سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / صُنَّاع الخير هم نجوم القمة

تصغير
تكبير
الخير كلمة أريجها فواح ولها صدى طيب في القلوب قبل أن تسمعهُ الآذان، والخيرون كُثر في هذه الديرة العزيزة، فإن أهل هذه الديرة جبلوا على الخير ودلوا عليه وعملوا به فأصبحت ديرتهم ديرة الخير، فحيثما يممت وجهك فإنك ترى شارعاً باسم خيّر، أو مستشفى بناهُ أحد من أهل الخير، وأسماء الخيرين تتلألأ في أجنحة جميع المستشفيات، بل وفي بعض غرف العمليات ومستلزماتها، وفي بعض غرف العناية الفائقة انهم جُبلوا على الخير وعلموا الناس سُبله، وامتدت أيديهم لتنشر أريج الخير حتى وفي خارج هذه الأرض الطيبة.

تحدثت في الأسبوع الماضي إلى الأخت طاهرة العوضي حدثتني (بحزاية) قد تكون غريبة إلى حد ما، أصغيت إليها بإمعان وهي تتحدث عن مرض «الثلاسيميا» وهو من أمراض الدم الوراثية التي يحتاج المريض لعملية نقل الدم المتكرر طوال حياته، ويجب أن يكون بعناية فائقة مع عدم مكوثه مع مرضى آخرين لقلة مناعته، فقد عانى هؤلاء المرضى التابعون لقسم الباطنية بـ «مستشفى الصباح» من عدم تخصيص مكان مناسب لهم فرأى أهل الخير أن يجدوا من أجل إنشاء مكانين لمرضى «الثلاسيميا» أحدهما للرجال وآخر للنساء.

وأخذت الأخت العوضي تروي القصة بحرارة وتؤكد أنه لم يكن المسؤولون في وقت من الزمن يعيرون لهذه المجموعة من المرضى الأهمية لحين أن تولى الدكتور طارق الجسار إدارة «مستشفى الصباح» حيث اهتم بتحقيق مبتغى هؤلاء المرضى وذلك بتخصيص المكان المناسب لتلقي العلاج دون الاختلاط بمرضى آخرين، واهتم كذلك معه المسؤولون بوزارة الصحة بهذا الأمر المهم وعلى رأسهم معالي الدكتور هلال الساير وزير الصحة والدكتور إبراهيم العبدالهادي وكيل الوزارة بتوكيل الدكتورة شيخة المحارب في مهمة الاشراف على المصابين بهذا المرض ومتابعتهم المستمرة تخفيفاً عن كاهلهم مما يتعرضون اليه من آلام، وأخيراً أرسلت الأخت العوضي آهات كبيرة على ما عانته في هذا الصدد من قبل وقالت: يجزي الله كل الخير د. طارق الجسار مدير «مستشفى الصباح»، والأخت هند الجري رئيسة الهيئة التمريضية وطاقمها ود. عدنان العسعوسي رئيس قسم الباطنية، والسيد سالم الرويشد رئيس قسم المحاسبة على جهودهم وإخلاصهم في تخفيف معاناة مرضى «الثلاسيميا» في قسم الأمراض الباطنية في «مستشفى الصباح».

عزيزي القارئ، قصة من قصص المرض وقاكم الله شره وصناع الخير في هذه الديرة العزيزة كثيرون، وهم يمسحون بأيديهم الممتلئة بالخير الزاخرة بالعطاء على قلوب المرضى حتى تعم الصحة في ربوع هذا الوطن.

وقى الله الجميع شر المرض، ومازالت الصحة ترفرف على رؤوس أهل هذه الديرة الحبيبة إذا أذن الله الكريم.

من يعمل الخير لا يعدم جوازيهُ

ما ضاع عرف بين الله والناس



سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي