ذلك هدى الله / «التعريف بالإسلام» وتأليف القلوب

تصغير
تكبير
المؤلفة قلوبهم أشخاص يُرَاد استمالتهم بالتحول الى الاسلام أو التثبيت عليه، أو بكف شرهم عن المسلمين، أو رجاء نفعهم في الدفاع عن الاسلام، أو نصرهم على أعداء الدين، أو نحو ذلك، وقد يكونون أغنياء وقد يكونون فقراء، ويُعطون من «زكاة» الزكاة لتأليف قلوبهم أو ليعلم أقاربهم ان من يدخل في الاسلام له معونة وليس أمره سائباً ولن يكون مُحاربَاً في مجتمعه، فهم أحد «مصارف الزكاة (الصفحة غير موجودة)» مصارف الزكاة الثمانية.
وفي عصر «عمر بن الخطاب» عمر بن الخطاب رضي الله عنه أوقف هذا السهم ولم يعد يعطي المؤلفة قلوبهم من الزكاة لان المسلمين أصبحوا في عزَّة والكافرين في ذِلَّة، وكانوا كما قال عمر رضي الله عنه يكفيهم شرفاً ان أسلموا ويكفيهم مكانةً وشرفاً ان انتسبوا الى هذا الدِّين العزيز.
أما اليوم فقد عاد سهم المؤلفة قلوبهم من جديد، ولن ندخل في تفصيلات أقوال الفقهاء في انقطاع حكمهم أو استمراره وبقائه الى يوم القيامة... ودليل جواز الدفع اليهم قول الله تعالى (انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم)، وقد ثبت ان رسول الله أعطى المؤلفة من المشركين والمسلمين، وأعطى خليفة رسول الله أبو بكر عدي بن حاتم وقد قدم عليه بثلاثمئة جمل من ابل الصدقة؛ ثلاثين بعيراً.
تعالوا معنا لنتعرف على المؤلفة قلوبهم فهم قسمان: كفار ومسلمون، أما قسم الكفار ينقسم بدوره الى صنفين أحدهما من يرجى اسلامه، فيعطى الزكاة لتقوى نيته في الاسلام، ويثبت قلبه على دين الله وتميل نفسه اليه فيسلم، فعَنْ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ الله صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِئَةً مِنْ الابل، وأما الصنف الثاني فهو مَن يُخشَى شره، ويرجى بعطيته كفُّ شره وكف غيره معه، فعن ابن عباس ان قوماً كانوا يأتون النبي.
وأما المسلمون من المؤلفة قلوبهم فهم أربعة أضرب: الضرب الأول قوم من سادات المسلمين لهم نظراء من الكفار ومن المسلمين الذين لهم نية حسنة في الاسلام، فاذا أعطوا رجي اسلام نظرائهم وحسن نياتهم، فيجوز اعطاؤهم. والضرب الثاني: سادات مطاعون في قومهم يرجى بعطيتهم الزكاة قوة ايمانهم ومناصحتهم في الجهاد، فانه يعطون، فعن رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ قَالَ: أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ، وَصَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ، وَعُيَيْنَةَ بْنَ حِصْنٍ وَالْأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ كُلَّ اِنْسَانٍ مِنْهُمْ مِئَةً مِنْ الْاِبِلِ.
ويقول العلماء ان تقدير الحاجة في المؤلفة قلوبهم مرجعه الى أُولِي الأمر من المسلمين؛ دول أو حكومات، أو مجموعات اقتصادية؛ من مصارف أو مؤسسات زكوية ودفع الزكاة للمؤلفة قلوبهم - كما يقول العديد من العلماء والفقهاء - جائز لمصلحة دينية فقط، بعيداً عن المصالح الشخصية والأهواء والرغبات الخاصة.
وقالت بعض الفتاوى المعاصرة ان صرف سهم المؤلفة قلوبهم يكون في الدفاع عن مصالح الأمة الاسلامية، وفي مواجهة حملات التنصير والتهويد التي يقوم بها أعداء الاسلام، أو في شراء بعض الأقلام والألسنة للدفاع عن قضايا المسلمين ضد المفترين عليهم وأوضحت هذه الفتاوى انه لا مانع من اعطاء مساعدات لبعض الحكومات غير المسلمة؛ لتقف في صف المسلمين، تحميهم وتصون حقوقهم ودعت الى ان يعطى الداخلون في دين الله أفواجاً كل عام مما لا يجدون معونة حكوماتهم أو مساندة بلدانهم لهم، فتكون الزكاة معونة لهم على دنياهم، وتشجيعاً لهم على دينهم؛ دين الحق وهو الاسلام، ويجب ألا يُنْسَى حق الأقليات الاسلامية في البلاد غير الاسلامية. وقالت الفتاوى أيضا انه يجوز ان تقدم الزكاة كمعونة لبعض الهيئات وجمعيات العمل الخيري والتطوعي والتي تعمل في مجال نشر الدعوة الى الاسلام حيث تصرف الزكاة لاستمالة قلوب غير المسلمين الى الاسلام ولأناس يرجى تثبيت قلوبهم على الاسلام.
* لجنة التعريف بالإسلام
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي