية الفيلم للمرحلة التي تنتظر فيها كلتا الفتاتين عريسا واحدا، لعله يختار بينهما، مع ذلك الفيلم لا يدعو للهزيمة، بالعكس، هو رسالة للمتلقي كي يقاوم الهزيمة.

وأكمل: للمجتمع سلطة قاسية علينا جميعا، تمارس على البنات بصورة أكبر، ناقشها محمد أمين في الفيلم بقوة وعبر عنها عبر قضايا اجتماعية انطلق منها في إدانة سياسية ضارية لما يحدث في البلاد، للمؤلف فكر وإرادة، وقدرة على تقديم قناعاته، وتمرير أفكاره بعيدا عن الحالة التجارية التي كانت تسود السينما.

وتابع: اللافت في الفيلم حقا كان أداء زينة، التي تألقت وشهد البعض أنها مثلت للمرة الاولى في هذا الفيلم، أما صبا مبارك، وبصرف النظر عن إجادتها للدور، فقد بدت على الشاشة في سن أكبر بكثير مما تطلبته الشخصية كما هي مكتوبة ورأيتها، مع ذلك استطاع الخروج من الخاص للعالم، عبر بنتين، كان اختياره لهما ذكيا، كلتاهما جميلتان، وإلا كنا لندخل في سكة عائشة الكيلاني وزينات صدقي، هو أراد أن يتحدث عن العنوسة، ليس من واقع فتاة لا يتقبلها أحد، وإنما من واقع فتاتين لهما جاذبية وجمال، ولاتزالان من دون زواج.

من جانبه، قال المخرج محمد أمين: المهنية حكمتني في هذه المسألة، لذا وضعت المشاهد في حسباني الحديث عن اللحظات الخاصة يلقي تقديرا، ويغري بالقيام به، ولكن الله أنقذني في هذا الفيلم، كان من الممكن أن أُعلي في الفيلم، عبر مشاهد الشذوذ والجنس، ولكني وضعت في حسباني فتاة تأخرت في الزواج تجلس في صالة بيتها إلى جوار والدتها، أو أخيها، تشاهد الفيلم، لم أرد أن تلمح في أعينهم نظرة اتهام لما قد أفضحه على الشاشة، هذا من ناحية، فلم يعد مفاجأة في السينما أو التليفزيون الحديث عن العلاقات الزوجية.

وعن قصة الفيلم وحساسيته في معالجة المشكلة قال: النفس البشرية تبقى واحدة بآلامها وحرمانها، ذكرا كان أو أنثى، لذلك لم يعد الشعور بآلام الطرف الآخر أمرا غريبا، لطالما عبر الرجل عما ينطق به لسان المرأة والعكس، إحسان عبدالقدوس مثلا معظم أعماله تتحدث بلسان المرأة، وتناقش أدق مشكلاتها، الأمر ذاته حدث مع كثير من النساء، قصة الفيلم بدأت معي منذ 11 عاما، خلال جلسة عائلية بها العديد من البنات غير المتزوجات، تكررت ذات الجلسة منذ فترة قليلة، وإذا بي بالبنات ذاتهن لم تخطب أو تتزوج إحداهن، رغم أن أكثرهن متفوقات جامعيا، ولديهن من الذكاء والقدرات ما يؤهلهن لإعطاء الكثير إلى المجتمع، إلا أن الذبول، وأمراض منتصف الثلاثين، والملل سيطر عليهن، وجعل من كانت منهن لتعطي الدنيا 8 من 10 تعطيها 3 من 10، كذلك الأمر مع معظم الشباب.

زينة دافعت بدورها عن عدم وجود مشاهد للحظات خاصة في خيال البطلة قائلة: الشخصيات التي هي مثل «حنان» في الغالب لم تجرب شيئا من قبل، لذا تجد أحلامها نابعة من حياتها، وفي هذا الفيلم أرى أن البطلة حين سمحت لنفسها بأن تحلم، حلمت بطفل ترضعه، ليس لأن عاطفة الأمومة أقوى من عاطفة الجنس، ولكن لأنها لم تجرب الحياة الزوجية.

وأضافت: لا أعتقد أنني قد أقوم بعمل أهم من هذا، فيلم «بنتين من مصر» كان نقلة في حياتي كإنسانة وفنانة، وسَّع مداركي، فبدأت أفكر في أمور أهم، وأكبر، بدأت أشعر بمشاكل الناس أكثر، في كل عائلة سنرى شبيهة حنان، حتى في عائلتي، كنت قديما أراهن وأسخر منهن، فحين تكبر من لم تتزوج، تخيف الصغار، وتصبح أكثر عصبية وغضبا، جعلني هذا أتعجب، كيف رصد المؤلف كل هذه التفصيلات؟ للأسف أزمة العنوسة تجعل الفتاة ترى الأمور الجميلة التي تحدث لها على أنها أمور سيئة، تبدأ في تشويه الأمور بسبب ضغط المجتمع، المؤلف كتب بحساسية شديدة وبشكل راقٍ، فوصل لأبسط الناس من أقلهم لأكبرهم، مثقفين وغير ذلك.

وأكملت: من أحلامي وطموحاتي أن أعمل معه مجددا، تقابلنا من قبل في عمل كان يقوم به، ولم يحدث نصيب، تمنيت أن أعمل معه مجددا، وقد كان، للأسف على الرغم من أن طاقته وحساسيته وفنه يستغرق وقتا طويلا يصل لـ 6 سنوات، وهذا حرام، لقد دخلت الفيلم نحو 3 أو 4مرات.

وأردفت: لم يكن الأستاذ محمد يتركني أبدا خلال التصوير، كان مصرا على أن يخرج أحسن ما عندي، ومن بعد هذا الفيلم شعرت أن من لا يتزوجن لديهن نوع من معاناة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي