مشعل الفراج الظفيري / إضاءة للمستقبل / يا أيها المزمل

تصغير
تكبير
كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبتعد عن أهل مكه لأنهم يعبدون الأصنام فيذهب إلى غار حراء في جبل قريب يطل على الكعبة، وكان يأخذ معه طعامه وشرابه ويبقى في الغار أياماً معدودة يتفكر فيها من خلق هذا الكون، وفي ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان، كما تشير أرجح الأقوال، نزل الوحي على سيدنا محمد عن طريق سيدنا جبريل الذي أمره بقراءة قوله تعالى «اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق اقرأ وربك الأكرم». فخرج الرسول عليه الصلاة والسلام مذعوراً من هول المنظر الذي رآه فكان فؤاده يرتجف خوفاً حتى أتى زوجته خديجة عليها رضوان الله فقال لها «زمليني زمليني»، أي غطيني. فسبحان من أنزل القرآن في لية القدر، وسبحان الله الذي جعلها خيرا من ألف شهر، فطوبى لمن صام رمضان إيماناً واحتساباً. فكما دخل علينا سريعا هذا الشهر الكريم ها هو اليوم لم يبق منه الكثير، فكان بحق سريعاً على المصلين والمستغفرين بالأسحار، وقارئي القرآن، والقائمين والركع السجود. ولكنه بطيء ودمه ثقيل على المقصرين الذين يتألمون لسجن الشياطين، ويتمنون اليوم الذي يُبشرون فيه بانتهاء رمضان ولا حول ولا قوة الإ بالله... اللهم اغفر لنا تقصيرنا وارحمنا يوم العرض عليك.

أيها الأخوة لا تيأسوا من رحمة الله فما زال هناك وقت فقد تدركون ليلة القدر وعلمها عند الله، فانفضوا عنكم الكسل والعجز أعاذنا الله وأياكم منهما، وليكن لنا في رسول الله أسوة حسنة فربنا جل جلاله أمره بقيام الليل عندما اجتمعت قريش في دار الندوة تدبر كيدها للنبي وللدعوة التي جاء بها فبلغ ذلك الرسول الكريم فاغتم لها والتف بثيابه ونام مهموماً فأتاه الوحي «يا أيها المزمل. قم الليل الإ قليلاً نصفه أو انقص منه قليلاً أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلاً». فقيام الليل فيه راحة نفسية كبيرة للإنسان وسكينة، وفي التهجد نجد أن هناك توافقاً كبيراً بين القلب واللسان، ويقول الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وقربة إلى الله تعالى ومنهاة عن الاثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء من الجسد». لا تقولوا اننا أهملنا رمضان من البداية، وإن شاء الله في رمضان المقبل نعد العدة، فإنه والله عذر لا ينفع فمن يعلم بيومه لأنك قد تموت قبل رمضان المقبل فبماذا تلقى الله؟

إضاءة: سمعاً وطاعة يا ولي أمرنا يا صاحب السمو أمير البلاد فكلنا فداءً للوطن وجنوداً له أمام أي فتنة طائفية وسنعمل بإذن الله على وحدتنا الوطنية، وسنتبرع بما تجود به أنفسنا لإخواننا في باكستان، ونحن على العهد باقون، ونختم بحديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام «أيها الناس: أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخوا الجنة بسلام».





مشعل الفراج الظفيري

كاتب كويتي

m-alfraaj19@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي