عوانس الفن ... نجوم ونجمات خارج الخدمة (28) / رغم أنها تزوجت 3 مرات... ( 2 من 2)

زينات صدقي... طاقة كوميدية أتقنت دور العانس

u0632u064au0646u0627u062a u0635u062fu0642u064a
زينات صدقي
تصغير
تكبير
| القاهرة- من أغاريد مصطفى |

العانس في اللغة هي الفتاة التي طال مكثها في بيت أهلها من دون زواج، والرجل إذا أسن، أي تجاوز سن الزواج ولم يتزوج فهو عانس أيضا، لكن هذه الكلمة تستخدم أكثر مع النساء.**

... وعوانس الفن هم «فنانات وفنانين» فاتهم قطار الزواج... بسبب انشغالهم بالعمل الفني والنجاح والنجومية.. أو نظرتهم السلبية للزواج والحياة الأسرية.

ومن بين هؤلاء الفنانين من أبدع في تجسيد دور العانس على الشاشة فقط، لكن في الحياة كان له نصيب من الزواج مرة واثنتين وثلاثا أيضا، وأبرزهم الفنانة الراحلة زينات صدقي.

عبر 15 حلقة في «الراي» نتناول مسيرة عدد ممن يمكن أن نطلق عليهم لقب «عوانس الفن»، إما لأن قطار الزواج قد فاتهم أو يوشك أن يودع رصيف حياتهم، وإما لكبر سنهم، أو لارتباطات فاشلة وشائعات لاحقتهم في كل مكان حول الارتباط بشخص ما وعدم اكتمال المشروع، وعبر هذه الحلقات أيضا ستعرف أيضا لماذا فشل بعضهم في إيجاد شريك الحياة المناسب... فانتظرونا حلقة بعد أخرى.



... كانت زينات صدقي... جميلة الجميلات، قوامها ممشوق وعيناها خضراوان، ما دفع العرسان للتهافت على طلب يدها وتزوجت لأول مرة عندما كانت في الـ 15 من عمرها طبيبا من أقاربها، عاشت معه نحو 11 شهرا وانفصلا من دون أن تنجب منه. قبل أن تصل للسابعة عشرة من عمرها... حيث اضطرت لمواجهة الحياة بمفردها... فغنت في ملاهي الاسكندرية، حيث كانت في طفولتها تهوى الغناء وتردد ما تسمعه من أسطوانات مشاهير المطربين في عصرها، واختارت دخول عالم الغناء من خلال العمل «منولوجست»، ثم قررت الانتقال للقاهرة للبحث عن فرصة عمل أفضل.

اسمها الحقيقي كما تقدم «زينب »، ولكن الفنان الراحل نجيب الريحاني اقترح تغييره الى زينات واختارت هي اسم صدقي، فكانت لها صديقة اسمها خيرية صدقي، عاشت معها سنوات الهواية والعمل في الملاهي، وشاركتها التمثيل في المسرح، وكانت مرتبطة بها تماما. واستعارت اسم والدها تأكيدا لارتباطهما، وكانت خيرية وراء الزيجة الثانية لزينات صدقي، عندما كانت في زيارة لأحد أقاربها الذي يعمل في مسرح الريحاني، وهو الملحن ابراهيم فوزي أحد رواد تلحين الأوبريتات الغنائية، الا أن حياته الزوجية مع زينات كانت قصيرة.

أما زيجتها الثالثة فكانت من ضابط في الجيش، وانتهت أيضا بعد فترة قصيرة، عندما جاءت الى القاهرة لأول مرة في حياتها.

عملت زينات صدقي مضيفة في كازينو الفنانة اللبنانية بديعة مصابني، ورغم أنها كانت تريد مواصلة مشوارها كمطربة، فان بديعة اختارت لها الرقص الى جانب الفنانتين تحية كاريوكا وسامية جمال، ولم تجد أمامها سوى الموافقة... وعندما حانت أول فرصة عمل مناسبة... قررت الغاء الرقص من قاموس حياتها الفنية. ولم تؤكد أو تنف بداية عملها بالتمثيل... ربما لأنها لا تريد تكذيب الرواية التي تشير الى أن نجيب الريحاني أول من اكتشفها وقدمها فنيا، عندما شاهدها بالصدفة في كواليس مسرحه وسألها «تشتغلي ممثلة يا شاطرة»، الا أن الرواية تبدو غير دقيقة، ما يؤكد احتمال أن تكون الرواية الأخرى أقرب للحقيقة... حيث شاركت مع صديقتها خيرية في فرقة أمين عطا الله وسافرت معها لتقديم مسرحيات في الشام، وذات ليلة ارتجلت حوارا كوميديا فوق المسرح، حوّل المشهد المأسوي الى كوميديا صاخبة دفعت أمين عطا الله لفصلها من فرقته.

أما نجيب الريحاني... فكان أول من صنع لها شخصيتها الفنية التي فتحت أمامها الطريق الى قلوب الناس، شخصية الخادمة أو بنت البلد الشعبية التي فاتها قطار الزواج، ولعبت الصدفة دورا كبيرا في اكتشاف الريحاني لها، ذات ليلة اعتذرت الفنانة الراحلة ماري منيب عن أداء دورها في فرقة الريحاني لمرضها، ولم يجد أمامه لانقاذ الموقف سوى الاستعانة بالوجه الجديد زينات صدقي، لكنها فاجأت الجميع بأداء كوميدي مبهر، دفع الريحاني أن يطلب من بديع خيري كتابة دور خاص لزينات صدقي في المسرحية.

وفتحت السينما أبوابها لزينات صدقي بعدما ظهرت في فيلم «بسلامته عاوز يتجوز»، ولأن الريحاني ومعه بديع خيري ساهما في اكتشاف وتفجير طاقة الكوميديا والحيوية والتألق لزينات، ظلت مرتبطة بفرقة الريحاني. كانت تعمل في فترة اجازة الفرقة التي تستمر 4 أشهر سنويا مع يوسف وهبي، الا أن فرقة الريحاني كانت تحتل المرتبة الأولى في حياتها الفنية، الى أن توفي الريحاني في العام 1949. وتوقفت عن العمل في المسرح حتى العام 1954.

وعندما كوّن اسماعيل ياسين وأبوالسعود الابياري فرقة مسرحية، ظلت احدى نجماتها وقدمت معهما «6» مسرحيات، قبل اعتزال المسرح تماما العام 1960.

ظلت خلالها لهذه الفنانة المبدعة احدى نجمات المسرح الكوميدي، بداية من العام 1935 عندما قدمها الريحاني لأول مرة... ولا يوجد بيان دقيق يحدد عدد ما قدمته من عروض وأدوار، ولسوء الحظ لم يكن التسجيل التليفزيوني موجودا، ولا يوجد توثيق لهذا التراث الفني لزينات صدقي وغيرها من نجوم الحقبة الذهبية للمسرح المصري سوى بعض قصاصات الصحف والمجلات الصادرة في هذه الفترة.



اتهام باطل

كان أخطر وآخر ما قيل عن زينات صدقي - بحسب موقع مكتوب الأليكتروني - أنها اعتنقت اليهودية هروبا من الجوع والفقر... ولكن ابنة شقيقتها «نادرة» نفت أن تكون خالتها تحولت الى اليهودية، أو أي ديانة أخرى غير الاسلام. وفي تصريحات لها، أكدت أن خالتها اسمها زينب محمد سعد، وأن شهادة ميلادها الصادرة عن قسم المنشية بمحافظة الاسكندرية تؤكد أنها لأبوين مسلمين، وأنها ولدت في 4 مايو العام 1913.

وأضافت «نادرة»: ان خالتها كانت تطمع في أن تختتم حياتها بالحج لبيت الله الحرام، وأنها أعربت عن تلك الأمنية عندما التقت الرئيس المصري الراحل أنور السادات عند لقائها به في مناسبة تكريمها في العام 1976... غير أنها توفيت بعد أقل من أسبوع بعد اصابتها بمياه على الرئة.

وتابعت: رفضت خالتي أن تتصل بالسادات من أجل أن يعالجها على نفقة الدولة، رغم أنه منحها رقم هاتفه الشخصي، وطلب منها ألا تتردد في الاتصال به عند وقوع مشكلة... غير أنها «أي زينات» هددتها بالانتحار لو أنها اتصلت بالسادات من دون علمها كي تخبره بحاجتها للعلاج.

واستطردت: فضلت خالتي ألا تثقل عبء الرئيس أو خزانة الدولة المرهقة، وفضلت أن تموت في صمت، وأكدت أنها كانت تؤدي الصلاة وتحرص على الاستماع لاذاعة القرآن الكريم على الدوام ولأجل ذلك... فان الادعاء بأنها كانت يهودية... أصاب الأسرة بالألم وشوهها بين الجيران، بالاضافة للصدمة التي انتابت محبيها.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي