حتى لا تصبح صروح التعليم سببا في إزهاق أرواح طالبيه ... أولياء الأمور يستصرخون ضمائر المعنيين بتنظيم حركة الدخول والخروج

على أبواب المدارس ... الفوضى بانتظارك!

تصغير
تكبير
 |كتب عمر العلاس وهبة الحنفي|

لم تسلم المؤسسات التعليمية من الاصابة بـ«داء الفوضى»، فعلى ابوابها يتجرع اولياء امور الطلبة «كأس الخوف» على ابنائهم من الخطف او «الدهس» ... حقيقة مرة يحكيها واقع تلك المدارس اثناء لحظة خروج ودخول طلبة العلم اليها، فلا «ضابط ولا رابط» ينظم الحركة، فقط هرج ومرج وتسيب يدفع ثمنه اولياء الامور الذين يظل بعضهم يبحث عن فلذات كبده لمدة تزيد احيانا على الساعة، في الوقت الذي يصارع فيه الاطفال انفسهم لهيب الشمس الحارقة اثناء انتظارهم ذويهم في الطرق والشوارع والساحات المحيطة بالمدارس، التي يبدو ان اداراتها تنتظر بفارغ الصبر انتهاء الدوام الرسمي لـ «تقرشهم» خارجها دون وزاع من شفقة او رحمة بهم.

على ابواب عدد من المدارس رصدت «الراي» المأساة اليومية التي يعانيها الطلبة وذووهم الذين اوجزوا حل معاناتهم في سؤال واحد مفاده: لماذا لا تلتزم ادارات المؤسسات التعليمية بتسليم الاطفال لذويهم باليد او ان تتريث في اخراجهم من المدارس الى حين وصول اولياء الامور منعا لتعرض الطلبة لاي مكروه سواء حادث مروري او اصابتهم بضربة شمس جراء وقوفهم لفترة طويلة في ساحات غير مغطاة؟

اولياء الامور عرضوا شكاواهم ونجواهم في هذا الشأن عبر السطور التالية:

البداية كانت مع المواطن حسين حبيب الذي شدد على اهمية وجود دورية شرطة لتنظيم وضع السير خارج اسوار المدرسة منتقدا في ذات الوقت الوضع داخل المدرسة واصفا اياه بالمأسوي، مضيفا «مثالب كثيرة تقع في المدرسة بداية من بابها الذي لا يصلح ان يكون مدخل مدرسة بل لا يعدو كونه باب شقة صغيرة».

واضاف «ثانيا كثافة الطلبة داخل المدرسة عالية جدا متسائلا هل يعقل ان يكون 46 طالبا في الفصل الواحد، هذا إلى جانب انعدام الامن داخل المدرسة حيث يمكن لاي شخص ان يدخل المدرسة بسبب الفوضى التي تحدث ساعة الخروج ويأخذ اي طفل ويذهب به من دون ان يقول له احد وين رايح».

وتابع متسائلا «اين الاستعدادات المعلنة لبداية العام الدراسي والاصلاحات الانشائية لم تنته بعد، مضيفا ادارة المدرسة ايضا لم توفر لطلبتها ما تتطلبه العملية الدراسية من وجود نظام معد سلفا لتنظيم عملية خروج الطلبة مدللا على ما ذهب اليه بالصورة التي كانت امامه ساعة خروج الطلبة، طالبا منا اهمية التقاط صورة لتجمهر الاهالي عند مدخل الباب».

اما المواطن مانع الرشيدي فقال «عليك الانتظار فترة طويلة في حر الشمس لان يأتي اليك اولادك، مضيفا كيف لمدرسة لا توفر لتلاميذها باصات ولا اجهزة تكييف ولا حتى كتبا دراسية حيث كثير من الكتب لم يتسلمها التلاميذ حتى الان الى جانب انه ليس هناك وجبات كافية داخل المدرسة تفي باحتياجات التلاميذ».

وحمل الرشيدي سوء الاوضاع داخل المدارس إلى اداراتها «المدرسة عبارة عن بيت كبير ولا يصلح ان يكون مؤسسة دراسية»، مضيفا «الاطفال الصغار يخرجون من المدرسة بحثا عن اولياء امورهم والوضع نفس الوضع بالنسبة لاولياء الامور، ويستغرق ذلك الامر منهما وقتا طويلا الى ان يعثر كل منهما على الاخر».

ودعا إلى اهمية التقاط صورة للاطفال الصغار الذين ينتظرون اولياء امورهم خارج سور المدرسة في درجة حرارة شمس مرتفعة تكاد تصل إلى اكثر من 40 درجة مئوية، متسائلا «اين دور المدرسة في توفير مكان مناسب يمكن للطلبة انتظار اولياء امورهم فيه؟، وتابع ان اولياء الامور متواجدون لكن تضارب قرارات ادارة المدرسة في شأن تنظيم خروج الطلبة يجعلهم لا يعرفون من اي مخرج يخرج ابناؤهم، مشيرا الى مداخل ابواب المدرسة واصفا اياها بمداخل الشقق».

اما ابو بدر ناصر الشمري فعبر عن استيائه من سوء الاوضاع داخل وخارج المدرسة قائلا «كل يوم مشاكل والسبب افتقاد الاسلوب الجيد في عملية خروج التلاميذ»، مضيفا «الكثافة الطلابية داخل الفصل عالية جدا»، متسائلا «هل تقبل الوزارة ممثلة في قطاع التعليم الخاص، ان يكون هناك 46 تلميذا في الفصل الواحد؟، منتقدا في ذات الوقت عدم تعاون ادارة المدرسة مع اولياء الامور».

وشدد الشمري على اهمية قيام المعنيين في الوزارة متابعة تلك الاوضاع، داعيا إلى اتخاذ كافة العقوبات التي ينص عليها القانون ضد من يخالف من اصحاب المدارس الخاصة اللوائح المتعارف عليها في شأن ضرورة توفير كل متطلبات العملية الدراسية من كتب دراسية وجداول دراسية معدة سلفا والالتزام بالكثافة الطلابية داخل الفصول».

ورأى الشمري «ان الكثافة الطلابية التي تشاهدها في المدرسة والتي تتجاوز وجود اكثر من 46 تلميذا في الفصل يمكن ان يترتب عليها في ظل عدم عمل اجهزة التكييف المعطلة اختناق الطلبة او اصابتهم بالربو او انتقال العدوى باي نوع من الفيروسات اليهم».

يوسف غانم فراي وصف خروج التلاميذ من مدخل المدرسة بانها عملية مؤسفة، وقال «فكرت نقل ابنائي إلى مدرسة اخرى بسبب حالة الفوضى التي تعم المدرسة، كما انه من الناحية الامنية هناك خوف كبير على التلاميذ حيث من السهل لاي مجرم ان يدخل المدرسة ويخطف اي تلميذ في ظل افتقارها إلى الامن».

ونوهت ولية امر احدى طالبات الابتدائي (أم محمد) بان ادارة المدرسة تمنع انتظار الطلبة داخل ساحات المدرسة وتدفع بهم إلى خارج اسوارها فور انتهاء الدوام الرسمي من دون تنظيم، مشيرة الى انها تقدمت مسبقا بشكوى لادارة المدرسة معترضة فيها على التزاحم الذي يحدث كل يوم امام المدخل حيث يحتشد الرجال والنساء على بوابة واحدة بسبب عدم التنظيم والذي دفع ادارة المدرسة لتخصيص مدخلين احدهما للرجال وآخر للنساء.

وناشدت (أم علي) وزيرة التربية رفع المعاناة عن الاطفال الصغار في ما يخص مشكلة الفصول غير المكيفة والتي طال الحديث والشكوى عنها، لافتة إلى ان ادارة المدرسة تفتقر لاي خطة تنظيمية تنسق بها خروج الطلبة عند انتهاء الدوام حيث يحتشد اولياء الامور عند بوابة الخروج من دون تنظيم ما تسبب في حدوث ربكة مرورية.

ورأت (أم فيصل) ان المشكلة لا تكمن في السماح للطالبات بالانتظار داخل ساحات المدرسة، مشيرة إلى ان ابنتها في المدرسة منذ المرحلة الابتدائية وحتى الثانوي ولم تواجه اي مشاكل في هذا الامر بل المشكلة في الفصول الدراسية غير المكيفة وفي ساحات العلم المغلقة المخصصة اصلا لطابور الصباح واداء تحية العلم.







الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي