شبابنا والمخدرات

u0627u0628u062au0633u0627u0645 u0627u0644u0633u064au0627u0631
ابتسام السيار
تصغير
تكبير
|ابتسام السيار|

كلما سمعنا عن مخاطر المخدرات، واتساع المشكلة وسهولة انتشارها فان الخاطر المتكرر في التفكير هو اسباب لجوء شبابنا للمخدرات وكيف نحصنهم؟ وكيف يمكن ان نعرف اذا ما كان احد الابناء** قد تورط... والمقصد من هذه المقدمة هو ما قرأته الاسبوع الماضي في احدى الصحف، بسيدة استنجدت برجال الامن من ابنها المتعاطي الذي يحمل سلاحا ناريا واحتجزها وثلاثة من ابنائها في الغرفة تحت التهديد، من اجل الحصول على المال للتعاطي... استغفر الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم اللهم أحسن عاقبتنا واحفظ امهاتنا واعنا على البر بهما.

المخدرات وانواعها خطر يهدد شبابنا وابناءنا انتشر في المجتمع مثل الوباء، ورغم المحاولات للسيطرة عليه الا انه ما زال موجوداً بيننا يبحث عن عقول الشباب ليدمرها ويقضي عليها ويتركنا بشباب غير منتج لا امل فيه... وادمان المخدرات يبدأ بالتجريب ومن ثم التعاطي ويليها الادمان، وهناك علاقة بين الثلاث مراحل وتبدأ مشكله التعاطي والادمان دائما في سن المراهقة، والذي يبدأ من سن الثالثة عشرة وحتى العشرين وهي ليست مرحلة عشوائية، ولكن بعض الدراسات اثبتت ان هذه الفئة تتجه الى المخدرات، ليس عن طريق الصدفة، ولكن لان مرحلة المراهقة يختار المراهق فيها اسلوبا غير صحيح لحياته، ومن بعض اسباب اللجوء للمخدرات هي اولا البيئة المحيطة، ومنها التجربة وحب المغامرة، الاثارة، الملل وعدم وجود هدف واضح، العزلة الاجتماعية، والتعرف على المخدرات من خلال الاعلام... ثانيا ديناميكية العائلة وهي غياب الرقابة والتواصل في العائلة والمشاكل التربوية، والضغوط العائلية مثل التفكك والعنف الاسري... ومن المؤشرات التعاطي عند الابناء هي تغير الاصدقاء والانسحاب الاجتماعي والعدوانية، والتمرد وتذبذب العلاقة مع الاهل والاصدقاء وعدم الاهتمام بالمظهر الخارجي، وزيادة في طلب المال واحمرار العين وسيلان الانف والاتصالات التلفونية الهامسة، والتأخير غير المعهود خارج المنزل... وهناك مخاطر تواجه الاسرة، ولا يمكن الاسهاب في تناولها ومن ابرزها تناقض في اقوال الوالدين وسلوكياتهما اى هناك آباء وأمهات يناقضون انفسهم بأنفسهم، فنجدهم يأمرون الاولاد بأمور وهم يخالفونها «مثل التدخين»... انفصام بين المدرسة والاسرة اي الانفصام بين دور الاسرة في الرعاية والتوجية ودور المدرسة في التربية والتعليم له اثار سلبية عديدة ولذا ينبغي مد جسور التعاون بين الاسرة والمدرسة... وجود المربيات والخادمات الاجنبيات... فاصبح وجودهم ظاهرة بارزة في المجتمع العربي، ولا شك ان وجود هؤلاء له اثار خطيرة في التنشئة الاجتماعية للأسرة لاسيما الخادمات غير المسلمات وذوات السلوك المنحرف، وسائل الاعلام... هناك دراسات تؤكد ان الطفل العربي يتعرض لمؤثرات خطيرة خصوصا التلفاز وما ينقله.

... ورسالة اقدمها لكل ام واب ان الاولاد هم مصدر واساس السعادة والسرور لقلوبكم، فهم التجارة الرابحة في الدنيا والاخرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»، اى ان الاب والام هما النموذجان الاوليان لأبنائهما، فهما يبذلان الغالي من اجل تربية ابنائهما وتنشئتهم وتعليمهم، والمسؤولية هنا كبيرة فالابناء امانة في عنقي والديهم بل التركيز يقع على تربية المنزل اولا، وتربية الام بالذات في السنوات الاولى، حيث يتلقون القيم والاخلاق الحسنة، فان عودوهم على الخير، والمعروف نشأوا عليه وان عودوهم على الشر والباطل شقوا وهلكوا وكان الوزر في رقابهم.

...

ولا بد من حماية ابنائنا من خطر تلك الآفة، وذلك من... اولا: النقاش الهادئ والمفتوح مع الابناء وتعويدهم في سن مبكرة واعطائهم الفرصة دائما للحديث عن اصدقائهم واحوالهم... ثانيا: ان يكون الوالدان مستمعين جيدين حتى يرجع اليهما في كل ما يتعرض له من مشاكل وهذا هو صمام الامان للأبناء. ثالثا اكتشاف التعاطي في وقت مبكر قبل ان تستعصي المشكلة، مراقبة الهاتف المنزلي والنظر في جيوبهم وادراجهم من حيث لا يشعرون ومراقبة ما يشاهدونه وما يقرأونه من كتب تفسد دينهم واخلاقهم والسؤال عن اصحابهم... ثالثا الحث على الصلاة في وقتها.

واخيرا اقول ناصحة للشباب بسطور قليلة... ان كلمة (لا) هي كلمة صغيرة في لفظها لكنها كبيرة في معناها ومغزاها... هي رمز اصرارك واخلاقك ومبادئك وتربيتك فلا تستهن بمقدرتها على انقاذ نفسك فانها سلاحك الذي تقاتل به الضغوط السلبية مهما كان شكلها ونوعها وحجمها.



Sshaheen9@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي