ساندنا الحكومة في تصديها للتأزيم الذي تولاه بعض نواب مجلس الأمة سابقاً بالرغم من اقتناعنا بكثير من أخطاء الحكومة، ولكن مصلحة البلد تتطلب منع الاصطياد في الماء العكر أو ابتزاز الحكومة من أجل تحقيق مصالح شخصية أو فئوية.
اليوم نرى بعض الفضائيات الكويتية تتفنن في تشويه صورة كثير من الشخصيات العامة وبالأخص نواب المجلس من المعارضة أو المتدينين، وتنتج التمثيليات للاستهزاء بهم والكذب عليهم والحط من كراماتهم أمام الناس بطريقة فجة لا يرضاها أحقر الناس، ناهيك عن شخصيات عامة لها وزنها في المجتمع.
لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نقول ان الحكومة لا دخل لها بما يجري في تلك الفضائيات من إسفاف، بل الواضح ان هنالك تأييدا مبطنا وتشجيعا من أطراف متنفذة، هل تذكرون تصريحات وزارة الإعلام في رمضان من العام الماضي عندما توعدت بحصر مخالفات الفضائيات وتحويلها إلى النيابة العامة؟ فأين ذهبت تلك الوعود وذلك الوعيد؟ وهل نلوم أولئك النواب إذا ما انتقموا لأنفسهم باستجواب وزير الإعلام أو رئيس الوزراء أو غيرهما؟!
لقد ذكرت سابقاً ان الإعلام الكويتي بالرغم من الطفرة الانفتاحية التي شهدها أخيراً إلا انه قد ترسخت لديه ممارسات منحرفة لدى بعض وسائل الإعلام، وأخلاقيات بعيدة كل البعد عن المنهج السليم، فقد شاهدنا قواميس من الشتائم يتم قذفها على من هب ودب دون تمحيص، وشاهدنا صحفا تأسست وليس لها رسالة إعلامية عدا نشر الكاريكاتيرات ضد أشخاص وتصويرهم بأقبح الصور، وشاهدنا شقاً للوحدة الوطنية ونفخاً في الطائفية والقبلية والعنصرية، وهكذا.
إذا كانت الأطراف التي تساهم في هذا التزوير الإعلامي تعتقد ان هذا هو السبيل الوحيد للانتصار على مخالفيها فإنها ترتكب خطأ جسيماً، فالفتن التي وقعت في جميع المجتمعات الإنسانية قد بدأت من ذلك الشرر ثم أحرقت الأخضر واليابس.
جراحات السنان لها التئام
ولا يلتئم ما جرح اللسان
كيفي... شيخة!!حدثني أحد الدكاترة الكويتيين أنه دخل مع أهله موقف مجمع الأوقاف، وشاهد بأم عينه امرأة تقود سيارتها تريد الدخول إلى الموقف من جهة الخروج، فرفض موظف الأمن فتح البوابة لها، فأخذت تصرخ فيه وتقول له: «أنا شيخة ويجب أن تفتح لي»، ثم ما كان منها إلا أن أوقفت سيارتها مقابل البوابة ونزلت مع حارسها الشخصي ودخلت المجمع.
يقول الدكتور: عندما خرجت من المجمع أردت الخروج من الموقف ولكن سيارة الشيخة كانت قد أغلقت البوابة وانتظر خلفي العديد من السيارات يريدون الخروج، ومرّ أكثر من ثلث ساعة قبل أن تخرج وتتجه لسيارتها، فلحقت بها وسألتها عن سبب ما فعلته، فقالت: «كيفي... أنا شيخة»، فرد عليها وقال:
«وهل هذه التصرفات هي تصرفات شيخة؟!» فقالت له: «وهل ردك هو تصرفات مواطن؟!» ثم انصرفت.
ضرب المدرس الفلسطيني الشيخ الطفل جابر الأحمد ضرباً مبرحاً فجاء حارسه الشخصي في اليوم التالي ليخبر المدرس بأن والد الشيخ جابر (أمير الكويت) يثني على ما فعلته بابنه ويقول لك: «إذا أخطأ في المرة المقبلة فزد عليه العقوبة».
هذه هي سيرة شيوخنا العطرة التي أكسبتهم محبة الشعب واحترامه.
د. وائل الحساوي
[email protected]