د.عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / «إن شانئك هو الأبتر»

تصغير
تكبير
قال سبحانه في سورة الكوثر «إنا أعطيناك الكوثر (1) فصل لربك وانحر (2) إن شانئك هو الأبتر (3)». في هذه السورة القصيرة يبين الله لنا منهجية التعامل مع خصومنا من الموتورين، الذين لا يستحقون منا الالتفات لهم، عوضاً عن ذكر أسمائهم، وتصديرها الصفحات الأولى في الصحف اليومية، وفي منتديات الإنترنت والمسجات.

هي منهجية الإهمال وعدم الذكر (إن شانئك هو الأبتر) وقد نزلت هذه الآية في العاص بن وائل، وقيل في عقبة بن أبي معيط، وقيل كعب بن الأشرف وجماعة من كفار قريش، وقيل أيضاً في أبي لهب عندما مات آخر أبناء النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال اليوم بُتر محمد، وقيل أيضاً نزلت في أبي جهل، وقد رُوي عن ابن عباس، أن تفسير (شانئك) عدوك، وهذا يعم جميع من اتصف بذلك ممن ذكر وغيرهم.

ما فعلناه مع ذلك الموتور الذي أساء إلى عرض نبي الأمة، الصديقة بنت الصديق، عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما، هو ما كان يريده بالضبط، وهو يشبه فعلة ذلك الأعرابي عندما بال في بئر زمزم حتى تذكره العرب، وقد كان، وها نحن ننشر فعلته عليه من الله ما يستحق، وننشر ما فعله وقاله صوتاً وصورة، ونحقق له أمنيته، ليكون على ألسنة البشر، حتى ولو كان على سبيل السب والتشهير به.

لقد طهر الله أمّنا عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما من فوق سابع سماء، وتعبدنا بتلاوة آيات تتلى إلى يوم الدين فيها تبرئة لها مما قاله فيها بعضهم في زمن النبي، صلى الله عليه وسلم، فهي طاهرة مبرأة أبد الدهر، ولن يضرها مسعور قال فيها شراً، وأراد بآل بيت النبي ضرّاً.

علينا كمسلمين أن نكون أكثر إيماناً بأن الله قادر على الانتقام من أولئك، ولن يتركهم ينجون بفعلتهم الدنيئة تلك، وميتة أبي لهب وأبي جهل والعاص بن وائل وعقبة بن أبي معيط مشهورة معروفة، لمن كان له في التاريخ دراية، ولكن العجب العجاب أن نساهم في نشر فسقهم وكفرهم وهم يسبون الأطهار الأبرار، من صحابة رسول الله وزوجاته أمهات المؤمنين، دون أن نعلم، ومن باب حسن النية بكل تأكيد.

أمثال هؤلاء مكانهم زبالة التاريخ، لا أن يتصدروا مجالسنا وأحاديثنا، مكانهم الإهمال والذكر السيئ، لا أن ننشر مواقعهم المقروءة، وتسجيلاتهم المسموعة والمرئية، ودعوة في جوف الليل من قلب مخلص كفيلة بأن ترينا فيه عجائب قدرة الله.

إن عرض رسول الله بريء من كل عيب دون شك، فقد حفظ الله بيت النبوة من كل شائبة، وهذي عقيدتنا فيهم إلى يوم الدين، وهي من تمام الإيمان، ولن يترك سبحانه لأي من أولئك الموتورين أن يؤذيه يوماً من الأيام دون أن ينتقم، (أليس الله بكاف عبده) فاطمئنوا.





د.عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي