الجيش اللبناني بعد تعرُّض مراكزه للقنابل والرصاص وجرْح جندييْن: تشويش مباشر على سير التحقيقات التي تُعلَن بعيداً عن الضغوط

u0645u062au0632u0644u062cu0648u0646 u0641u064a u0645u0646u0637u0642u0629 u0641u0627u0631u064au0651u0627 u0623u0645u0633  (u0631u0648u064au062au0631u0632)
متزلجون في منطقة فاريّا أمس (رويترز)
تصغير
تكبير

|   بيروت - «الراي»   | بدا واضحاً امس، ان الاعتداءات «المتنقّلة» بالقنابل اليدويّة والصوتيّة والرصاص على مراكز الجيش اللبناني في الضاحية الجنوبية (الشياح وجوارها) ومناطق من بيروت، تشكّل «إطلاق نار» على التحقيقات الجارية في أحداث مار مخايل والتي أُنجز الشق المتعلق منها بلجنة التحقيق العسكرية العملانية.

ووضعت مصادر في فريق الأكثرية لـ «الراي» هذه الاعتداءات، وكان آخرها تعرّض موقع في غاليري سمعان ليل الجمعة، للاستهداف بالرصاص ما أدى الى اصابة جنديين بجروح نقل على اثرها أحدهما الى المستشفى، في إطار الضغوط الأمنية «المكمّلة» لـ «الحرب النفسية» التي تشنّها المعارضة لا سيما «حزب الله» على المؤسسة العسكرية، سواء عبر محاولة وضع «سقوف زمنية» لكشف «الحقيقة» او الدعوة الى محاسبة المسؤولين عما حصل و«معاقبة الجاني حتى بالإعدام» (كما قال مسؤول «حزب الله» محمود قماطي)، او حتى كشْف «الراي» ان الحزب قرر «الرد من الآن وصاعداً على اي نار بأشد منها، حتى ولو ادى الامر الى انفلات المواجهات واتساع رقعتها على عموم لبنان».



في المقابل، قالت اوساط المعارضة لـ «الراي» ان الاعتداءات على الجيش مرفوضة ومحاولة «تحميلنا إياها لا تقنع اي عاقل، فنحن طالبنا بتحقيق ومحاسبة المسؤولين، واستهداف مراكز الجيش ربما يكون في إطار محاولة صرف الأنظار عن الحقائق التي بدأت تتكشّف عن أحداث الأحد الدامي».

ولعلّ موقفي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وقائد الجيش العماد ميشال سليمان، شكلا أبلغ تعبير عن «الرابط المباشر» بين التحقيقات وبين استهداف مراكز الجيش.

فالسنيورة اعتبر «أن هذا الاعتداء حادث خطير ومرفوض ومدان ولا يمكن للدولة ولا للشعب اللبناني ان يقبلا به أو يسكتا عنه أو يتسامحا تجاهه». وقال رئيس الحكومة الذي أجرى امس اتصالا هاتفيا بالعماد سليمان واطلع منه على الاعتداء على مركز الجيش في غاليري سمعان وعلى المراحل التي بلغها التحقيق في أحداث «الأحد المشؤوم»: «ليكن واضحا، أن مسألة حماية موقع الجيش اللبناني ودوره وهيبته وأبطاله، ضباطا وجنودا، مسألة بالغة الأهمية، ولا يمكن التساهل فيها أو التلاعب بها». أضاف: «ان توقيت هذا الاعتداء بالتزامن مع التحقيق الجاري في الأحداث المؤسفة التي شهدتها منطقة غاليري سمعان، هو مشبوه وعمل مشبوه، لا يخدم إلا مصلحة أعداء لبنان وأعداء الاستقرار فيه. وهو يستهدف كل اللبنانيين، بمن فيهم أهالي تلك المنطقة الكرام وقواها السياسية التي أثبتت أنها حريصة على الاستقرار. فالجيش في لبنان هو درع الوطن، وما جرى يوم الأحد المشؤوم حادثة مرفوضة ومدانة، والجيش والسلطات المختصة العسكرية والقضائية تجري التحقيق وفق القوانين المرعية، والقانون هو الذي سيطبق والمقصرون سيحاسَبون اذا وجدوا، وبالتالي لا يخطر على بال احد أن يحاول الخلط بين الأمور».

اما قيادة الجيش، فأصدرت للمرة الاولى منذ بدء تعرض المراكز العسكرية لاعتداءات منذ ليل الثلاثاء، بياناً أكدت فيه هذه الاستهدافات، واعلنت: «تعرض بعض مراكز الجيش في الايام الاخيرة، وفي أماكن مختلفة من العاصمة وضواحيها، لاعتداءات متفرقة كان آخرها إطلاق النار على احدى نقاط المراقبة في محلة غاليري سمعان، ما أدى الى إصابة جنديين بجروح».

اضافت «ان استهداف الجيش هو استهداف للامن والاستقرار الذي يسعى اليه العدو الاسرائيلي بكل الوسائل، خصوصا بعد حرب يوليو 2006، كما ان ذلك يعتبر تشويشا مباشرا على سير التحقيقات التي تجريها الاجهزة العسكرية والقضائية المختصة، من اجل بلوغ الحقيقة الناصعة في أسرع وقت، وتحديد المسؤوليات الجزائية، التي يملك القضاء وحده حق إقرارها وإعلانها بعيدا عن ضغوط السياسة والشارع».

ودعت «المرجعيات الروحية والسياسية والمواطنين جميعا لان يكونوا شركاء في المسؤولية الوطنية الى جانب المؤسسات الامنية، متنبهين الى المخططات الهادفة للنيل من إرادة اللبنانيين بالعيش المشترك، والإيقاع بين الجيش وأهله». كما أهابت بوسائل الاعلام «عدم نسج استنتاجات تسبق التحقيقات، وتهدف للتأثير على الرأي العام»، مذكّرة «كل المعنيين بان يتجنبوا لغة التشهير، وان يقلعوا عن ذكر اسماء العسكريين او مهماتهم، او السعي لتحديد انتماءاتهم الدينية والمناطقية بهدف الضرب على الوتر الطائفي البغيض، فالجيش كان وسيبقى لجميع المواطنين من دون تمييز او تفرقة».

واستنكرت «أمل» (يتزعّمها رئيس البرلمان نبيه بري) «الاعتداء المشبوه على مركز للجيش في منطقة غاليري سمعان»، معتبرة انه «يأتي في اطار المسلسل الهادف الى زعزعة استقرار النظام العام وارباك السلم الاهلي، كما يستهدف ايضا تحوير الانظار عن التحقيق الجاري في احداث مار مخايل».

يذكر ان معلومات صحافية في بيروت كانت افادت في معرض توضيحها ملابسات الاعتداء على مركز الجيش في غاليري سمعان ان رشقاً من الرصاص انهمر من خلف حاوية نفايات قبالة المركز حيث صودف ان جندياً خارج الخدمة كان يتحدث وزميلاً له في المركز، فاصيب في كتفه بجروح متوسطة استدعت نقله الى المستشفى، بينما اصيب زميله بشظية متطايرة من الاسفلت لكن اصابته طفيفة وعولجت في المكان. وقد سارع الجيش الى تسيير دوريات لتعقب مطلقي النار وحصلت مطاردة لم يُفد انها أفضت الى توقيف الفاعلين.

اما «فرانس برس» فنقلت عن ناطق عسكري ان مجهولين فتحوا النار مساء الجمعة على جنديين فاصابوا احدهما بجروح في احد احياء بيروت الذي شهد قبل اسبوع تظاهرات ادت الى سقوط سبعة قتلى.

وقال الناطق، طالبا عدم كشف اسمه ان «المهاجمين كانوا مختبئين خلف مستوعب للنفايات وفتحوا النار على الجنديين اللذين كانا يستقلان سيارة اجرة. وتابع «اصيب احد الجنديين في ساقه فيما اصيب الثاني اصابة طفيفة جدا بشظية حجر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي