العلم هو مصباح الخير ومشعل الهدى ونافذة الامة نحو مشاهد متعددة تعمل على تنمية العقل، وتهذب النفس، وفتح البصيرة إلى آفاق طيبة تجعل الانسان في درجة مرموقة، ومرتبة حسنة. وقد قيل «بالعلم تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديث».
نحن اليوم في صدد معلمة حملت مشعل التقوى وارتقت بأيدي المتعلمين إلى مستوى بديع، في وقت كان الناس يشغلهم فيه عن العلم ضنك المعيشة وصعوبة العيش، الا ان المطوعة سيدة امنية سيد علي الزلزلة اجتثت اشواك الضنك وصعوبة المعيشة بالصبر والحماسة للعلم فشجعت البنين والبنات على اغتراف العلم ونهل المعرفة.
فلم تكتف بتعليم تلاوة وتحفيظ القرآن الكريم فحسب، بل تعدت ذلك لتعلم مبادئ الحساب ودائما كانت والدتي يرحمها الله تحدثنا ونحن صغار فتقول علمتني سيدة امينة القرآن الكريم فنسيته الا بعض من الآيات المباركات لم ازل اتبارك بقرائتها، وتعدد افضالها فتقول ان «براحة الدبوس» شهدت مدرسة تشبه مدارسكم الآن كان يتعلم فيها المتعلم مبادئ الحياة وسبل تدبير شؤون المنزل، وهذه اضافة جديدة اضافتها المطوعة امينة إلى ما كان يقوم به المطوع قديما من مهام، هكذا كان حال الكويت في الاهتمام بالعلم على قلة الامكانيات ومحدودية المستلزمات.
فالذي يضع الخطة ويحدد الهدف ويحقق المرمى هو واحد، الا ان مخرجاته متعددة المواهب والتخصصات والميول، وكذلك مختلفة الانتاج.
هكذا كانت مدرسة سيدة امينة تعج بالفكر وتزدهر بالنور ويغدو فيها الضياء، حتى اصبحت ايدي اولياء امور المتعلمين، والمتعلمين انفسهم، ترفع بالابتهال لمعلمتهم ومرشدتهم بالتوفيق اثناء مسيرتها، وبالرحمة لها بعد ان وفدت على بارئها راضية ومرضية باذن الله وتركت جيلا يتمتع بالفكر المنير وينقله لاجيال لاحقة، والجميع يبتهلون لمربيات الوطن الفاضلات بالرحمة والمغفرة والرضوان.
بعد ذلك العطاء المتدفق الا تستحق هذه الفاضلة ان يدون اسمها على مدرسة من مدارس ديرتنا الحبيبة ليخلد ذكراها ويكون لؤلؤة كمثل اللآلئ المنتشرة في ربوع هذه الديرة الزاخرة بالعطاء.
رحمك الله يا ام عبدالمحسن عبدالله المتروك رحمة واسعة وجزاك عما بذرتي من نبتات مشرقات الجزاء الاوفي انه ولي ذلك والقادر عليه.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي