وليد الرجيب / أصبوحة / تراجع عام

تصغير
تكبير
جرت في الأيام القليلة الماضية انتخابات اتحاد الطلبة بقوائمه المختلفة، كما جرى عقد جمعية عمومية غير عادية للتحالف الوطني لانتخاب أمين عام وهيئة تنفيذية له، على اثر أزمة استقالة الأمين العام السابق خالد الفضالة، وقبلها بفترة جرت انتخابات نقابات عمالية.

واللافت في الأمر أن أزمة وتراجع التيارات السياسية الوطنية، تعكس بشكل واضح حالة التراجع والتدهور العامين في البلد، ولم تسلم التنظيمات الدينية من هذه الأزمة، وأصبحت لغة الخطاب الصحافي وأسلوب تناول القضايا على صفحات الصحف المحلية من بعض كتاب الرأي دليلاً على مستوى التدهور العام.

وبالتأكيد ليست الظروف الموضوعية هي السبب الوحيد لتراجع التيارات السياسية الوطنية، بل ان ظروفها الذاتية وطبيعة تركيبها وتناقضاتها الداخلية وابتعادها عن تمثيل مصالح الناس كانت سبباً رئيسياً آخر في أزمتها مع عدم استبعادنا لتأثيرات الوضعين العربي والإقليمي بل والعالمي أيضاً.

فالاتحاد الوطني لطلبة الكويت الذي بادر لتأسيسه التيار الوطني والذي كان معجوناً بهمومه الوطنية والقومية وشكل مجموعة ضغط رئيسية في المجتمع وأخرج مئات من القيادات السياسية الواعية التي لعبت دوراً مؤثراً في قضايا الوطن، هذا التيار والذي يمثله الآن «الوسط الديموقراطي» تراجع بشكل دراماتيكي أمام «القائمة الائتلافية» التي تمثل الاخوان المسلمين المنظم والداعم الأساسي لهذه القائمة وسحب الشعبية التي كان يتمتع بها الممثل الطلابي للتيار الوطني، خاصة في غياب وتراجع التنظيمات الوطنية، السند السياسي والتنظيمي للقائمة الوطنية، أضف إلى ذلك التناحرات الطلابية في القائمة الواحدة، ليصل الأمر إلى حد التخوين.

أما الحركة النقابية وبعض جمعيات النفع العام ذات التوجه الوطني والقومي فقد تغير وجهها بعد التحرير وساد بعضها نفس رجعي، وانكفأ بعضها الآخر وتجمدت فاعليتها وغاب دورها في قضايا الفساد والتخلف الاجتماعي والثقافي.

وما الخطاب الصحافي والنيابي الفج والمبتذل والطائفي، إلا مرآة للتراجع العام في البلد.

وإذا صحت الأخبار المتناقلة «الآن الالكترونية» وغيرها حول الجمعية العمومية غير العادية للتحالف الوطني لانتخاب أمين عام وهيئة تنفيذية التي تفيد بأن مناقشة التقريرين المالي والسياسي وتزكية القيادات لم تستغرق أكثر من ربع ساعة وان عدد المشاركين بالجمعية العمومية لم يتجاوز الخمسين عضواً، بينما عددهم المسجل هو 750 عضواً، وهذا لا يعكس نجاحاً وجماهيرية، بل يعكس أزمة وصعوبات تمر فيها القوى الوطنية، ناهيك عن التقوقع والشرذمة والخلافات المؤسفة في المنبر الديموقراطي.

بيد أن الأزمات التي تمر بالقوى الحية والأكثر تقدماً لا تعني تحولاً تاريخياً أبدياً لا يمكن العودة منه، بل انها تفرز وعياً وفكراً جديدين وتصحيحاً ونهوضاً، خاصة من أجيال الشباب، فالسنوات والعقود تعتبر قصيرة في عمر الشعوب.





وليد الرجيب

osbohatw@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي