فوزية سالم الصباح / «طاش ما طاش»... والمطاوعة

تصغير
تكبير
لم أتوقع أن يكون الفنان السعودي ناصر القصبي بهذه الشجاعة والجرأة ليدافع عن انجازاته الفنية، أو بالأصح انجازات الفن السعودي الراقي، ليرد على مطالبات بعض الذين يلبسون عباءات الدين بإحالة القائمين على مسلسل «طاش 17» إلى المحاكم الشرعية.

فقد نشرت الصحف المحلية رده قائلاً: «ما عاد يعني لنا أن يخرج واحد في المسجد وآخر في التلفاز ليشتم المحطة ويشتمنا ويصفنا بألفاظ لا تليق على الهواء مباشرة، ويطالبون بأن نحال إلى الشرع بحجة أن لدينا أجندة غربية... إلى آخر هذه التهم الرخيصة التي تقذف من كل من يريد أن يكون صاحب الصوت الأوحد».

وأضاف القصبي: «نحن كنا نقول دائماً ان القضية هي أن الملتزم والمتدين، السلفي، المطوّع، المتشدد، سمهمْ ما تسمي، ليس معصوماً عن الخطأ وليس هو أصلاً شخصية مقدسة أيضاً، كي يأتي من يقول انه لا يُنتقد، إنه يُنتقد مثله مثل غيره...». وأكمل القصبي حديثه: «هؤلاء (كتمونا) منذ عشرين عاماً، وجثموا فوق أنفاسنا، لا مسرح ولا تلفزيون، (يا رجل) إلى قبل عشرة أعوام هم أنفسهم هؤلاء كانوا يقولون ان الصورة حرام، وها هم اليوم متسيدون (24 ساعة) في المحطات الدينية وغير الدينية». وأضاف وبكل جرأة وشجاعة: «هم يريدون أي شيء من أجل ضربنا على اعتبار أننا مسسناهم، وغايتهم هي أن نتركهم دون نقد كي يتركونا ولا يحتجوا علينا... وهذا لن يحدث طبعاً».

في الحقيقة وكما هو معروف للكافة أن مسلسل «طاش ما طاش» هو الأكثر مشاهدة في الوطن العربي واستطاع إيصال العديد من الرسائل الاجتماعية والتوعوية الهادفة إلى جميع أبناء المجتمعات العربية كافة، وليس فقط المجتمع السعودي، وهذا ما عجز عنه آلاف الدعاة في أعوام طويلة.

من المعروف أن إنتاج مسلسل كوميدي هادف يرسم البسمة على وجه المشاهد هو في غاية الصعوبة، أما إنتاج مسلسل تراجيدي يعتمد على إسالة دموع المشاهد فهو أمر في غاية السهولة، ولا يحتاج إلى أي عبقرية من المؤلف أو المنتج. لذلك فإن مسلسل «طاش ما طاش» أثبت للمشاهد العربي أن المجتمع الخليجي يمتاز بخفة الدم وليس كما يعتقد البعض انه مجتمع بدوي غليظ القلب وحاد الطباع... لقد نقلنا هذا المسلسل إلى مرحلة متقدمة من الفن السعودي الراقي، ونتمنى له الاستمرارية بعد أن أشرك مؤلف ومعد المسلسل الجمهور في ابداء أي فكرة للمسلسل.





فوزية سالم الصباح

محامية وكاتبة

Alsabah600@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي