عبدالعزيز صباح الفضلي / توبة علماني في رمضان

تصغير
تكبير
في كل ركعة من صلاتنا نردد قول الله تعالى «اهدنا الصراط المستقيم» هذا الصراط الذي من سلكه نال السعادة والنجاة في الدنيا والآخرة.

إلا أن هناك فئات من الناس انحرفوا عن هذا الصراط بسبب شبهات في عقولهم، أو مآرب في نفوسهم، ومنهم العلمانيون. فالعلمانية تهدف إلى فصل الدين عن الدولة، بل وفصله عن حياة المجتمع، بحيث يبقى المجتمع معزولاً عن توجيهات الدين وتشريعاته، جاء في موسوعة العلوم السياسية الكويتية: أن العلماني عكس الديني، وأنه كمصطلح يستخدم للإشارة إلى مدخل للحياة ينفصل تماماً عن الدين، وهي على المستوى الشخصي تعني استبعاد الحس والشعور الديني من نظرة الفرد إلى جميع الأمور التي تتعلق بحياته وعلاقاته وسلوكياته ومعاملاته، وأما على المستوى العام فهي المذهب الذي يؤمن بضرورة إبعاد المؤسسات والمضامين الدينية عن ممارسة أي تأثير في أي مجالات الحياة، بما في ذلك التعليم والتشريع والإدارة.

وللأسف إن العلمانيين العرب حاربوا الدين الإسلامي تشبهاً بالعلمانية الغربية التي حاربت الكنيسة، لأنها وقفت ضد العلم، ووظفت الدين في تحقيق مصالح شخصية للرهبان والقساوسة، ولا يخفى على كل ذي لب أن الاسلام بعكس ذلك فهو أول من شجع على العلم ورفع شأن العلماء.

ولست هنا بصدد مناقشة العلمانيين في أفكارهم، ولكني سأذكر بعض التائبين ممن تبنوا الفكر العلماني ثم من الله تعالى عليهم بالهداية.

محمود الجندي ممثل مصري تائب كان من المتأثرين بالفكر العلماني والماركسي، تعرض منزله لحريق أودى بحياة زوجته وابنته يقول: «هنا أدركت ضرورة الرجوع إلى الحق، ومما عزز هذا الموقف أن النار حين اندلعت في المكتبة أتت فقط على كتب الفكر العلماني والماركسي التي كنت أعشق قراءتها». ثم يقول: «فاستبدلتها بالكتب الإسلامية، والتي عرفت من خلالها كيف أن الاسلام بنى حضارة عظيمة استفادت منها البشرية جمعاء».

وهذه مشاعل العيسى وهي كاتبة سعودية مشهورة تذكر قصة توبتها وبراءتها من الفكر العلماني لتقول: «كنت أجسد العلمنة بمعناها الصحيح، وكانت أفكار الحداثيين وخططهم نهجي ودستوري، وكتبهم مرصوصة في مكتبتي، وقلمي تتلمذ على أشعار نزار قباني، ورمي الحجاب حلم يداعب خيالي». ثم تحدثت عن سبب التغير في حياتها وهو رؤيتها لرجل عليه مظاهر الالتزام وكيف أن النور يشع من وجهه وقد بدت الطمأنينة والسكينة على محياه بينما هي لا تجد تلك الطمأنينة والراحة برغم الترف الذي تعيشه ومساحة الحرية التي منحت لها وتكمل قائلة: «واتجهت إلى الإسلام وندمت على كل لحظة ضيعتها أقلب فيها ناظري في كتب كتبتها عقول مسحها الله وطمس بصيرتها». وتقول عرفت أعظم حب، أحببت الله تعالى ولبست الحجاب الإسلامي الصحيح بخشوع وطمأنينة واقتناع بعد تسليم أشعر معه برضا الله عني، وعرفت معه قول الله تعالى «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».

هذه كلمات بعض التائبين ولولا ضيق المساحة لذكرت أمثلة أكثر، لكن السؤال الذي أتمنى أن يجيب عنه كل علماني... لماذا يعلن هؤلاء توبتهم، أليس في العادة تكون التوبة والندم من ذنب أو خطيئة، فهل يا ترى لو كان هؤلاء على الطريق المستقيم هل كانوا في حاجة أن يعلنوا توبتهم؟

إنني أدعو الله تعالى ونحن في أواخر أيام رمضان المبارك أن يمن على كل علماني بتوبة صادقة ترجعه إلى سواء السبيل وتنير بصيرته إلى الطريق المستقيم.





عبدالعزيز صباح الفضلي

Alfadli-a@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي