عباقرة تحت العشرين (4) / أتم حفظ القرآن الكريم في العاشرة... وأتقن علوم الطب في عامه الثامن عشر (2 من 2)
ابن سينا... اكتشف الجمرة الخبيثة وشخّص الأمراض الجنسية
تمثال لابن سينا
| القاهرة - من محمد عبدالفتاح |
خص الله بعض البشر بمواهب تميزهم عن غيرهم، وخواص فريدة تؤهلهم لأن يتفوقوا وأن يبدعوا في مجال ما، وعلى مر التاريخ، بدت قدرة الله تعالى واضحة، في براعم اصطفاهم بقدرات خارقة، ومواهب متفردة، نمت وترعرت وتوهجت، عندما وجدت تربة خصبة، وأجواء ملائمة ترحب بالإبداع وتعظم من شأنه، كما أن منها من لم تمنعه متاريس الجهل والتخلف وظروف الحياة الصعبة والقاسية، من البزوغ والظهور بقوة كشمس لا يحجب أشعتها حاجب.
وعلى مدى 15 حلقة، تغوص «الراي» في بحار العباقرة الصغار، الذين نضجت عقولهم مبكرا فأبدعوا في شتى مجالات الحياة سواء الفنية أو العلمية أو العسكرية وقدموا للبشرية خدمات جليلة واختراعات مميزة وهم دون العشرين عاما، لنعلم كيف تربوا، وكيف عاشوا، وكيف بزغت مواهبهم، وكيف تحدوا الصعاب وتغلبوا عليها، وكيف وكيف... ونتعرف عن قرب على ابتكاراتهم واختراعاتهم المميزة التي أفادت ولاتزال تفيد البشرية إلى يومنا هذا منذ أن كانت مجرد فكرة في أذهانهم إلى أن خرجت إلى النور ومراحل تطورها.
وهذه الحلقات ليس الغرض منها التسلية والترفيه في نهار شهر الصيام، ولكنها دروس بليغة، نتعلم منها كيف نكتشف الموهبة ونرعاها ونقدم لها العون والاهتمام، حتى نجني من ورائها المردود الطيب، كما نقدم هذه النماذج المشرفة لأبنائنا الصغار كي يستفيدوا منها ويتخذوا من هؤلاء العباقرة قدوة لهم، ونؤكد أن العباقرة الصغار أولى بالاهتمام والرعاية من سواهم أنصاف الموهوبين الذين يستحوذون على الاهتمام الأكبر والدعم المطلق رغم إسهاماتهم الهزيلة وغير المؤثرة في حياة البشر.
إننا في مجتمعاتنا العربية، نحتاج إلى مجتمع يهتم بمواهب أبنائه الصغار، بدلا من أن يجهد نفسه في تحطيمها بقصد أو من دون قصد؛ فلا يجني إلا فشلا وتدنيا وتأخرا وترهلا على كل المستويات... نحتاج منظومة بناء متكاملة متفاهمة، تعرف هدفها وترسم طريقها جيدا، وتنقب عن المواهب، وتسقيها بماء الحب والتقدير والاحترام والرعاية؛ لتعود إلينا بالخير والنماء، فالاهتمام بموهبة واحدة يعادل الاهتمام بعشر أو عشرين بل ألف من الشخصيات العادية التقليدي
تميزت إسهامات ابن سينا في جوانب كثيرة من المعرفة أودعها مؤلفاته العديدة التي وصلت ما يقارب 250 مؤلفا، بين كتاب ورسالة ومقالة، في شتى أنواع العلوم والمعارف منها الرياضيات والمنطق، والأخلاق، والطبيعيات، والطب، والفلسفة.
إلا أن أبرز إنجازاته تظهر في مجال الطب فألف فيه كتابه القانون، الذي وضع فيه ملاحظات دقيقة مثل ربطه بين السل وأمراض الرئة الأخرى، والإشارة إلى دور الماء والأتربة في نقل العدوى المرضية إضافة إلى الربط بين العوامل النفسية والعاطفية والمرض وأسباب الشذوذ. كما تناول علم وظائف الأعضاء وعلم الأمراض والطرق المختلفة لعلاجها والوقاية منها، وكذلك الأدوية وما لها من آثار علاجية نافعة وأخرى جانبية ضارة.
وقد درس الأوربيون كتاب ابن سينا، وطوروا الطب من خلاله، ولشدة اهتمامهم بهذا الكتاب طبعوا منه 16 طبعة في القرن الخامس عشر، ثم طبعوا منه 20 طبعة في القرن السادس عشر، ثم 39 طبعة في النصف الأول من القرن السابع عشر، في الوقت الذي لم يطبعوا فيه من كتب الطبيب اليوناني الأشهر «غالينوس» غير طبعة واحدة. وفي هذا الكتاب الجامع لعلوم الطب قديمها وحديثها وضع ابن سينا العديد من تفاصيل اكتشافاته الطبية التي سبقت عصره، فقد اكتشف الديدان المعوية والديدان المستديرة وهي ما نسميه الآن الإنكلستوما، وكان أول من نبه إلى أثر حالة المريض النفسية على جهازه الهضمي، وقرحة المعدة، والدورة الدموية وسرعة النبض، كما استطاع ابن سينا أن يصنف بدقة الأعضاء المختلفة لجسم الإنسان، كذلك سمى كل عضلة وعرق وعصب باسمه المشهور به، وابتكر عملية التخدير التي يجب أن تتم قبل إجراء أي عملية جراحية. كما أنه جمع في كتاب القانون أكثر من 760 عقارا مع أسماء النباتات التي يستحضر منها العقار.
وبحث ابن سينا في أمراض شتى أهمها السكتة الدماغية، والتهاب السحايا، والشلل العضوي، والشلل الناجم عن إصابة مركز في الدماغ، وعدوى السل الرئوي، وانتقال الأمراض التناسلية، والشذوذ في تصرفات الإنسان والجهاز الهضمي. وميز مغص الكلى من مغص المثانة وكيفية استخراج الحصاة منهما كما ميز التهاب البلورة «غشاء الرئة» والتهاب السحايا الحاد من التهاب السحايا الثانوي. وبالإضافة لكتاب القانون في الطب وضع ابن سينا كتبا طبية أخرى منها: «الأدوية القلبية، ودفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية، والقولنج، ورسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب، ورسالة في تشريح الأعضاء، ورسالة في الفصد، ورسالة في الأغذية والأدوية».
وفي الرياضيات وضع عدة كتب منها: «رسالة الزاوية، ومختصر إقليدس، ومختصر الارتماطيقي، ومختصر علم الهيئة، ومختصر المجسطي، ورسالة في بيان علّة قيام الأرض في وسط السماء».
وفي الطبيعيات وتوابعها وضع كتب: رسالة في إبطال أحكام النجوم، ورسالة في الأجرام العلوية وأسباب البرق والرعد، ورسالة في الفضاء، ورسالة في النبات والحيوان. وفي الموسيقى كتب ابن سينا مقالات عن جمامع الموسيقى.
ولم يقتصر اهتمام ابن سينا على الطب، لكنه اهتم بعلم المنطق الذي ينظم تفكير الإنسان، وكتب أيضا في علم الكيمياء، كما كانت له دراسات في علم الفلك؛ فقد قرر حركة دوران الأرض وانجذابها إلى مركز العالم، كما تحدث عن سرعة الضوء والصوت، و كان ابن سينا من الرافضين لفكرة تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب . كما درس الظواهر الطبيعية كقوس قزح وتشكل الصورة بورود الضوء إلى العين. وناقش فكرة الما لا نهاية، وقال إن سرعة الضوء لا نهائية، ودرس علاقة الزمن بالحركة، وأجرى تجاربه وقياساته لحساب الكثافة النوعية للعديد من المواد، وابتكر ميزانا للحرارة يقوم على تمدد الغاز.
ولم يقف اهتمام ابن سينا على هذا الكم من العلوم، فقد اهتم أيضا بدراسة النفس الإنسانية، وكانت أقواله في علم النفس ذات شأن كبير في العالم الإسلامي وفي دول أوروبا، وقد استفاد من كتبه النفسيَّة كل من اطلع عليها في الشرق والغرب، وشهد أهل زمانه من العلماء والمفكرين بعلمه وفضله؛ حتى لقبوه بالشيخ الرئيس، ولقبه علماء الغرب بـ «أمير الطب».
ولأنه حقق شهرة واسعة في جميع أرجاء الأرض بفضل عبقريته المميزة التي تدفقت علما غزيرا كان له بالغ الأثر في العالم كله، فقد تحدث الكثير من العلماء عنه وأشادوا بإنجازاته المذهلة، حيث قال عنه البروفيسور جورج سارطون»: ابن سينا أعظم علماء الإسلام ومن أشهر المشاهير العالميين»، وقال أيضا: «إن فكر ابن سينا يمثل المثل الأعلى للفلسفة في القرون الوسطى» . أما السير ويليم أوسلر فقال عن كتاب «القانون لابن سينا» : «إنه كان الإنجيل الطبي لأطول فترة من الزمن»
وفاته
لم يكن الشيخ الرئيس ابن سينا في يوم من الأيام فاتر الهمة في علمه أو عمله، وإنما الأيام لا بد أن تنصرم، فقد أصاب جسده المرض في آخر أيامه حتى قيل إنه كان يمرض أسبوعا ويشفى أسبوعا، وأكثر من تناول الأدوية، ولكن مرضه اشتد، وعلم أنه لا فائدة من العلاج، فأهمل نفسه وقال: «إن المدبر عجز عن تدبير بدني، فلا تنفعني المعالجة»، واغتسل وتاب، وتصدق بما لديه من مال للفقراء، وأعتق غلمانه طلبا للمغفرة، وما لبث أن توفي وكان ذلك في العام 1036 في مدينة همدان.
خص الله بعض البشر بمواهب تميزهم عن غيرهم، وخواص فريدة تؤهلهم لأن يتفوقوا وأن يبدعوا في مجال ما، وعلى مر التاريخ، بدت قدرة الله تعالى واضحة، في براعم اصطفاهم بقدرات خارقة، ومواهب متفردة، نمت وترعرت وتوهجت، عندما وجدت تربة خصبة، وأجواء ملائمة ترحب بالإبداع وتعظم من شأنه، كما أن منها من لم تمنعه متاريس الجهل والتخلف وظروف الحياة الصعبة والقاسية، من البزوغ والظهور بقوة كشمس لا يحجب أشعتها حاجب.
وعلى مدى 15 حلقة، تغوص «الراي» في بحار العباقرة الصغار، الذين نضجت عقولهم مبكرا فأبدعوا في شتى مجالات الحياة سواء الفنية أو العلمية أو العسكرية وقدموا للبشرية خدمات جليلة واختراعات مميزة وهم دون العشرين عاما، لنعلم كيف تربوا، وكيف عاشوا، وكيف بزغت مواهبهم، وكيف تحدوا الصعاب وتغلبوا عليها، وكيف وكيف... ونتعرف عن قرب على ابتكاراتهم واختراعاتهم المميزة التي أفادت ولاتزال تفيد البشرية إلى يومنا هذا منذ أن كانت مجرد فكرة في أذهانهم إلى أن خرجت إلى النور ومراحل تطورها.
وهذه الحلقات ليس الغرض منها التسلية والترفيه في نهار شهر الصيام، ولكنها دروس بليغة، نتعلم منها كيف نكتشف الموهبة ونرعاها ونقدم لها العون والاهتمام، حتى نجني من ورائها المردود الطيب، كما نقدم هذه النماذج المشرفة لأبنائنا الصغار كي يستفيدوا منها ويتخذوا من هؤلاء العباقرة قدوة لهم، ونؤكد أن العباقرة الصغار أولى بالاهتمام والرعاية من سواهم أنصاف الموهوبين الذين يستحوذون على الاهتمام الأكبر والدعم المطلق رغم إسهاماتهم الهزيلة وغير المؤثرة في حياة البشر.
إننا في مجتمعاتنا العربية، نحتاج إلى مجتمع يهتم بمواهب أبنائه الصغار، بدلا من أن يجهد نفسه في تحطيمها بقصد أو من دون قصد؛ فلا يجني إلا فشلا وتدنيا وتأخرا وترهلا على كل المستويات... نحتاج منظومة بناء متكاملة متفاهمة، تعرف هدفها وترسم طريقها جيدا، وتنقب عن المواهب، وتسقيها بماء الحب والتقدير والاحترام والرعاية؛ لتعود إلينا بالخير والنماء، فالاهتمام بموهبة واحدة يعادل الاهتمام بعشر أو عشرين بل ألف من الشخصيات العادية التقليدي
تميزت إسهامات ابن سينا في جوانب كثيرة من المعرفة أودعها مؤلفاته العديدة التي وصلت ما يقارب 250 مؤلفا، بين كتاب ورسالة ومقالة، في شتى أنواع العلوم والمعارف منها الرياضيات والمنطق، والأخلاق، والطبيعيات، والطب، والفلسفة.
إلا أن أبرز إنجازاته تظهر في مجال الطب فألف فيه كتابه القانون، الذي وضع فيه ملاحظات دقيقة مثل ربطه بين السل وأمراض الرئة الأخرى، والإشارة إلى دور الماء والأتربة في نقل العدوى المرضية إضافة إلى الربط بين العوامل النفسية والعاطفية والمرض وأسباب الشذوذ. كما تناول علم وظائف الأعضاء وعلم الأمراض والطرق المختلفة لعلاجها والوقاية منها، وكذلك الأدوية وما لها من آثار علاجية نافعة وأخرى جانبية ضارة.
وقد درس الأوربيون كتاب ابن سينا، وطوروا الطب من خلاله، ولشدة اهتمامهم بهذا الكتاب طبعوا منه 16 طبعة في القرن الخامس عشر، ثم طبعوا منه 20 طبعة في القرن السادس عشر، ثم 39 طبعة في النصف الأول من القرن السابع عشر، في الوقت الذي لم يطبعوا فيه من كتب الطبيب اليوناني الأشهر «غالينوس» غير طبعة واحدة. وفي هذا الكتاب الجامع لعلوم الطب قديمها وحديثها وضع ابن سينا العديد من تفاصيل اكتشافاته الطبية التي سبقت عصره، فقد اكتشف الديدان المعوية والديدان المستديرة وهي ما نسميه الآن الإنكلستوما، وكان أول من نبه إلى أثر حالة المريض النفسية على جهازه الهضمي، وقرحة المعدة، والدورة الدموية وسرعة النبض، كما استطاع ابن سينا أن يصنف بدقة الأعضاء المختلفة لجسم الإنسان، كذلك سمى كل عضلة وعرق وعصب باسمه المشهور به، وابتكر عملية التخدير التي يجب أن تتم قبل إجراء أي عملية جراحية. كما أنه جمع في كتاب القانون أكثر من 760 عقارا مع أسماء النباتات التي يستحضر منها العقار.
وبحث ابن سينا في أمراض شتى أهمها السكتة الدماغية، والتهاب السحايا، والشلل العضوي، والشلل الناجم عن إصابة مركز في الدماغ، وعدوى السل الرئوي، وانتقال الأمراض التناسلية، والشذوذ في تصرفات الإنسان والجهاز الهضمي. وميز مغص الكلى من مغص المثانة وكيفية استخراج الحصاة منهما كما ميز التهاب البلورة «غشاء الرئة» والتهاب السحايا الحاد من التهاب السحايا الثانوي. وبالإضافة لكتاب القانون في الطب وضع ابن سينا كتبا طبية أخرى منها: «الأدوية القلبية، ودفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية، والقولنج، ورسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب، ورسالة في تشريح الأعضاء، ورسالة في الفصد، ورسالة في الأغذية والأدوية».
وفي الرياضيات وضع عدة كتب منها: «رسالة الزاوية، ومختصر إقليدس، ومختصر الارتماطيقي، ومختصر علم الهيئة، ومختصر المجسطي، ورسالة في بيان علّة قيام الأرض في وسط السماء».
وفي الطبيعيات وتوابعها وضع كتب: رسالة في إبطال أحكام النجوم، ورسالة في الأجرام العلوية وأسباب البرق والرعد، ورسالة في الفضاء، ورسالة في النبات والحيوان. وفي الموسيقى كتب ابن سينا مقالات عن جمامع الموسيقى.
ولم يقتصر اهتمام ابن سينا على الطب، لكنه اهتم بعلم المنطق الذي ينظم تفكير الإنسان، وكتب أيضا في علم الكيمياء، كما كانت له دراسات في علم الفلك؛ فقد قرر حركة دوران الأرض وانجذابها إلى مركز العالم، كما تحدث عن سرعة الضوء والصوت، و كان ابن سينا من الرافضين لفكرة تحويل المعادن الرخيصة إلى ذهب . كما درس الظواهر الطبيعية كقوس قزح وتشكل الصورة بورود الضوء إلى العين. وناقش فكرة الما لا نهاية، وقال إن سرعة الضوء لا نهائية، ودرس علاقة الزمن بالحركة، وأجرى تجاربه وقياساته لحساب الكثافة النوعية للعديد من المواد، وابتكر ميزانا للحرارة يقوم على تمدد الغاز.
ولم يقف اهتمام ابن سينا على هذا الكم من العلوم، فقد اهتم أيضا بدراسة النفس الإنسانية، وكانت أقواله في علم النفس ذات شأن كبير في العالم الإسلامي وفي دول أوروبا، وقد استفاد من كتبه النفسيَّة كل من اطلع عليها في الشرق والغرب، وشهد أهل زمانه من العلماء والمفكرين بعلمه وفضله؛ حتى لقبوه بالشيخ الرئيس، ولقبه علماء الغرب بـ «أمير الطب».
ولأنه حقق شهرة واسعة في جميع أرجاء الأرض بفضل عبقريته المميزة التي تدفقت علما غزيرا كان له بالغ الأثر في العالم كله، فقد تحدث الكثير من العلماء عنه وأشادوا بإنجازاته المذهلة، حيث قال عنه البروفيسور جورج سارطون»: ابن سينا أعظم علماء الإسلام ومن أشهر المشاهير العالميين»، وقال أيضا: «إن فكر ابن سينا يمثل المثل الأعلى للفلسفة في القرون الوسطى» . أما السير ويليم أوسلر فقال عن كتاب «القانون لابن سينا» : «إنه كان الإنجيل الطبي لأطول فترة من الزمن»
وفاته
لم يكن الشيخ الرئيس ابن سينا في يوم من الأيام فاتر الهمة في علمه أو عمله، وإنما الأيام لا بد أن تنصرم، فقد أصاب جسده المرض في آخر أيامه حتى قيل إنه كان يمرض أسبوعا ويشفى أسبوعا، وأكثر من تناول الأدوية، ولكن مرضه اشتد، وعلم أنه لا فائدة من العلاج، فأهمل نفسه وقال: «إن المدبر عجز عن تدبير بدني، فلا تنفعني المعالجة»، واغتسل وتاب، وتصدق بما لديه من مال للفقراء، وأعتق غلمانه طلبا للمغفرة، وما لبث أن توفي وكان ذلك في العام 1036 في مدينة همدان.