«الراي»... تابعت ليالي رمضان الثقافية في مصر... (4)

خالد أبوالليل: الأدب العربي أكثر إنصافا للمرأة عن غيره من أدبيات العالم

u062cu0627u0646u0628 u0645u0646 u0627u0644u0646u062fu0648u0629
جانب من الندوة
تصغير
تكبير
|القاهرة- من ياسين محمد|

رفض أستاذ الأدب الشعبي بجامعة القاهرة الدكتور خالد أبوالليل اتهام الأدب الشعبي العربي، بأنه معاد للمرأة، وأنه اهتم فقط بالنموذج الجمالي لها وتغاضى عن عقلها.

وقال خلال ندوة أقيمت لمناقشة كتاب «المرأة في التراث المصري» بمقهى نجيب محفوظ ضمن فعاليات ليالي المحروسة الثقافية بمحكى القلعة في مصر: الذين يرون أن الأدب الشعبي معاد للمرأة لم ينظروا إلى أن هذا الأدب قدم الجانب المجتمعي الإيجابي للمرأة، وأعتقد أن الأدب العربي كان أكثر إنصافا للمرأة عن غيره من أدبيات العالم، ففي أطلس التراث العالمي هناك أمثلة كثيرة عن أن المولود الذكر أفضل من ألف بنت، في حين أن بعض كتب التراث العربي ذكرت أن البنت أفضل من ألف ولد.

وأضاف: الأدب الشعبي العربي لم يكن الوحيد الذي نظر للمرأة بوصفها رمزا للجمال، وهناك مقولات كثيرة في موسوعة «النساء في أمثال الشعوب» تؤكد ذلك مثل «المرأة شعر طويل وعقل قصير»، وهنا تظهر أن هذه النظرة ليست مقصورة على الفكر العربي فقط.

وأشار أبوالليل إلى أن هناك نماذج مشرقة للمرأة العربية خلدها الأدب الشعبي مثل «شهرزاد» التي انتصرت على شهريار بعقلها وليس بجمالها، وكذلك «ذات الهمة» ودورها في قبيلتها، وقد خصص لها الأدب الشعبي سيرة كاملة، كما كانت المرأة إحدى الشخصيات الأساسية في سيرة بني هلال، فـ «الجازية» أخت السلطان حسن بن سرحان كانت مشهورة بحكمة عقلها، وكان قومها يلجأون لها عند أي أزمة يقعون فيها.

وعبر عن تخوفه من اختفاء الحكايات الشعبية، مشيرا إلى أن فن الحكي في الأساس هو فن نسائي، وقال: «من الممكن أن يضيع هذا المخزون التراثي لأن أكثر الحكّاءات من الأميات ولا يعرفن كيف يسجلن حكاياتهن، ولا يجدن من يرث عنهن مافي ذاكرتهن، فالمرأة لها دور أساسي في حفظ التراث الشعبي، فهي تحفظ أكثر من 90 في المئة منه، وتنقل مجموعة من القيم المجتمعية من خلال السرد الشعبي للنشء بعيدا عن النصح المباشر.

ومن جانبه، أبدى مدير جمعية المحافظة على التراث الدكتور ماجد الراهب استغرابه من الدول الغربية التي تدعي أنها تناهض التمييز ضد المرأة وتهاجم ملابس الشرقيات، وهم المتمسكون في الوقت نفسه بمسابقات الجمال ويحددون معايير تختصر المرأة في الشكل فقط، وقال: «يجب علينا أن نحذّر مما يأتي إلينا من الغرب ونعيد النظر بشكل جاد في قراءة تراثنا».

وأشار إلى أن الكتاب تضمن نماذج كثيرة من الشخصيات التراثية التي أثرت في العالم ككل وليس العرب فقط، مثل القديسة «دميانة» التي قال عنها السويسريون إنها علمتهم الكثير من أصول التمريض ما ساعدهم في إرساء دعائم منظمة الصليب الأحمر الدولية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي