تحقيق / روايات حية عن الظاهرة برسم مقاربة الملف بجدية بعد أن تجرأت صاحبات الشأن على الكلام (2 من 2)
«البويات» في المدارس ... «قنابل» من الخوف للطالبات
سعاد البشر
| كتبت أمل عاطف وبشاير عبدالله وسماح جمال |
أمس ألقيت «البويات» أو بمعنى ادق بعض منهن جزءا من «الحمل الثقيل» عن كواهلهن، وتحدثن في الملف الذي فتحته «الراي» والذي لا يريد فتحه أحد. قلن ما قلنه عن الظاهرة وأسباب «التحول» من «النعومة» إلى «الخشونة» وروين قصصا من وراء المستور تحتمل التقصي والخوض فيها، تصديقا او تكذيبا او بين بين، وفق نظرة من يتقصى للظاهرة.
وإذ تحط ظاهرة «البويات» واقعا ملموسا على السنة «البويات» أنفسهن، ومن واقع اعتراف المجتمع ووزارة التربية التي تعمل على انشاء مركز متخصص لعلاج الحالات الاجتماعية والنفسية، فإن تجاهل الظاهرة لن يفيد، وبات بعد «شجاعة» عدد من «البويات» اللواتي روين «مشاهد» حقيقية على الأقل بالنسبة لهن من سيرة التحول، من الشجاعة العمل على معالجة الظاهرة من خلال القنوات العلمية الصحيحة وليس من خلال الزجر.
في المقلب الثاني من الظاهرة ما روته طالبات في مراحل دراسية مختلفة، أكدن وجود الظاهرة في المدارس بشكل لا يستعصي على النظر. وروين بدورهن لـ «الراي» فصولا من معاناتهن مع هؤلاء، ومحاولة تجنبهن خوفا منهن وقرعن الجرس حتى تتدخل إدارات المدارس التي يحجم كثير منها عن الاعتراف بوجود الظاهرة.
في روايات الطالبات الكثير مما يستعجل مقاربة الملف اجتماعيا وانسانيا وتربويا. حتى لا يبقى ما ذكر مجرد قصص لا عبرة من ورائها.
أيضا هنا تبدأ الحكايات:
تقول «دانة» البالغة من العمر 17 عاما والطالبة في المرحلة الثانوية، وهي من الفتيات اللاتي تعرضن لمضايقات من قبل «البويات» أنها لم تكن تهتم كثيراً لوجود «البويات» فوجودهن وازدياد عددهن بات من الأمور المألوفة بالذات في المدارس الثانوية، وانها كانت تعتبر سلوكهن يدخل ضمن الحرية الشخصية، «حتى بدأت إحداهن بالتقرب مني عن طريق صديقة مشتركة. طلبت في البداية أن أقابلها بوجود الصديقة ولم أكن حينها أعلم شيئاً عن سبب اللقاء».
تضيف: «بدأت (البوية) تتحدث إليّ وحياء (رجولي) خفيف يغطي سحنتها وطلبت مني ان اكون صديقة لها فرفضت».
وتوضح «دانة»: ما حدث هو أن «البوية» استمرت في محاولاتها وحصلت على رقم هاتفي وبدأت بإزعاجي بشكل مستمر. وعلى الرغم من صدي المستمر لها لم تتوقف محاولاتها. وتتابع قائلة: هذه ليست مشكلتي وحدي فهناك كثير من الفتيات اللاتي تعرضن لمواقف مشابهة وأحجمن عن تبليغ أحد لشعورهن بالحرج من طبيعة المشكلة، أو الخوف من غضب «البويات» المعروفات بميلهن للقوة والعنف.
أما «حنان» ابنة الخامسة والعشرين الطالبة في كلية التربية الأساسية فتقول: أرى أن ظاهرة «البويات» باتت خطراً اجتماعياً ينبغي الالتفات له وإعطائه ما يلزم من الاهتمام من خلال الدراسات العلمية والبرامج الإعلامية والجهود المكثفة من قبل كل الجهات المختصة.
تضيف: أعتبر أن هناك ظروفا ومناخات اجتماعية معينة تساعد على ظهور واتساع مشكلات الهوية الجنسية مثل «البويات» و«الجنوس» ومن هذه الظروف ما يفرض داخل معظم المؤسسات التعليمية من عزل للجنسين بحجة «منع الاختلاط».
وترى «حنان» أن منع الجنسين من التفاعل في ما بينهما يؤدي إلى توجيه الانتباه نحو الجنس المماثل والتمادي في ذلك، في حين أن توفر بيئة تعليمية واجتماعية متعددة جنسياً يساعد على تنمية تفاعل سليم بين طرفي المجتمع.
وتطرح «حنان» تساؤلاً تراه جديراً بالاهتمام، وهو «لماذا لا نجد في الجامعة التي مازالت مختلطة هذا الكم من (البويات) الذي نراه في كليات التعليم التطبيقي التي تطبق الفصل بين الجنسين؟» وتعتقد أن السبب يعود إلى أن المناخ المقتصر على جنس واحد يساعد على انتشار هذه الظاهرة.
وتقول الطالبة «الاء»: منذ عامين امتنعت عن دخول مرافق المدرسة طوال الدوام الدراسي لخوفي من التعرض لتلك «المسترجلات» بعد ان سمعت قصصا كثيرة من صديقاتي عن المضايقات التي يقمن بها.
وتشير الى ان لـ «البويات» نظرات مخيفة وكأنهن رجال بالفعل ووضعهن يسبب «اشمئزازا» لنا داخل المدرسة، موضحة انه عند تعرض أي طالبة لمضايقات تخشى ان تبلغ ادارة المدرسة حتى لايفتضح امرها خوفا من «البويات» وردة فعلهن السلبية.
وتصف الطالبة «اوصاف» البويات في مدرستها بالقول: ان «البوية» تتصرف وكأنها ولد ولديها صديقات من «البويات» وكأنهن يشكلن عصابة خاصة بهن ويمنع الاقتراب منهن. ولكن طوال الوقت يحاولن جذب انتباه الطالبات في المدرسة وخصوصا الجميلات منهن مما يسبب ذعرا لبعض الفتيات في المدرسة من تلك النظرات. ونحن نراقب «البويات» طوال الوقت حرصا على انفسنا من اقتراب أي «بوية» ناحيتنا.
وتضيف: في بعض الاحيان تحدث مشادة بين «بويتين» من اجل فتاة جميلة، وهذا أمر غير مقبول داخل المدرسة التي من المفترض أن تكون بيئة آمنة لنا كفتيات ويكون الجو العام مريحا لنا. اما الطالبة «لينا» في المرحلة المتوسطة فتقول: «في اول يوم لي في المدرسة المتوسطة نصحتني صديقتي التي كانت في الصف السابع وتسبقني بعام دراسي بالا ادخل مرافق المدرسة وعندما سألتها عن السبب اجابت ان هناك «بويات» من الممكن أن تتعرض احداهن لي مما جعلني اخشى دخول مرافق المدرسة ولا اعلم ماذا سأفعل طوال العام الدراسي.
وتؤكد ان ادارة المدرسة تهتم بأي مشكلة سواء كانت كبيرة او صغيرة ولكنها لاتراقب «البويات» حتى تقلل من حدوث التحرشات والمضايقات.
وتقول «منال» الطالبة في المرحلة الثانوية: ان وجود «البويات» اصبح امرا عاديا ولكن لانتعامل معهن لخوفنا منهن لأنهن يجهدن في إظهار أنفسهن وكأنهن رجال من استعمال العطرالرجالي وحتى الساعات. وتقول «آية» الطالبة في المرحلة الثانوية: امتنع تماما عن دخول مرافق المدرسة لخوفي من التعرض لاي تحرش من «البويات».
وتؤكد ان احدى صديقاتها في المدرسة تعرضت لمضايقات ولكنها تخشى ان تفصح عن ذلك لعدم الاحراج وان تكون محل سخرية من بقية زميلاتها في المدرسة.
وتقول الطالبة «فجر» في الفصل التاسع انها لمست ظاهرة «البويات» في المدرسة «لانهن يتصرفن بطريقة لا تفهمها».
وهل تم تقديم شكوى إلى المديرة عن الظاهرة؟ تقول: لقد قدمنا شكوى ضد «البويات» ولكن للأسف فإن رد المديرة كان «مدرستي محترمة وليس فيها بويات بالرغم من انها تراهن بأم العين».
واكدت «نور» الطالبة في الفصل السابع كلام «فجر» بالنسبة لوجود «البويات» في المدرسة وانها شاهدت بعض التصرفات الغريبة التي يقمن بها في حرم المدرسة. وهل كانت ضحية لمحاولة تحرش من قبل البويات؟ تقول: «إذا حد جاسني أو وضع يده علي فسأكسرها له». وعن رأيها في عدم قيام المدرسة بتصرف مع هذه النوعية ووقفها عند حدها أجابت «نور»: لأنهم يخافون من «البويات» فهناك مُدرّسة تعرضت «للطق» منهن.
استشارية العلاج النفسي سعاد البشر درست طبيعة اضطراب الهوية الجنسية في المجتمع الكويتي
«البويات» أكثر تعبيرا عن تفضيلهن للجنس المماثل من الشباب
... ولا يشعرن بأي نوع من الخزيّ إزاء مشكلتهن
كتبت بشاير عبدالله:
كشفت استشارية العلاج النفسي في مكتب الإنماء الاجتماعي الدكتورة سعاد البشر تزايد أعداد من يطلق عليهن فتيات «الجنس الرابع»، أو ما يسمى علمياً مضطربي الهوية الجنسية من الفتيات، وذلك من خلال دراسة حديثة قامت بها على عينة من المرضى عددها (34) مريضاً منهم (16) فتاة تمتد أعمارهن جميعاً بين 16-23 سنة.
وقد أجرت البشر هذه الدراسة بهدف التعرف على طبيعة اضطراب الهوية الجنسية في البيئة الكويتية وعلاقته بمشاعر الخزي وبنظرة الفرد لذاته.
وبينت النتائج أن الفتيات المريضات باضطراب الهوية الجنسية أكثر تعبيراً عن تفضيلهن للجنس المماثل من الشباب، وأنهن لا يشعرن بأي نوع من الخزي ازاء مشكلتهن، بل يرين أن وضعهن وسلوكياتهن تعبر عن حقيقة راسخة لا تقبل الجدل. ويعبرن عن استغرابهن من عجز الآخرين عن رؤيتها وفهمها.
خزي الماضي
تقول الدكتورة البشر في دراستها ان اضطراب الهوية الجنسية يعد أحد الاضطرابات الجنسية ذات المضمون النفسي البارز، إذ يشعر الفرد من خلاله برغبة جامحة في أن يكون من أفراد الجنس الآخر، وأن غلطة كبيرة قد حدثت له وأنه قد خلق في الجنس الخطأ. وتشرح ذلك بقولها: إن تشخيص هذا الاضطراب يتطلب توافر عنصرين رئيسيين: الأول هو رغبة مستمرة وقوية، وإصرار على أن يكون الفرد من الجنس الآخر. والثاني أدلة واضحة ومستمرة من عدم الراحة حول شكله ودوره الجنسي.
وفي تفسيرها لعدم شعور هؤلاء الفتيات بالخزي على الرغم من النظرة القاسية التي يحيطهم بها المجتمع، تشير البشر إلى أن الشعور بالخزي والخجل قد يظهران وبشدة لدى هذه الفئة خلال فترة الطفولة والمراهقة المبكرة، ثم تبدأ هذه المشاعر بالانخفاض في بداية سن الرشد.
ومن خلال مقابلة الفتيات يتبين أنهن جميعاً عانين من مشاعر الخزي والخجل في فترات سابقة من حياتهن عندما كن أصغر سناً. وأن الشعور بالخزي يقل مع زيادة العمر بسبب الانفتاح الثقافي الذي يشهده العالم، وبسبب اقتناعهن بما يقمن به، وأنهن أصبحن في سن الرشد ويحق لهن التصرف كيفما شئن دون الشعور بخوف أو وجل من المحيطين على حد قولهن.
هرمونات وعمليات تجميل
ويظهر اضطراب الهوية الجنسية بحسب الدراسة في تصرفات الفرد الحياتية التي تكون مختلفة بشكل واضح عن تصرفات أبناء جنسه. ويظهر لدى المراهقين والبالغين الذين يعبرون عن عدم ارتياحهم لانتمائهم لجنس معين. وكلما زاد عدم ارتياح الشخص لشكله ولدوره الجنسي أدى ذلك إلى السعي وراء التخلص من المظاهر الجسدية الخاصة به، فتراهم يسعون إلى تعاطي المزيد من الهرمونات ويسعون للتشبه بالجنس الآخر بكل وسيلة ممكنة والتي قد تصل إلى حد إجراء العمليات الجراحية التجميلية، أو حتى العمليات الخاصة بتغيير الجنس.
ويشمل اضطراب الهوية الجنسية مخالفة توقعات أفراد الأسرة والمجتمع بشكل عام والسير في اتجاه ممارسة أدوار مرتبطة عادة بالجنس الآخر.
وفي ما يتعلق بأسباب هذه الظاهرة، تطرح الدراسة أن العديد من النظريات الحالية تشير إلى أهمية الوضع البيولوجي في مراحل النمو لهذا النوع من الاضطراب. مثال ذلك أنه قد تم ربط حالة بعض الفتيات اللاتي يتصرفن بشكل مشابه للذكور بتعرضهن لهرمونات الذكورة «الاندروجين» في فترة نموهن الجنيني. فمن المحتمل أن يكون لدى مضطربي الهوية الجنسية استعداد بيولوجي لوجود ذلك الاضطراب منذ الميلاد، إضافة إلى وجود الخبرات النفسية المهمة في الحياة المبكرة والمرحلة التي تنمو فيها التشويشات، وعدم الراحة وفقاً لنوع الجنس.
وترجح نظريات أخرى أن خبرات الطفولة قد تؤثر في نمو اضطراب الهوية الجنسية، فتشجيع الآباء لأبنائهم الذكور على التصرف كالإناث، والاعتماد المفرط على الأم في كل شيء، وسلوك الانتباه الزائد عند الأبوين لهذا الطفل، والحماية المفرطة له، كلها عوامل تساعد على نمو اضطراب الهوية الجنسية لهذا الطفل.
الإساءة والاعتداء داخل الأسرة
أما الأسباب الأخرى التي تقترحها هذه الدراسة للإصابة باضطراب الهوية الجنسية وتدهور صورة الذات لدى المرضى، فمنها التعرض للإساءة من قبل والديهم، أو المعاناة من مشكلة انفصال والديهم، ما أدى إلى ضعف في بناء الذات لديهم، وصعوبة في التوافق، ونظرة سلبية نحو الذات. وهناك من تعرضوا للإساءة الجنسية أثناء الطفولة وهي أحد العوامل المنذرة بخطر الإصابة بهذا المرض.
انتشار الظاهرة
وتشير الدراسة إلى عدم وجود معلومات كافية عن انتشار اضطراب الهوية الجنسية، خصوصا في مجتمعنا العربي. فمعظم التقديرات تركزت على عدد من الناس الذين ذهبوا إلى العيادات طلباً لتغيير الجنس. وهناك حساسية وقلق عند هؤلاء الأفراد ومعظمهم من الذكور المحولين إلى العيادات الطبية النفسية. ولوحظ في عيادات الأطفال أنه في مقابل كل خمسة أولاد يتم تحويلهم إلى العيادة هناك بنت واحدة تعاني من اضطراب الهوية الجنسية. أما في عيادات البالغين فإن الرجال يفوقون النساء ثلاث مرات تقريباً. ومع ذلك فإن المعلومات الموجودة مأخوذة من مناطق محددة في أوروبا، حيث أظهرت الإحصائيات أن واحداً من أصل 30000 ألف رجل بالغ، وواحدة من أصل 100000 امرأة بالغة يطلبون العلاج، ويطلبون التحويل الجنسي.
عادة ما يحول الأطفال للعيادة عندما تكون لهم اهتمامات ونشاطات الجنس المخالف في سن 2-4 سنوات وهناك أعداد قليلة جداً من هؤلاء الأطفال تستمر لديهم الأعراض عندما يصبحون مراهقين أو بالغين. ووجد أن ثلاثة أرباع الحالات ممن لديهم تاريخ في اضطراب الهوية الجنسية يصبحون من أصحاب الجنسية المثلية، أو يكون لديهم توجه ثنائي الجنس، مع عدم وجود تزامن مع اضطراب الهوية الجنسية. وبالنسبة للمراهقين فقد يتطور هذا الاضطراب لديهم ويطلبون الجراحة لتغيير جنسهم ويستمرون في إظهار التشويش الجنسي لديهم.
أهمية المشكلة
تنحو الدراسة باتجاه التركيز على هذه الظاهرة برغم رفض المجتمعات العربية والإسلامية الاعتراف بوجود فئة المضطربين بالهوية الجنسية، ومحاولة معاقبتهم سواء كان هذا العقاب بالرفض أو بالاستنكار، وسهولة التحرش بهم. إلا أن من الملاحظ وجود فئة من الذكور تتشبه بصورة صريحة ومبالغ بها بالإناث، ووجود فئة من الإناث تتشبه بقوة وبشكل لافت للانتباه بالذكور.
فعلى الرغم من أن ثقافتنا العربية والإسلامية ترفض بشدة هذه الفئة إلا أنها قد تساعد في وجودها، بسبب عوامل عدة منها أسرية أو والدية، ومنها الاجتماعية، الأمر الذي يولد بعدها مشاعر من الحزن والخزي ووجود مفهوم سلبي حول الذات، ناهيك عن سلوكهم وتصرفاتهم بسبب اضطراب هويتهم الجنسية.
ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة للكشف عن هذه المتغيرات.
التوصيات
توصي الدراسة بإجراء المزيد من البحوث في مجال اضطراب الهوية الجنسية تتعلق بالأسباب والتشخيص والعلاج ومساعدة المضطربين بالهوية الجنسية من خلال فتح المجال لهم في العيادات النفسية، وحثهم على الذهاب لتلقي العلاج التخصصي المناسب، والذي يساعدهم على التخلص من الأعراض، والعمل على توعية الآباء والأمهات بالأساليب التربوية السلبية التي تساعد على بروز مشكلة الهوية الجنسية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى ضرورة قيام جميع الهيئات الإصلاحية المجتمعية (مدارس، مؤسسات اجتماعية، مراكز نفسية) بدورها تجاه هذه القضية،وعدم تجاهل هذه الفئة، وعدم نبذهم. بل ان محاولة التقرب منهم ومعرفة الأسباب تساعدان على طرح طرق العلاج.
كما أن على أولياء الأمور ملاحظة أبنائهم الذين تظهر عليهم أعراض اضطراب الهوية الجنسية منذ الطفولة، وعليهم عدم نكران أو تجاهل العلامات المبكرة، والعمل على تغيير أسلوب تربيتهم لأبنائهم،وحثهم وتشجيعهم على الســــلوك والتــــصرف وفقاً للجنس الـــــذي ينتــــمي إلــــيه الابــــن.
اختلال هرمونات
ومؤشر على المعاناة من القسوة والعنف
كتبت أمل عاطف:
قالت استاذة علم الاجتماع سهام القبندي ان ظاهرة «البويات» نتيجة اختلال في الهرمونات او اختلاف في الجنس. فهذا مؤشر على ان الفتاة تعاني من قسوة او عنف او تعرضت لبعض المواقف الصعبة ما اثر على شخصيتها وانتج هذا الاختلال؟
واضافت: «ان هذا التصرف ينتج عن دوافع داخلية. فمن المهم ان نبحث عن الاسباب التي ادت الى وجود مثل هذه الحالات حتى نجد الحلول المناسبة لهن بدلا من بترهن من المجتمع».
وطالبت القبندي اولياء الامور بألا يعطوا الموضوع اكبر من حقه. ولكن لابد من توعية الطالبات واشعارهن بان المدرسة بيئة امنة واذا تعرضن لاي تحرش فليتوجهن الى المدرّسة المختصة او الاخصائية الاجتماعية. ومن المؤكد انها سوف تتخذ الاجراءات اللازمة لهذا الموضوع. موضحة ان المدرسة لديها ادارة تقوم بالرقابة وتحمي الطالبات من أي سلبيات داخل اسوار المدرسة.
وفي دراسة أعدها الباحث الكويتي في علم النفس الإرشادي ورئيس مركز المرشد للاستشارات النفسية والاجتماعية الدكتور عبدالله العوضي في يوليو 2007 حول «الجنس الرابع» في الكويت نبّه إلى انتشارالظاهرة ليس فقط في المدارس وإنما داخل بعض الوزارات وقدّر عدد البويات في دراسته بالآلاف.
الفريح لـ «الراي»: ميزانيته 750 ألف دينار وسيعمل في فترة بعد الظهر
«التربية» تقر بوجود الظاهرة في المدارس:
مركز متخصص لعلاج الحالات
كتب نواف نايف:
فيما بلغ مؤشر تفشي الظواهر غير العادية أو الطبيعية و في مقدمتها «البويات» و«الجنوس» بين الطلبة في مدارس التعليم العام «مرحلة تنذر «الخطر» ادرجت وزارة التربية ممثلة في قطاع التنمية التربوية في برنامج عمل الحكومة ضمن خطتها الانمائية للعام 2011 - 2012 مشروع افتتاح مركز متخصص لعلاج الحالات النفسية والاجتماعية بعد الدوام المدرسي، نظرا لاقتحام «الظواهر السلبية» المدارس وتفشيها بين الطلبة بشكل «مخيف» خاصة وان بعض الطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية فضلن الجلوس في المنزل وعدم الذهاب الى المدرسة بسبب «المضايقات والتحرشات» من قبل «البويات». وكشف وكيل وزارة التربية المساعد للتنمية التربوية بدر الفريح لـ «الراي» النقاب عن مشروع لعلاج جميع الظواهر السلبية، من خلال انشاء مركز سيطلق علية مركز الخدمات النفسية والاجتماعية، مشيرا الى ان المشروع ادخل ضمن خطة القطاع في برنامج عمل الحكومة ومن المتوقع تطبيقه العام الدراسي المقبل.
واكد الفريح أنه تم تحديد ميزانية المركز بقيمة 750 الف دينار، وجار تحديد موقع لانشاء المركز، لافتا الى ان العمل في المركز سيكون خلال فترة بعد الظهر وسيعمل به اختصاصيون من وزارات التربية و الصحة والداخلية وجامعة الكويت وعدد من الجهات الأخرى ذات الاختصاص. واشار الفريح الى ان المركز سيتفرع الى اقسام كل له اختصاصه وسيشمل جميع الحالات النفسية والاجتماعية، مؤكدا ان المركز سيساهم في الحد من الظواهر السلبية من خلال معالجتها. واوضح الفريح ان المناطق التعليمية تقوم برصد الحالات وترسلها الى الوزارة، مبينا انه سيتم تحويل جميع الحالات الى هذا المركز التأهيلي المتخصص في العلاج بطرق تربوية، وايضا طبية بالتعاون مع وزارة الصحة.
أمس ألقيت «البويات» أو بمعنى ادق بعض منهن جزءا من «الحمل الثقيل» عن كواهلهن، وتحدثن في الملف الذي فتحته «الراي» والذي لا يريد فتحه أحد. قلن ما قلنه عن الظاهرة وأسباب «التحول» من «النعومة» إلى «الخشونة» وروين قصصا من وراء المستور تحتمل التقصي والخوض فيها، تصديقا او تكذيبا او بين بين، وفق نظرة من يتقصى للظاهرة.
وإذ تحط ظاهرة «البويات» واقعا ملموسا على السنة «البويات» أنفسهن، ومن واقع اعتراف المجتمع ووزارة التربية التي تعمل على انشاء مركز متخصص لعلاج الحالات الاجتماعية والنفسية، فإن تجاهل الظاهرة لن يفيد، وبات بعد «شجاعة» عدد من «البويات» اللواتي روين «مشاهد» حقيقية على الأقل بالنسبة لهن من سيرة التحول، من الشجاعة العمل على معالجة الظاهرة من خلال القنوات العلمية الصحيحة وليس من خلال الزجر.
في المقلب الثاني من الظاهرة ما روته طالبات في مراحل دراسية مختلفة، أكدن وجود الظاهرة في المدارس بشكل لا يستعصي على النظر. وروين بدورهن لـ «الراي» فصولا من معاناتهن مع هؤلاء، ومحاولة تجنبهن خوفا منهن وقرعن الجرس حتى تتدخل إدارات المدارس التي يحجم كثير منها عن الاعتراف بوجود الظاهرة.
في روايات الطالبات الكثير مما يستعجل مقاربة الملف اجتماعيا وانسانيا وتربويا. حتى لا يبقى ما ذكر مجرد قصص لا عبرة من ورائها.
أيضا هنا تبدأ الحكايات:
تقول «دانة» البالغة من العمر 17 عاما والطالبة في المرحلة الثانوية، وهي من الفتيات اللاتي تعرضن لمضايقات من قبل «البويات» أنها لم تكن تهتم كثيراً لوجود «البويات» فوجودهن وازدياد عددهن بات من الأمور المألوفة بالذات في المدارس الثانوية، وانها كانت تعتبر سلوكهن يدخل ضمن الحرية الشخصية، «حتى بدأت إحداهن بالتقرب مني عن طريق صديقة مشتركة. طلبت في البداية أن أقابلها بوجود الصديقة ولم أكن حينها أعلم شيئاً عن سبب اللقاء».
تضيف: «بدأت (البوية) تتحدث إليّ وحياء (رجولي) خفيف يغطي سحنتها وطلبت مني ان اكون صديقة لها فرفضت».
وتوضح «دانة»: ما حدث هو أن «البوية» استمرت في محاولاتها وحصلت على رقم هاتفي وبدأت بإزعاجي بشكل مستمر. وعلى الرغم من صدي المستمر لها لم تتوقف محاولاتها. وتتابع قائلة: هذه ليست مشكلتي وحدي فهناك كثير من الفتيات اللاتي تعرضن لمواقف مشابهة وأحجمن عن تبليغ أحد لشعورهن بالحرج من طبيعة المشكلة، أو الخوف من غضب «البويات» المعروفات بميلهن للقوة والعنف.
أما «حنان» ابنة الخامسة والعشرين الطالبة في كلية التربية الأساسية فتقول: أرى أن ظاهرة «البويات» باتت خطراً اجتماعياً ينبغي الالتفات له وإعطائه ما يلزم من الاهتمام من خلال الدراسات العلمية والبرامج الإعلامية والجهود المكثفة من قبل كل الجهات المختصة.
تضيف: أعتبر أن هناك ظروفا ومناخات اجتماعية معينة تساعد على ظهور واتساع مشكلات الهوية الجنسية مثل «البويات» و«الجنوس» ومن هذه الظروف ما يفرض داخل معظم المؤسسات التعليمية من عزل للجنسين بحجة «منع الاختلاط».
وترى «حنان» أن منع الجنسين من التفاعل في ما بينهما يؤدي إلى توجيه الانتباه نحو الجنس المماثل والتمادي في ذلك، في حين أن توفر بيئة تعليمية واجتماعية متعددة جنسياً يساعد على تنمية تفاعل سليم بين طرفي المجتمع.
وتطرح «حنان» تساؤلاً تراه جديراً بالاهتمام، وهو «لماذا لا نجد في الجامعة التي مازالت مختلطة هذا الكم من (البويات) الذي نراه في كليات التعليم التطبيقي التي تطبق الفصل بين الجنسين؟» وتعتقد أن السبب يعود إلى أن المناخ المقتصر على جنس واحد يساعد على انتشار هذه الظاهرة.
وتقول الطالبة «الاء»: منذ عامين امتنعت عن دخول مرافق المدرسة طوال الدوام الدراسي لخوفي من التعرض لتلك «المسترجلات» بعد ان سمعت قصصا كثيرة من صديقاتي عن المضايقات التي يقمن بها.
وتشير الى ان لـ «البويات» نظرات مخيفة وكأنهن رجال بالفعل ووضعهن يسبب «اشمئزازا» لنا داخل المدرسة، موضحة انه عند تعرض أي طالبة لمضايقات تخشى ان تبلغ ادارة المدرسة حتى لايفتضح امرها خوفا من «البويات» وردة فعلهن السلبية.
وتصف الطالبة «اوصاف» البويات في مدرستها بالقول: ان «البوية» تتصرف وكأنها ولد ولديها صديقات من «البويات» وكأنهن يشكلن عصابة خاصة بهن ويمنع الاقتراب منهن. ولكن طوال الوقت يحاولن جذب انتباه الطالبات في المدرسة وخصوصا الجميلات منهن مما يسبب ذعرا لبعض الفتيات في المدرسة من تلك النظرات. ونحن نراقب «البويات» طوال الوقت حرصا على انفسنا من اقتراب أي «بوية» ناحيتنا.
وتضيف: في بعض الاحيان تحدث مشادة بين «بويتين» من اجل فتاة جميلة، وهذا أمر غير مقبول داخل المدرسة التي من المفترض أن تكون بيئة آمنة لنا كفتيات ويكون الجو العام مريحا لنا. اما الطالبة «لينا» في المرحلة المتوسطة فتقول: «في اول يوم لي في المدرسة المتوسطة نصحتني صديقتي التي كانت في الصف السابع وتسبقني بعام دراسي بالا ادخل مرافق المدرسة وعندما سألتها عن السبب اجابت ان هناك «بويات» من الممكن أن تتعرض احداهن لي مما جعلني اخشى دخول مرافق المدرسة ولا اعلم ماذا سأفعل طوال العام الدراسي.
وتؤكد ان ادارة المدرسة تهتم بأي مشكلة سواء كانت كبيرة او صغيرة ولكنها لاتراقب «البويات» حتى تقلل من حدوث التحرشات والمضايقات.
وتقول «منال» الطالبة في المرحلة الثانوية: ان وجود «البويات» اصبح امرا عاديا ولكن لانتعامل معهن لخوفنا منهن لأنهن يجهدن في إظهار أنفسهن وكأنهن رجال من استعمال العطرالرجالي وحتى الساعات. وتقول «آية» الطالبة في المرحلة الثانوية: امتنع تماما عن دخول مرافق المدرسة لخوفي من التعرض لاي تحرش من «البويات».
وتؤكد ان احدى صديقاتها في المدرسة تعرضت لمضايقات ولكنها تخشى ان تفصح عن ذلك لعدم الاحراج وان تكون محل سخرية من بقية زميلاتها في المدرسة.
وتقول الطالبة «فجر» في الفصل التاسع انها لمست ظاهرة «البويات» في المدرسة «لانهن يتصرفن بطريقة لا تفهمها».
وهل تم تقديم شكوى إلى المديرة عن الظاهرة؟ تقول: لقد قدمنا شكوى ضد «البويات» ولكن للأسف فإن رد المديرة كان «مدرستي محترمة وليس فيها بويات بالرغم من انها تراهن بأم العين».
واكدت «نور» الطالبة في الفصل السابع كلام «فجر» بالنسبة لوجود «البويات» في المدرسة وانها شاهدت بعض التصرفات الغريبة التي يقمن بها في حرم المدرسة. وهل كانت ضحية لمحاولة تحرش من قبل البويات؟ تقول: «إذا حد جاسني أو وضع يده علي فسأكسرها له». وعن رأيها في عدم قيام المدرسة بتصرف مع هذه النوعية ووقفها عند حدها أجابت «نور»: لأنهم يخافون من «البويات» فهناك مُدرّسة تعرضت «للطق» منهن.
استشارية العلاج النفسي سعاد البشر درست طبيعة اضطراب الهوية الجنسية في المجتمع الكويتي
«البويات» أكثر تعبيرا عن تفضيلهن للجنس المماثل من الشباب
... ولا يشعرن بأي نوع من الخزيّ إزاء مشكلتهن
كتبت بشاير عبدالله:
كشفت استشارية العلاج النفسي في مكتب الإنماء الاجتماعي الدكتورة سعاد البشر تزايد أعداد من يطلق عليهن فتيات «الجنس الرابع»، أو ما يسمى علمياً مضطربي الهوية الجنسية من الفتيات، وذلك من خلال دراسة حديثة قامت بها على عينة من المرضى عددها (34) مريضاً منهم (16) فتاة تمتد أعمارهن جميعاً بين 16-23 سنة.
وقد أجرت البشر هذه الدراسة بهدف التعرف على طبيعة اضطراب الهوية الجنسية في البيئة الكويتية وعلاقته بمشاعر الخزي وبنظرة الفرد لذاته.
وبينت النتائج أن الفتيات المريضات باضطراب الهوية الجنسية أكثر تعبيراً عن تفضيلهن للجنس المماثل من الشباب، وأنهن لا يشعرن بأي نوع من الخزي ازاء مشكلتهن، بل يرين أن وضعهن وسلوكياتهن تعبر عن حقيقة راسخة لا تقبل الجدل. ويعبرن عن استغرابهن من عجز الآخرين عن رؤيتها وفهمها.
خزي الماضي
تقول الدكتورة البشر في دراستها ان اضطراب الهوية الجنسية يعد أحد الاضطرابات الجنسية ذات المضمون النفسي البارز، إذ يشعر الفرد من خلاله برغبة جامحة في أن يكون من أفراد الجنس الآخر، وأن غلطة كبيرة قد حدثت له وأنه قد خلق في الجنس الخطأ. وتشرح ذلك بقولها: إن تشخيص هذا الاضطراب يتطلب توافر عنصرين رئيسيين: الأول هو رغبة مستمرة وقوية، وإصرار على أن يكون الفرد من الجنس الآخر. والثاني أدلة واضحة ومستمرة من عدم الراحة حول شكله ودوره الجنسي.
وفي تفسيرها لعدم شعور هؤلاء الفتيات بالخزي على الرغم من النظرة القاسية التي يحيطهم بها المجتمع، تشير البشر إلى أن الشعور بالخزي والخجل قد يظهران وبشدة لدى هذه الفئة خلال فترة الطفولة والمراهقة المبكرة، ثم تبدأ هذه المشاعر بالانخفاض في بداية سن الرشد.
ومن خلال مقابلة الفتيات يتبين أنهن جميعاً عانين من مشاعر الخزي والخجل في فترات سابقة من حياتهن عندما كن أصغر سناً. وأن الشعور بالخزي يقل مع زيادة العمر بسبب الانفتاح الثقافي الذي يشهده العالم، وبسبب اقتناعهن بما يقمن به، وأنهن أصبحن في سن الرشد ويحق لهن التصرف كيفما شئن دون الشعور بخوف أو وجل من المحيطين على حد قولهن.
هرمونات وعمليات تجميل
ويظهر اضطراب الهوية الجنسية بحسب الدراسة في تصرفات الفرد الحياتية التي تكون مختلفة بشكل واضح عن تصرفات أبناء جنسه. ويظهر لدى المراهقين والبالغين الذين يعبرون عن عدم ارتياحهم لانتمائهم لجنس معين. وكلما زاد عدم ارتياح الشخص لشكله ولدوره الجنسي أدى ذلك إلى السعي وراء التخلص من المظاهر الجسدية الخاصة به، فتراهم يسعون إلى تعاطي المزيد من الهرمونات ويسعون للتشبه بالجنس الآخر بكل وسيلة ممكنة والتي قد تصل إلى حد إجراء العمليات الجراحية التجميلية، أو حتى العمليات الخاصة بتغيير الجنس.
ويشمل اضطراب الهوية الجنسية مخالفة توقعات أفراد الأسرة والمجتمع بشكل عام والسير في اتجاه ممارسة أدوار مرتبطة عادة بالجنس الآخر.
وفي ما يتعلق بأسباب هذه الظاهرة، تطرح الدراسة أن العديد من النظريات الحالية تشير إلى أهمية الوضع البيولوجي في مراحل النمو لهذا النوع من الاضطراب. مثال ذلك أنه قد تم ربط حالة بعض الفتيات اللاتي يتصرفن بشكل مشابه للذكور بتعرضهن لهرمونات الذكورة «الاندروجين» في فترة نموهن الجنيني. فمن المحتمل أن يكون لدى مضطربي الهوية الجنسية استعداد بيولوجي لوجود ذلك الاضطراب منذ الميلاد، إضافة إلى وجود الخبرات النفسية المهمة في الحياة المبكرة والمرحلة التي تنمو فيها التشويشات، وعدم الراحة وفقاً لنوع الجنس.
وترجح نظريات أخرى أن خبرات الطفولة قد تؤثر في نمو اضطراب الهوية الجنسية، فتشجيع الآباء لأبنائهم الذكور على التصرف كالإناث، والاعتماد المفرط على الأم في كل شيء، وسلوك الانتباه الزائد عند الأبوين لهذا الطفل، والحماية المفرطة له، كلها عوامل تساعد على نمو اضطراب الهوية الجنسية لهذا الطفل.
الإساءة والاعتداء داخل الأسرة
أما الأسباب الأخرى التي تقترحها هذه الدراسة للإصابة باضطراب الهوية الجنسية وتدهور صورة الذات لدى المرضى، فمنها التعرض للإساءة من قبل والديهم، أو المعاناة من مشكلة انفصال والديهم، ما أدى إلى ضعف في بناء الذات لديهم، وصعوبة في التوافق، ونظرة سلبية نحو الذات. وهناك من تعرضوا للإساءة الجنسية أثناء الطفولة وهي أحد العوامل المنذرة بخطر الإصابة بهذا المرض.
انتشار الظاهرة
وتشير الدراسة إلى عدم وجود معلومات كافية عن انتشار اضطراب الهوية الجنسية، خصوصا في مجتمعنا العربي. فمعظم التقديرات تركزت على عدد من الناس الذين ذهبوا إلى العيادات طلباً لتغيير الجنس. وهناك حساسية وقلق عند هؤلاء الأفراد ومعظمهم من الذكور المحولين إلى العيادات الطبية النفسية. ولوحظ في عيادات الأطفال أنه في مقابل كل خمسة أولاد يتم تحويلهم إلى العيادة هناك بنت واحدة تعاني من اضطراب الهوية الجنسية. أما في عيادات البالغين فإن الرجال يفوقون النساء ثلاث مرات تقريباً. ومع ذلك فإن المعلومات الموجودة مأخوذة من مناطق محددة في أوروبا، حيث أظهرت الإحصائيات أن واحداً من أصل 30000 ألف رجل بالغ، وواحدة من أصل 100000 امرأة بالغة يطلبون العلاج، ويطلبون التحويل الجنسي.
عادة ما يحول الأطفال للعيادة عندما تكون لهم اهتمامات ونشاطات الجنس المخالف في سن 2-4 سنوات وهناك أعداد قليلة جداً من هؤلاء الأطفال تستمر لديهم الأعراض عندما يصبحون مراهقين أو بالغين. ووجد أن ثلاثة أرباع الحالات ممن لديهم تاريخ في اضطراب الهوية الجنسية يصبحون من أصحاب الجنسية المثلية، أو يكون لديهم توجه ثنائي الجنس، مع عدم وجود تزامن مع اضطراب الهوية الجنسية. وبالنسبة للمراهقين فقد يتطور هذا الاضطراب لديهم ويطلبون الجراحة لتغيير جنسهم ويستمرون في إظهار التشويش الجنسي لديهم.
أهمية المشكلة
تنحو الدراسة باتجاه التركيز على هذه الظاهرة برغم رفض المجتمعات العربية والإسلامية الاعتراف بوجود فئة المضطربين بالهوية الجنسية، ومحاولة معاقبتهم سواء كان هذا العقاب بالرفض أو بالاستنكار، وسهولة التحرش بهم. إلا أن من الملاحظ وجود فئة من الذكور تتشبه بصورة صريحة ومبالغ بها بالإناث، ووجود فئة من الإناث تتشبه بقوة وبشكل لافت للانتباه بالذكور.
فعلى الرغم من أن ثقافتنا العربية والإسلامية ترفض بشدة هذه الفئة إلا أنها قد تساعد في وجودها، بسبب عوامل عدة منها أسرية أو والدية، ومنها الاجتماعية، الأمر الذي يولد بعدها مشاعر من الحزن والخزي ووجود مفهوم سلبي حول الذات، ناهيك عن سلوكهم وتصرفاتهم بسبب اضطراب هويتهم الجنسية.
ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة للكشف عن هذه المتغيرات.
التوصيات
توصي الدراسة بإجراء المزيد من البحوث في مجال اضطراب الهوية الجنسية تتعلق بالأسباب والتشخيص والعلاج ومساعدة المضطربين بالهوية الجنسية من خلال فتح المجال لهم في العيادات النفسية، وحثهم على الذهاب لتلقي العلاج التخصصي المناسب، والذي يساعدهم على التخلص من الأعراض، والعمل على توعية الآباء والأمهات بالأساليب التربوية السلبية التي تساعد على بروز مشكلة الهوية الجنسية من خلال وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى ضرورة قيام جميع الهيئات الإصلاحية المجتمعية (مدارس، مؤسسات اجتماعية، مراكز نفسية) بدورها تجاه هذه القضية،وعدم تجاهل هذه الفئة، وعدم نبذهم. بل ان محاولة التقرب منهم ومعرفة الأسباب تساعدان على طرح طرق العلاج.
كما أن على أولياء الأمور ملاحظة أبنائهم الذين تظهر عليهم أعراض اضطراب الهوية الجنسية منذ الطفولة، وعليهم عدم نكران أو تجاهل العلامات المبكرة، والعمل على تغيير أسلوب تربيتهم لأبنائهم،وحثهم وتشجيعهم على الســــلوك والتــــصرف وفقاً للجنس الـــــذي ينتــــمي إلــــيه الابــــن.
اختلال هرمونات
ومؤشر على المعاناة من القسوة والعنف
كتبت أمل عاطف:
قالت استاذة علم الاجتماع سهام القبندي ان ظاهرة «البويات» نتيجة اختلال في الهرمونات او اختلاف في الجنس. فهذا مؤشر على ان الفتاة تعاني من قسوة او عنف او تعرضت لبعض المواقف الصعبة ما اثر على شخصيتها وانتج هذا الاختلال؟
واضافت: «ان هذا التصرف ينتج عن دوافع داخلية. فمن المهم ان نبحث عن الاسباب التي ادت الى وجود مثل هذه الحالات حتى نجد الحلول المناسبة لهن بدلا من بترهن من المجتمع».
وطالبت القبندي اولياء الامور بألا يعطوا الموضوع اكبر من حقه. ولكن لابد من توعية الطالبات واشعارهن بان المدرسة بيئة امنة واذا تعرضن لاي تحرش فليتوجهن الى المدرّسة المختصة او الاخصائية الاجتماعية. ومن المؤكد انها سوف تتخذ الاجراءات اللازمة لهذا الموضوع. موضحة ان المدرسة لديها ادارة تقوم بالرقابة وتحمي الطالبات من أي سلبيات داخل اسوار المدرسة.
وفي دراسة أعدها الباحث الكويتي في علم النفس الإرشادي ورئيس مركز المرشد للاستشارات النفسية والاجتماعية الدكتور عبدالله العوضي في يوليو 2007 حول «الجنس الرابع» في الكويت نبّه إلى انتشارالظاهرة ليس فقط في المدارس وإنما داخل بعض الوزارات وقدّر عدد البويات في دراسته بالآلاف.
الفريح لـ «الراي»: ميزانيته 750 ألف دينار وسيعمل في فترة بعد الظهر
«التربية» تقر بوجود الظاهرة في المدارس:
مركز متخصص لعلاج الحالات
كتب نواف نايف:
فيما بلغ مؤشر تفشي الظواهر غير العادية أو الطبيعية و في مقدمتها «البويات» و«الجنوس» بين الطلبة في مدارس التعليم العام «مرحلة تنذر «الخطر» ادرجت وزارة التربية ممثلة في قطاع التنمية التربوية في برنامج عمل الحكومة ضمن خطتها الانمائية للعام 2011 - 2012 مشروع افتتاح مركز متخصص لعلاج الحالات النفسية والاجتماعية بعد الدوام المدرسي، نظرا لاقتحام «الظواهر السلبية» المدارس وتفشيها بين الطلبة بشكل «مخيف» خاصة وان بعض الطالبات في المرحلتين المتوسطة والثانوية فضلن الجلوس في المنزل وعدم الذهاب الى المدرسة بسبب «المضايقات والتحرشات» من قبل «البويات». وكشف وكيل وزارة التربية المساعد للتنمية التربوية بدر الفريح لـ «الراي» النقاب عن مشروع لعلاج جميع الظواهر السلبية، من خلال انشاء مركز سيطلق علية مركز الخدمات النفسية والاجتماعية، مشيرا الى ان المشروع ادخل ضمن خطة القطاع في برنامج عمل الحكومة ومن المتوقع تطبيقه العام الدراسي المقبل.
واكد الفريح أنه تم تحديد ميزانية المركز بقيمة 750 الف دينار، وجار تحديد موقع لانشاء المركز، لافتا الى ان العمل في المركز سيكون خلال فترة بعد الظهر وسيعمل به اختصاصيون من وزارات التربية و الصحة والداخلية وجامعة الكويت وعدد من الجهات الأخرى ذات الاختصاص. واشار الفريح الى ان المركز سيتفرع الى اقسام كل له اختصاصه وسيشمل جميع الحالات النفسية والاجتماعية، مؤكدا ان المركز سيساهم في الحد من الظواهر السلبية من خلال معالجتها. واوضح الفريح ان المناطق التعليمية تقوم برصد الحالات وترسلها الى الوزارة، مبينا انه سيتم تحويل جميع الحالات الى هذا المركز التأهيلي المتخصص في العلاج بطرق تربوية، وايضا طبية بالتعاون مع وزارة الصحة.