نجمات... غرقن في بحار الزواج (11) / قيثارة الغناء... وتجارب مع الحب والزواج ( 1 من 2)

ليلى مراد... طلاق لأتفه سبب

u0644u064au0644u0649 u0645u0631u0627u062f
ليلى مراد
تصغير
تكبير
|القاهرة من داليا جمال طاهر|

«زواج على ورق طلاق»... هذه هي حال الزيجات الفنية، أو التي يكون أحد طرفيها فنانا أو فنانة، اذ أثبتت التجارب عبر عقود متتابعة، ان الزواج الفني محكوم عليه بالفشل... ولو بعد حين، الا نادرا.

ويبدو من خلال مطالعة تجارب وحالات متنوعة ومتعددة، ان الثراء والشهرة، لا يصنعان - غالبا - زواجا متوجا بالنجاح والاستقرار، بل ان الواقع يؤكد ان العكس هو الصحيح، اذ ان الزيجات الفنية، على الرغم مما يتوافر لها من أسباب، تبدو نظريا كفيلة بخلق حياة أسرية هادئة، تعانق الفشل، وتبدو في نهاية الأمر كانها «نزوات عابرة... ولكنها شرعية».

في هذه السلسلة، لن نغوص كثيرا في أسباب فشل زيجات الفنانات - تحديدا - لتنوعها وتعددها وتشابكها واختلاف الروايات في شأنها، ولكن نعرض جانبا من أشهر زيجات الفنانات، التي لاتزال تحتفظ بالرقم القياسي فيه الراقصة المصرية الراحلة تحية كاريوكا، وبفارق محدود، تليها نجوى فؤاد وسهير رمزي، وربما كانت الأرقام المعلنة والمعروفة اعلاميا، أقل بكثير من الأرقام الواقعية والحقيقية أو حتى غيرها، فيما أكثر ما يتردد عن زيجات سرية لفنانات من ساسة ورجال أعمال، ولكن لا أحد يلتزم بصحتها من عدمه... والحكاية طويلة.

بطلات تلك الحلقات، ناجحات ومحظوظات ومتألقات ومتوهجات فنيا، ومحلقات بقوة في سماوات الشهرة والنجومية، ولكنهن فشلن، أو كُتب عليهن الفشل أسريا، ففي الوقت الذي كانت الفنانة تصنع فيه نجاحا، كانت تحصل على لقب مطلقة، وتخسر بيتها، لتبحث عن تجربة أخرى فاشلة.



«قيثارة الغناء العربي» ليلى مراد، واحدة من الفنانات اللاتي لم يتمتعن باستقرار أسري، حيث تكررت زيجاتها، وتوجت بالفشل، على الرغم من النجاح الذي كانت تحصده في مسيرتها الفنية المظفرة.

نشأت ليلى مراد 1918 - بحسب موسوعة السينما المصرية في بيت فني، فوالدها هو المطرب والفنان زكي مراد الذي كان يجتمع في منزله الكثير من الفنانين، وكانت أذن ليلى تسمع كل ليلة طربا ولحنا وموسيقى وكلمات ونقدا.

جاءت بدايتها مع الشهرة الحقيقية عندما وقع محمد عبدالوهاب عقدا معها، لتلعب دور البطولة في فيلم « يحيا الحب»، وكان هذا بمثابة اعتراف صريح من أشهر أصوات الرجال في عالم الغناء بأنها جديرة بمشاركته الغناء أمـام الناس، وفي فيلم سينمائي مقابل 300 جنيه.

ثم وقعت أيضا عقدا مع « آل بيضا » لتسجيل 10 أسطوانات مقابل 30 جنيها للأسطوانة، وبعد ذلك طافت ليلى أنحاء مصر، لتحيي الحفلات، التي اجتذبت شهرة واسعة في مصر من أسوان وحتى السلوم.

بعد عرض فيلم « يحيا الحب » الذي نجح نجاحا ساحقا جاءها عرض عن طريق توجو مزراحي، الذي يرتبط اسمه بأفلام يوسف وهبي، ووقع معها عقدا مقابل 1200 جنيه، عن الفيلم وبدأت تتعامل مع «مزراحي» حتى وصل أجرها إلى 15 ألف جنيه في الفيلم الواحد و1000 جنيه عن الأسطوانة، وهذا الأجر لم تصل إليه أي فنانة مصرية في ذلك الوقت.



حب لم يكتمل

أحبت ليلى مراد في حياتها محمد عبد الوهاب، الذي صدمها بعدم اهتمامه بحبها، ثم تعلقت بالممثل فاخر فاخر، وأحبت شابا من عائلة ارستقراطية يعمل بالسلك الديبلوماسي، وظلت هذه القصة 3 سنوات ولم تتوج بالزواج، بسبب إصرار عائلته على اعتزالها الغناء، وبعد ذلك كانت تتلقى باقة ورد منه في عيد ميلادها لسنوات طويلة حتى انقطع الورد، وعلمت أن حبيبها توفي وهو أعزب من دون زواج.

ومن أهم علاقات ليلى مراد علاقتها بالملك فاروق، ورغم أنها لم تحبه، فإنها كانت صديقة مقربة جدا من الملك، حيث يستدعيها في جميع حفلاته لدرجة أنه سألها إن كانت جمعت ثروة أم لا وكان يحضها على أن تجمع ثروة.

أنهت ليلى مراد زيجاتها بالزواج من أنور وجدي، وبدأت قصة الزواج عندما توجه الأخير إلى ليلى مراد وطلب منها أن تمثل في أحد أفلامه وعلمه بأن أجرها 15 ألف جنيه، ولكن أنور وجدي كان ذكيا، فبعد مناقشات عديدة بينهما وافقت على العرض من منطلق مساندته وهو في بداية مشواره، ولكن توقف الفيلم بسبب مرض المخرج فاستكمل أنور وجدي إخراج الفيلم بناء على طلب ليلى مراد بسبب ظروفه المادية، وبذلك قدمته ممثلا ومخرجا ومنتجا.

قد يكون أنور وجدي أكثر إنسان أحبته ليلى مراد كما كونت معه ثنائيا فريدا في فترة من الخمسينات، لكنها عاشت معه أيضا حياة تراجيدية، قبل أن ينفصلا ويتم الطلاق الثالث والأخير بينهما.

لم يكن أنور وجدي الإنسان يختلف عبقرية وذكاء عن وجدي الفنان. لكن قلبه كان مرتبطا ارتباطا وثيقا بطموحه وعقله. وهذا ما يفسر سرّ فشله العاطفي أكثر من مرة وسرّ زيجاته المتعددة إذ كان يبحث عن حلم، حلم المرأة الجميلة الجذابة، التي تملك المال والشهرة، ومعها يصنع طموحه وشهرته. كان الحب في نظره نقطة يجب أن تتطابق مع هوسه بالمال والفن، وقد وجد هذا تحت قدمي ليلى مراد.

فكر أنور في الزواج الفني وخطط لكي يتم الزواج الحقيقي رغم أنه كان يستبعد أن توافق ليلى مراد على الزواج منه. فهي تعلم أنه متعدد العلاقات هوائي العاطفة، له قلب بارد يملك كل الألاعيب للإيقاع بأي امرأة، لكنها وقعت في حبه بالفعل. أحبت فيه الطفل المغامر والشاب الموهوب والأنيق. أعجبت بملامحه وذكائه وقدرته على الانسجام مع كل الأشخاص باختلاف أعمارهم وثقافاتهم. كان أنور وجدي ذكيا في اختيار الألفاظ التي يصعب معها اكتشاف خيوط الكذب من الصدق. وافقت ليلى مراد على الزواج، إذ أحبته بصدق، وأخلصت له وأعطته من دون مقابل، وكثيرا ما غفرت له وسامحته وفي كل خلاف كانت هي التي تبادر إلى الصلح.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي