حوار / يحرص على محاسبة نفسه «بقسوة وشراسة»

فؤاد علي: طموحاتي لا سقف لها ... وفي «ساهر الليل» كانت ولادتي الجديدة

تصغير
تكبير
|حوار- حمود العنزي|

أحد أبرز الوجوه الفنية الواعدة. إنه الممثل الشاب فؤاد علي. بدأ بقوة وتربّع على قلوب المشاهدين، وتضاعف حبهم له بعد أن برز أخيرا من خلال دور فهد في مسلسل «ساهر الليل» فكان فؤاد حديث الناس إذ قدّم شخصية تشهد تحولات درامية فاقعة مع تطور أحداث العمل فلاحظنا تحولاً في مسار الشخصية من الشاب الطائش إلى العاشق الولهان.

في ديوانية «الراي» التقينا به ودارت بيننا أحاديث متنوعة ولمسنا خلال تسامرنا معه ما يكتنزه من عفوية وصدق وتواضع. تحدث عن بدايته واعترف بتقصير فني من قبله في فترة من الفترات رغم تواجده على الساحة، كما كشف عن اهتماماته الأخرى وأصعب اللحظات التي عاشها. الحديث مع فؤاد شيّق للغاية وللتحقق من هذا الأمر عليكم بقراءة الأسطر التالية :



• اقتحمت مجال التمثيل بقوة في عدد من الأعمال السابقة منها «دنيا القوي» و«عديل الروح» ثم خفت نجمك دون مبرر؟

- بدايتي كانت مع شركة «سكوب سنتر» للكاتبة فجر السعيد وأخذت الفرصة الأولى في «دنيا القوي» وكانت حلماً لأي ممثل جديد، ومن بعدها شاركت في «عديل الروح» وبرزت من خلاله ومازلت أذكر «اللوكيشن» حتى يومنا هذا وأيام التصوير، كما كنت من نجوم «رحلة انتظار» المكوّن من خمس عشرة حلقة، والاعمال التي ذكرتها أخذت حقّها من التوزيع والتسويق وعرضت في أوقات جيدة ونالت حظوة عند الجمهور وحققّت نجاحاً كبيراً، من ثم كانت لي مشاركة في مسلسل «راح اللي راح» إلا أنه لم يحظَ بحقه من العناية وعرض على الـ «ال بي سي» اللبنانية، ومع بداية افتتاح قناة «سكوب» قدمت «عزف الدموع» وتلاه «دار الهوى» وفي هذه المرحلة ظهر ما يسمى بالحصرية والقنوات أخذت تتكاثر باطراد، فلم تحظَ أعمالي الأخيرة بالاهتمام المطلوب ولم تظهر بقوة «دنيا القوي» و«عديل الروح» فظهرت وكأنني «مقصر»، إلى أن قدمت العام الماضي مع المخرج محمد دحام الشمري «آخر صفقة حب» وهذا العام «ساهر الليل».

• أفهم منك أنك لم تكن مقصّراً بقدر ما عاكسك الحظ في أعمالك الأخيرة والتي أظهرتك وكأنك «مختفي»؟

- نعم. ولكن قد يكون أيضا ثمة تقصير مني، لأني في فترة من الفترات الماضية «ما كنت أشتغل» إلا عملاً واحداً طيلة السنة وكنت وقتها محتكراً من قبل شركة «سكوب سنتر»، إضافة إلى أنني كنت صغيراً لا أعرف «شلون أطلع» ولكن الآن بدأت أكتسب الخبرة ولا مانع أن أشارك في أكثر من عمل، وتستطيع أن تقول أنه تقصير مني ولكن الحظ له دور أيضا.

• ألا تعتقد أن تقصيرك سابقاً لم يكن لصالحك خصوصا أن الوسط الفني أصبح «يعجّ» بالوجوه الشابة وبكثرة؟

- لا. «مو كل واحد يتضرر» إن لم يظهر كثيرا في الأعمال الفنية، فهي مغامرة. ربما أقدم عملاً واحداً و«يضرب» وينجح، وربما أقدم أعمالاً كثيرة ولا تحقق النجاح المرجو منها.

• طيب... وبخصوص الوجوه الشابة التي ظهرت بعدك وبرزت في عالم الفن؟

- «بالعكس هذا الشي وايد يونّسني، لأني بيوم من الأيام كنت أتمنى ايجاد الفرصة، وحصلت عليها. وبخصوص كثرة الشباب والبنات أتمنى أن يزيدون».

• يعني الغيرة لا تعرف طريقها إلى قلبك؟

- «لا... ورب الكعبة نهائياً، وعندي قاعدة مؤمن بها مو حجي صحافة وأمام الناس».

• شنو القاعدة؟

- «محد بالدنيا ياخذ مكان أحد... وفي مثل محلي دائما أقوله هو صحن عود كلنا نقدر ناكل منه».

• وماذا عن نجاحك المبهر في «ساهر الليل» والذي يعتبر عودة رائعة لك؟

- هذا من فضل ربي ودعوة والدتي ونيتي الصافية لأني أصبر كثيرا والله عوضني وحصلت على ما أريده، وفي «ساهر الليل» كنت جزءاً من العمل والأحداث، وترك بصمة كبيرة، وتشرفت بالعمل مع «أخوي» الكاتب فهد العليوة وأتوقع أنه سيكون من أهم الكتاب الموجودين اليوم على الساحة، وسعيد بتجربتي التي تجددت مع المخرج محمد دحام الشمري. وأقول من باب الأمانة أن هذا المسلسل نقطة تحول ونقلة في مشواري، ويسرّني أن أقدم عملاً يسلّط الضوء على فترة السبعينات وأحببت جوّ ذلك الزمن ببساطته وديكوراته وأزيائه.

وعن دوري تقمصت شخصية «فهد» الذي أرهقني كونه يمر بمرحلتين الأولى الطائش من ثم العاشق من طرف واحد والذي يتزوّج من لولوة (هيا عبدالسلام) رغم أنها تحب شخص آخر (عبدالله بوشهري)، ولا يسعني القول الا أن «ساهر الليل» بداية ولادة فؤاد علي من جديد.

• جميعنا نتمنى أن تنجح وتبرز وتظهر لكن لا نتمنى أن تصبح مغروراً و«ترفع خشمك» وحتى السلام والتحية تقطعها مع محبيك؟

- لا... لا... لا، ووعد مني لن أتغير، والمثل يقول «ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع».

• ممتاز. أذكر لي موقفاً محرجاً واجهته مع معجبيك؟

- «أمور وايد تصير». والذي يحرجني عندما يطلبون رقمي «ووقتها بقول لا» ولكن أنحرج كيف أقولها، والبعض منهم يصرّون فأقع بـ«ورطة».

• برأيك هل الفنان الشاب بات مظلوماً في وقتنا الراهن؟

- لا...لا، يوجد ظلم وكل واحد ونصيبه، وسؤال أوجهه لك «مو ملاحظ أن الشباب يأخذون حقهم... وأدوار وبطولة!!!».

• مع أن السؤال لك لكن أوافقك الرأي بعضهم ماخذ حقه وزيادة وأصبح البعض اسمه يوضع مع النجوم الكبار؟

- بالفعل، ونحن كشباب نجد الاحترام والتقدير من الكبار و«يمسكونا» من أيدينا ويشجعونا.

• طيب... والأجور؟

- الموضوع «عرض وطلب» وهذه الفترة أجد أن الشباب ماخذين حقهم من جميع النواحي، لكن لو فنان «ماخذ موقف» من شركة أو يواجه سوء تفاهم مع جهة معينة فهذا له «حديث ثان»، أما بشكل عام يوجد «جم واحد» فرض نفسه بتواجده.

• لنتحدث عن المسرح وعن «عصابة عزوز» التي عرضت أيام عيد الفطر السعيد تحديداً؟

- رد فعل الجمهور جميل «شفتها بعيني وحسيتها وأعتبرها بصمة حب الجمهور لي» وحتى الذين كرهوني بشخصية فهد أشادوا بي، وبشكل عام عروض حلوة وأوجه تحية لكاست «عصابة عزوز» جميعهم وأخواني الفنانين «الشباب والبنات»، وأنا سبع سنين أشتغل مسرح بالعيد و«عصابة عزوز» أكثر مسرحية استمتعت بها بمعنى الكلمة. كنا أخوان وعلى قلب واحد والحب يجمع بيننا، وجميعنا فرحانين من نجاحنا والشعور متبادل، ولو واحد من الجمهور حيا أحداً من الشباب فكأنه حيّاني والعكس صحيح.

• لنتعرف عليك أكثر. من تكون؟

- «مادري شقولك... فؤاد علي شخص عنده مجموعة أحلام بالفن وخارجه»، وأنا عبارة عن مجموعة من الحالات، وطموحاتي لا سقف لها وأهم طموح عندي بالدنيا وهو إني أرد لوالدتي «ربع» ما قدمته لي لأن مالي غيرها، الله يخلي أهلي لي.

• الله يخليها لك... وماذا عن سلبياتك؟

- كانت موجودة بشخصيتي سلبية لكن تغلبت عليها وغيّرتها حيث كنت مزاجياً وكان مزاجي يسيطر علي، فممكن شي يكون فيه مصلحة وخير لي واستفيد ولأنه «مالي خلق» ومزاج أخسر ذلك الشيء، والسلبية المتواجدة إلى الآن «العصبية» أنا عصبي.

• مو مبين إنك عصبي؟

- الكل يقولون مو مبين.

• اهتماماتك بعد التمثيل؟

- هواياتي «لي الراس» ومن أهمها العزف على «البيانو والغيتار» وألعب «حديد وبوكسنغ».

• والعزف على العود خصوصا وأنك في «ساهر الليل» عزفت مقطوعات عدة؟

- الآلتان الأساسيتان والمتمكن منهما «الجيتار والبيانو»، أما «العود» فكنت أدندن وأعزف قليلا عندما أكون في الاستديو... وعرض علي الدور في «ساهر الليل» الذي يتطلب أن أكون عازفاً، وتدرّبت على ألحان أغنية «أم كلثوم» وأغانٍ أخرى بعد أن قرأت النص وبعدها «حبيت العود وشريت لي عود وضميته إلى عيالي الغيتار والبيانو».

• أصعب لحظة عشتها؟

- قبل سنتين ونصف السنة قررت أن أجلس مع نفسي وأحاسب وأواجه ذاتي بقسوة وأرى ماذا عملت وأنجزت وماذا تركت واكتشفت أن الأشياء التي كنت أريد أن أعملها لم تحدث «اللي ما سويته غلب اللي سويته» فتضايقت واحبطت وحزنت أياماً معدودة، ولم تطل معي الحالة كثيرا وتخطيت وتعديت الأزمة ووقفت على رجلي من جديد.

• ما سر حبك للمغني العالمي جاستن تمبرليك؟

- «من صجك» أحب جاستن وفنه فهو «يخوّف» وهذا يدل على أنه أسطورة في عالم الفن.

• علم كل من النجوم طيف ومحمد العلوي ومحمد الرمضان أنك ضيفنا ووجهوا لك التحية فماذا تحب أن توجه لهم من كلمة؟

- طيف لم التقِ بها في عمل ولكن «حاشني شعور غريب... حبيتها حب غريب» عندما زارتنا في لوكيشن «ساهر الليل» وكانني اعرفها منذ سنين.. الله يوفقها.

محمد العلوي «أخو وبيننا عشرة» ومهما أقول لا أوفيه حقّه. وهو بالفعل أخو عزيز وغالي.

محمد الرمضان عرفته بالمسرح تحديداً في «عصابة عزوز» جلست معه وأقولها أمامه وبغيابه هو «أخلاق..أخلاق..أخلاق» وأقول إنه فنان «منيّه للسنة الياية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي