حديث / أطفالنا والقرقيعان

u0644u0648u062du0629 u0644u0644u0641u0646u0627u0646 u0627u0628u0631u0627u0647u064au0645 u062du0628u064au0628
لوحة للفنان ابراهيم حبيب
تصغير
تكبير
|ابتسام السيار|
قرقيعان وقرقيعان... بيت قصير ورمضان... عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام
يعتبر القرقيعان من العادات الشعبية الرمضانية واختلفت المعاني لكلمة القرقيعان، فبعضهم يقول انها مأخوذة من قرع الباب وذلك لان الاطفال يقومون بقرع ابواب البيوت في هذه المناسبة، وبعضهم يقول انها مأخوذة من قرة العين لما فيها من سرور وفرحة لقوله تعالى «ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين»، وايضا ترجع تسميته الى استخدام الاطفال في الماضي بعض الاواني للقرع عليها.
وتنتشر هذه العادة انتشارا واسعا في دول الخليج العربي وغيرها، من البلدان الاسلامية ففى الكويت والمملكة العربية السعودية، يطلق عليها «قرقيعان»، وفى البحرين «القرقاعون»، وفى سلطنة عمان «القرنقشو» وقطر «قرنقعوه»، «من حق الليلة»، في دوله الامارارت العربية وابطال القرقيعان فهم الاطفال الذين يجوبون الشوارع والازقة مبتهجين بهذه المناسبة الرمضانية، التي توارثها الاجيال للاحتفال في منتصف رمضان.
ومناسبة ليلة القرقيعان في الماضي لها شأن كبير، وكان ينتظرها الاطفال وحتى الشباب بفارغ الصبر اذا سيكون بمقدورهم الحصول على الكثير من الهدايا السارة مثل: المكسرات والحلويات التي لا يحلمون بها في هذه الايام فمع بداية شهر رمضان، يترقب الاطفال ليلة القرقيعان التي تبدأ من الليلة الثانية عشرة ولمدة ثلاث ليال ولهذا الغرض يصنعون اكياسا من القماش، لها خيوط تعلق في العنق لوضع ما يحصلون عليه فيها، ويلبسون الاولاد الطواقي المطرزة مع الدشاديش، وتلبس البنات الملابس الشعبية البسيطة المزكرشة ويغطين الراس بالبخنق.
ففي الليلة المرتقبة يتجمع اطفال الفريج بمجموعات متجانسة في السن، ولها رئيس يحمل بيده طبلة او علبة فارغة للضرب بها ويتنكرون ببعض السنين على وجوههم، ثم بعد ذلك يقومون بقرع ابواب البيوت بتصفيق وحماس ويرددون «سلم ولدهم يالله خله لامه يالله»، مرات عدة ثم يقوم اهل البيت بتوزيع القرقيعان، وهو في الواقع من الكسرات زهيد الثمن التي منها اليوز والحب والسبال الملح والنخي والملبس والبرميت، واذا صادف ان طرق الأطفال باب احد البيوت ولما يفتح يصيحون بصوت عال «ويص ويص كل بيتهم...»، ويستمر هذا المنوال الى ان يطوفوا كل الفريج اما بالنسبة للبنات فإن لهن اهازيج تختلف بعيدا عن الاولاد، كما لا يبتعدون كثيرا عن محيط بيوتهن ويرددن «قرقيعان وقرقيعان بيت قصير ورميضان عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام يالله اتخلي شيخة يالله تخلها لامها عسى البقعة ما تخمها ولا توازي على امها»،... ومع الطفرة النفطية التي مسحت المظاهر التراثية يحاول البعض استعادة هذه الذكرى في ابتكار جديد يختلف عن فلوكلورية الماضي، ففى ناحية المكسرات والحلويات فهم لا يتشوقون اليها لانهم على مدار السنة يتناولونها ويتم تقديمها في علب فاخرة وغريبة، اما بالنسبة للاطفال فمنهم من يرتدي اللباس التقليدي ومنهم يرتدي من تراث الشعوب، وتقوم المربيات الاجنبيات بمرافقتهم الى البيوت للقرقيعان إما مشيا على الاقدام بين الجيران وإما بواسطة السائق الذي يتنقل بهم بين الجيران حرصا منهم من مخاطر الطريق وكثرة حوادث الدهس من المتمردين، وهناك ما يضحكني ان بعض الاهالي يضعون اطفالهم في عربة يجرها حمار وعلى اصوات الموسيقى يتجولون في المنطقة برفقة المربيات الأجنبيات.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي