د. وائل الحساوي / نسمات / البنك الدولي سيطالب بخفض الرواتب!!

تصغير
تكبير

عاش الناس شهرين كاملين في ترقب وتربص انتظاراً للجائزة القيّمة التي ستقدمها لهم الدولة برفع الرواتب، وفرشوا الورد انتظاراً لوفد «البنك الدولي» الذي يقوم بالدراسة، وبدأت الصحف تلقي ببالونات الاختبار بأرقام لا أساس لها من الصحة من أجل امتحان ردة فعل الناس.

والمشكلة هي ان البنك الدولي له دراسات قديمة عن الكويت تبين بأن الرواتب مبالغ بها وزائدة عن الحد، وهو البنك الذي طالب كثيراً من الدول الفقيرة برفع الدعم عن السلع الأساسية، مما ولد ثورات الخبز والاضطرابات في كثير من تلك الدول، فكيف سيقترح علينا زيادة مجزية في الرواتب والأجور قد يكون من الأفضل توجيه تلك الزيادات إلى التجار مع أخذ العهد عليهم بعدم رفع أسعار السلع، لأنهم قد حسبوا حساب الزيادة مقدماً - أعرف بأن هذا الاقتراح سيعرضني للضرب - لكن لا شك ان عدم وضع قوانين صارمة وعقوبات على المخالفين - وهو ما نتوقعه ونجزم به - يعني تبخر تلك الزيادات وتحولها في جيوب فئة معينة وحرمان البقية، وقد شاهدنا خلال الأيام الماضية حجم تلك الفئة وكيف تفوقت على اتحاد الجمعيات التعاونية الذي قاطع بعض السلع لإصرار التجار على رفع أسعارها، لكنها أصبحت ميسرة للجميع من خلال اعلانات الشوارع الكثيرة والمسجات والاتصالات والمحلات التجارية التي تلقفتها.

إن اشهار جمعية لحماية المستهلكين قد اصبح ضرورة قصوى وكذلك توعية المواطنين بضرورة التعاون من أجل قطع الطريق على التجار الجشعين وإجبارهم على تخفيض اسعارهم، لا أن نكتفي بمطالبة الحكومة بالضغط على اولئك التجار، ولا ننسى بأن كثيراً من التجار هم الحكومة نفسها.

لماذا يخاف الناس من طبيب الأسنان؟

كنت أعتقد بأن كره الناس لطبيب الأسنان هو بسبب الآلام التي يعانون منها في عيادات  الأسنان، ولكن تبين لي بأن هنالك سببا آخر أكثر أهمية، ألا وهو سوء الإدارة في طب الأسنان والمواعيد الطويلة لاسيما في ذلك المركز الذي يسمونه «بنيد القار» والذي يخضع له نصف حالات العلاج التخصصي في الكويت حيث يصطف الناس في طوابير منذ الصباح الباكر لمراجعة الأطباء.

انكسر ضرسي في شهر مايو فراجعت المستوصف لتركيب ضرس مكانه، فقالوا لي إن مركز «بنيد القار» أرسل تعميماً بعدم تحويل أي حالة حتى الخريف (حوالي أربعة أشهر)، وبعد رمضان حولوني إلى المركز، لكن الطبيب المختص لم يكلف نفسه حتى النظر في فمي لمعاينة المشكلة (ولو طلّة) وإنما اكتفى بالأشعة وبما أخبره به مساعده، ثم طلب مني عمل موعد لخلع ضرسين، فسألته عن خطته للعلاج حتى أستعد لها، فقال لي: «تعال في الموعد وحنشوف إيه نعمل»، فتذكرت ما رأيناه في الدول الغربية من شرح كل شيء للمريض ومشاورته في خطة العلاج!!

كان الموعد بعد شهر ونصف الشهر، انتظرته بفارغ الصبر، وجئت باكراً حتى لا يفوتني الموعد، ولكن المفاجأة كانت في أن الطبيب قد سافر ولا يوجد من يحل محله، ومطلوب الانتظار إلى حين رجوعه!! وعاش طب الأسنان!!


د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي