الحق أبلج لا تخفى معالمه * كالشمس تظهر في نورٍ وإيلاج
قبل يومين تم القبض على جوليان أسانج بتهمة الاغتصاب والاعتداء، ومباشرة بعد الاعتقال تم إسقاط تهمة الاغتصاب عنه والتحقيق في تهمة الاعتداء، فمن هو جوليان أسانج؟!
انه صحافي ومتخصص في الانترنت من استراليا والذي قام بتأسيس منظمة «ويكيليكس» عام 2006 التي اصبحت اليوم اشهر منظمة متخصصة في تسريب التقارير السرية لا سيما من الجيش الاميركي والجيوش الغربية مع الحفاظ على سرية المصادر.
وقد أثارت التسريبات الاخيرة لويكيليكس عن عمليات الجيش الاميركي في افغانستان ضجة غير مسبوقة وتسببت بربكة عظيمة للقيادة الاميركية حيث تم تسريب ما يزيد على 75 ألف وثيقة بحجم 200 ألف
صفحة عن اسرار عسكرية لم يتم كشفها سابقا عن تلك الحرب.
ومن تلك الوثائق كثير من حالات القتل العشوائي في افغانستان التي طالت المدنيين الابرياء وتم تسجيلها تحت اسماء وعناوين مكذوبة من قيادات الجيش للتغطية على تلك الجرائم، فعلى سبيل المثال فقد تحدث تقرير اميركي عن عملية قام بها الجيش ضد احد قادة القاعدة، لكن الوثائق اثبتت بأن سبعة أطفال أفغان قد تم قتلهم دون ذنب خلال تلك العملية الفاشلة، احد اهم اسباب الغضب الاميركي من نشر تلك الوثائق هو انها قد كشفت اسماء عشرات العملاء الذين يتعاونون مع الاميركيين في افغانستان.
وإذا عرفنا بأن اكثر من 20 ألف مدني وعسكري قد قتلوا في افغانستان خلال فترة الاحتلال الاميركي ندرك حجم الاسرار العسكرية التي تتم تغطيتها يوميا لإخفاء الجرائم التي تتم ضد المدنيين الابرياء.
ولم تقتصر منظمة ويكيليكس على افغانستان بل كشفت الكثير من الحقائق التي جرت في العراق وراح ضحيتها آلاف القتلى وفي كينيا وتايلند والصين وغيرها.
ويذكر موقع المنظمة ان لديهم ما يزيد على 1.2 مليون وثيقة مسرّبة من جهات رسمية وأنه يعد العدة لنشرها ويؤكد القائمون على الموقع بأن جميع التسريبات التي يحصلون عليها إنما هي من جنود أو مخابرات في الجيوش التي تحتل تلك البلدان، كما يؤكدون بأنهم باتوا جاهزين لنشر 15 ألف وثيقة جديدة قريبا جدا.
الطريف هو ان جريدة «نيويورك ديلي نيوز» قد وصفت موقع ويكيليكس بتاريخ مايو 2010 بأنه افضل موقع على الانترنت وقالت بأنه من المواقع التي قد تغير نظرة العالم كله لمفهوم الاخبار.
ولا يسعنا إلا ان نحمد الله تعالى ان هيأ من الاشخاص في العالم من يكون هدفهم هو كشف الحقائق والدفاع عن المظلومين فقد طال ليل الظلم وغطى العالم كله، ولا بد ان يظهر الفجر الصادق بإذن الله تعالى قريبا جدا.
د. وائل الحساوي
[email protected]