سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / بيئة المعوقين وإصرار المخلصين

تصغير
تكبير

اهتمام واسع وهمة كبيرة وتفكير منير أخذه القائمون على تنشئة ذوي الاحتياجات الخاصة منذ الخمسينات من القرن الماضي بافتتاح معهد النور، والخدمات التربوية تترى، والافكار الإنسانية تتتابع من أجل النهوض بهذه الشريحة المهمة والعزيزة من أبناء الوطن.

ولم تزل الأفكار في الطرق والمستلزمات المختلفة لذوي الاحتياجات الخاصة تجد الاهتمام في جميع المجالات وعلى مختلف الاعاقات من أجل الارتقاء بأعزاء وأبناء وفلذات أكباد، للأخذ بأيديهم الى مستويات تعمل على صقل مواهبهم وتيسير السبل التي تفي بحاجاتهم، وإن جميع الأوساط التربوية والاجتماعية والنفسية والطبية تعمل على تنمية ذوي الاحتياجات الخاصة عن طريق اعدادهم اعداداً شاملاً متكاملاً، ولكن هل تلك الطرق والاهتمام ببيئات ذوي الاحتياجات الخاصة تفي بالغرض؟

الحقيقة أن حاجات واحتياجات ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة تتطور بتطور الزمن وتحتاج الى كثير من الخبراء والمفكرين والمعلمين المجدين من أجل النهوض بهذه الشريحة المهمة من أبناء هذه الديرة العزيزة  ونعول كثيراً من الآمال على لجنتين مهمتين تجدان الخطى في هذه الآونة من أجل تطور الخدمات في هذا الصدد أولهما:

لجنة منبثقة عن المجلس البلدي، وهي حملة «كويت بيئة صالحة للمعاقين» لتسلط الضوء على احتياجات المعاقين لبيئة  تتوافر فيها مستلزمات في جميع المباني والطرقات والمدارس والمصحات والمرافق العامة تعمل على تذليل العقبات التي قد تقف حائلا في وجه عملية دمجهم في المجتمع، وكذلك اللجنة البرلمانية المنبثقة عن مجلس الأمة التي تعمل على تذليل الصعوبات التي قد يواجهها المعاقون وأولياؤهم، فهي الآن بصدد تعديل قانون 49/96، وذلك لزيادة العناية بأوضاع المعاقين، وأن جلسة الثلاثاء 6 مارس المقبل، اذا أذن الله الكريم، ستشهد أفكاراً ومناقشات وآراء وخبرات ينتظر من خلالها النور لمزيد من التنمية في المجال التشريعي في هذا الصدد.

بارك الله في المجدين من أبناء الوطن من أجل النهوض بذوي الاحتياجات الخاصة والعمل على تطورهم وصرف الوقت والتفكير  في ايجاد ما ينفعهم في سبيل الطريقة العلمية والثقافية والاجتماعية والتربوية حتى لا نصرف الوقت والتفكير في ماذا أطلقنا عليهم من أسماء: ذوي احتياجات خاصة أو مغايرة أو قدرات خاصة أو معاقين أو معوقين، انما أبناء أعزاء لهم حقوق وعليهم واجبات، وعلينا أن نفكر في تطورهم. وشكراً للجنتي «كويت بيئة صالحة للمعاقين»، و«لجنة شؤون المعاقين البرلمانية» لسعيهما في مجال الخير والتقدم.


سلطان حمود المتروك


كاتب كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي