شادية ... معشوقة الجماهير (29) / أكدوا أنها كانت فنانة جميلة وإنسانة رائعة

نجوم الفن: علامة فنية... ونجمة في إنكار الذات

تصغير
تكبير
|القاهرة - من أحمد نصير|

«الدلوعة»... «معبودة الجماهير»... «بنت مصر»..«قيثارة مصر»... «عروس السينما العربية»... «ربيع الغناء والفن العربي»... و«معشوقة الجماهير»... هكذا لقبت الفنانة المصرية المعتزلة شادية، هذه النجمة الاستثنائية في عالم الفن العربي. عنها قالت سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم «ان شادية صاحبة صوت جميل، سليم، متسق النسب والأبعاد، مشرق، لطيف الأداء يتميز بشحنة عالية من الأحاسيس، وبصوتها فيض سخي من الحنان، وشادية واحدة من أحب الأصوات الى نفسي».

أما العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ فقال: «ان شادية هي المفضلة لديّ غناءً وتمثيلا من بين كل الفنانات».

هذا عن شادية المطربة، أما شادية الممثلة فقال عنها أديب مصر العالمي الراحل نجيب محفوظ «ان شادية ممثلة عالية القدرة وقد استطاعت ان تعطي سطوري في رواياتي لحما ودما وشكلا مميزا لا أجد ما يفوقه في نقل الصورة من البنيان الأدبي الى الشكل السينمائي، وكانت «حميدة» في «زقاق المدق» صورة لتلك القدرة الفائقة التي لا أتصور غيرها قادرا على الاتيان بها، وهي كذلك أيضا في غير أعمالي فقد رأيتها في بداياتها في دور الأم المطحونة المضحية في فيلم «المرأة المجهولة» وتصورت ان بمقدورها ان تحصل على جائزة «الأوسكار» العالمية في التمثيل لو تقدمت اليها».

انها شادية التي استطاعت عبر مئات الأغاني و116 فيلما سينمائيا ان تقول للجميع انهم أمام حالة فنية غير مسبوقة.. انها الفنانة التي فرضت نفسها وسط عمالقة الغناء واجتذبت قاعدة كبيرة من الشباب... وبقدر ما كانت بسيطة، كانت عميقة، بقدر ما راهنت على الفن.. راهنت على الجمهور، ونجح رهانها في المرتين. والدليل انها بقيت نجمة الشباك الأولى في السينما العربية لأكثر من ربع قرن. أسرار ومواقف وحكايات مثيرة كثيرة في حياة معشوقة الجماهير... سنتعرف عليها عبر «الراي»... نقترب من تفاصيل حياة هذه النجمة سواء في الفن أو بعد اعتزالها وارتدائها الحجاب ومواصلة مشوار عمرها في رحاب الله، ورفضها التام العودة للغناء أو حتى الظهور على الفضائيات مقابل ملايين الدولارات حتى ان البعض شبهها بـ «رابعة العدوية»... فابقوا معنا... حلقة بعد أخرى مع شادية.



لم تكن الفنانة الكبيرة شادية مجرد فنانة أو إنسانة عادية، فقد كانت متميزة فنيا وإنسانيا بشهادة كل من عرفوها أو تعاملوا معها... وفي السطور التالية شهادات عدد من الفنانات والفنانين عنها!

جمعتها «الراي» في السطور التالية: سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم قالت عنها: إن شادية من أحب الأصوات إلى قلبي...وفي صوتها نعومة وصفاء...إنني أستمتع دوما بصوتها، وقد استطاعت أن تطربني وتشدني بعد لقائها في شعبيات بليغ حمدي... وغاب القمر للموجي.



الصديقة المفضلة

أما المطرب الراحل عبدالحليم حافظ فقال: شادية هي الصديقة التي أحترم فنها... وهي المفضلة عندي غناء... وتمثيلا.

شادية بالنسبة لي هي الإنسانة الرقيقة التي أخذت بيدي وساعدتني وأرشدتني بطيبة وبحب وبتلقائية وبود كبير في بداية المشوار...شادية مثل قوي للصدق والحب... وإنكار الذات.

أما الفنانة الراحلة سعاد حسني فقالت عنها: شادية في الاستوديو رقيقة جدا... ومتعاونة جدا جدا وتحب لغيرها كما تحب لنفسها وأصيلة في سلوكها... تشعر معها أنك أمام فنانة كبيرة لديها أخلاق وقيم، لم تكن هناك مشاهد تجمعنا في الفيلم ولكن خارج المشاهد كانت بيننا رابطة قوية، وهي الفنانة الوحيدة التي وقفت أمامها كبطولة ثانية.



أطيب فنانة

فيما تحدث الفنان كمال الشناوي عن علاقته بشادية قائلا: مرحلتي مع شادية هي المرحلة الوردية في حياتي، مرحلة مليئة بالحب والزهور، ولا يمكن أن تموت والناس لن تنساها... إنها أطيب ما التقيت من الفنانات... فهي أقل الناس خوضا في مناقشات ومعارك أهل الفن... وهي أيضا أقلهم رغبة في الكلام، وإذا تكلمت خرج منها الكلام معسولا رائعا... كأغانيها الرائعة التي لم يقدم أحد مثلها في اللون والمذاق وفي التأثير.

وأوضح فتى الشاشة الأول في سنوات الأربعينات والخمسينات والستينات، وصاحب الرصيد الأكبر في البطولات السينمائية أمام نجمة الغناء والتمثيل «شادية»... أنها كانت أقرب الممثلات إلى قلبه، مشيرا إلى أنهما شكلا معا ثنائيا جميلا، وقدما أعمالا كثيرة وأفلاما ناجحة لاتزال محفورة في ذاكرته وذاكرة السينما.

وبدوره قال الفنان الكبير محمود ياسين، الذي عمل مع شادية في فيلم «نحن لا نزرع الشوك»، ومن قبله فيلم «شيء من الخوف»: إنسانة جميلة أثرت في حياتي بشكل لم أكن أتصوره، فهذه السيدة العظيمة دائما أحكي عنها، إنها إنسانة رائعة بمعنى الكلمة وأخت وصديقة، ومن خلال تعاملي معها أؤكد أنها لم تكن تبخل أبدا على أحد بالنصيحة، ولاتزال صديقة وأختا لنا، لذلك أظل طوال عمري أذكر وقفتها بجانبي ولا أستطيع أن أنكر أن لها فضلا كبيرا في تكوين شخصيتي السينمائية.



دعم ومساندة

وأضاف: لابد أن أعترف أنها أكسبتني خبرة كبيرة وقدمت لي كل الدعم والمساندة والمساعدة، فهي أول من وقف إلى جانبي في أول فرصة لي في السينما وأول بطولة سينمائية أحصل عليها في فيلم «نحن لا نزرع الشوك»، كما أنني شرفت بمعرفتها خلال فيلم «شيء من الخوف» الذي قامت ببطولته مع العملاق الراحل محمود مرسي، وقدمت في هذا الفيلم دورا صغيرا لا يتعدى المشهدين، ومن هنا بدأت علاقتي بالفنانة العظيمة، وتصادف أن المخرج حسين كمال كان يجهز لتصوير فيلم «نحن لا نزرع الشوك» لحساب المنتج رمسيس نجيب ولم يكن اسم البطل قد تحدد بعد، ورشحتني شادية للمخرج حسين كمال لأداء دور البطولة أمامها في الفيلم، وبالفعل وقّعت عقد الفيلم، في الوقت ذاته كان المخرج يوسف شاهين قد شاهد عرضا مسرحيا أقدم فيه دورا رئيسيا وقرر أن يستعين بي في بطولة أحد أفلامه الذي كان يقوم بالإعداد لتصويره، وطلب مقابلتي «وكنت طاير من الفرحة»، ولكن كانت المفاجأة أنه طلب مني التفرغ الكامل لفيلمه، وبالفعل فكرت في الاعتذار عن فيلم «نحن لا نزرع الشوك»... وهنا تدخلت الفنانة الرقيقة شادية وتحدثت لي بكلمات لن أستطيع نسيانها حيث قالت: فيلم كهذا ليس من السهل أن تتركه، ويوسف شاهين لن يصور فيلمه حاليا، ونحن سنصور وسنعرض «نحن لا نزرع الشوك»، وهو لن يكون صور شيئا، وأتوقع أن هذا العمل سيكون نقلة مهمة في حياتك الفنية... بهذه الكلمات البسيطة أقنعتني شادية بتقديم الفيلم وعدم الاعتذار عنه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي