من روائع العمارة الإسلامية / مسجد الزهراء بقبواته المتقاطعة

u0627u0644u0642u0628u0648u0627u062a u0627u0644u0645u062au0642u0627u0637u0639u0629 u0648u0642u0628u0629 u0627u0644u0645u0633u062cu062fr
القبوات المتقاطعة وقبة المسجد
تصغير
تكبير
| مهندس جادالله فرحات * |

نوقشت عمارة المسجد في العديد من البحوث والدراسات التاريخية والمنهجية التي حاولت الربط بين الأصالة والمعاصرة أو بين الشكل والمضمون النابع من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة وما ورد من السلف الصالح عنها وتبارى المعماريون المسلمون وغير المسلمين على مستوى العالم في تقديم نماذج من التصميمات المعمارية للعديد من المساجد في العديد من دول العالم شرقه وغربه.

ومع ندرة المحاولات الجادة والمتعمقة في عمارة المسجد المعاصر ومع كثرة النماذج المتعجلة في تصميمها استجاب العديد من أصحاب القرار للدعوة الى العودة للقديم من عمارة المسجد بحجة أنها قد وصلت الى قمة التشكيل الفني في عصورها الماضية ولا مانع من اعادة بنائها بكل التفاصيل نقلاً مباشراً بالرغم من اختلاف طرق البناء والإنشاء التي أفرزتها في حينها واستحداث طرق معاصرة تستخدم في تشكيل القديم لعمارة المسجد التي لم تستجب في حينها للمتطلبات العقائدية التي يمكن ان توفرها تقنية البناء المعاصرة.

ومحاولة من مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية لتطبيق أسس التصميم والتي تبدأ بالمضمون الثابت الذي لا يتغير وتنتهي بالشكل المتغير بتغير المكان والزمان كانت فكرة مشروع مسجد الزهراء.



موقع المشروع:

يقع مسجد الزهراء في أرض جامعة الأزهر بمدينة نصر والمطلة على طريق النصر - أحد الطرق الرئيسية بالقاهرة - أمام المركز الدولي للمؤتمرات ونصب الجندي المجهول.



الفكرة التصميمية:

تعتمد الفكرة الأساسية لتصميم المسجد على إمكانية استيعابه لأكبر عدد من المصلين وذلك في الأعياد وصلاة الجمع مع تحويل جزء منه الى فصول دراسية لكلية الدعوة الاسلامية في أوقات الصلوات الأخرى دون حدوث تعارض بين الوظيفتين.



عناصر المشروع:

يتكون المسجد من فراغ رئيسي للصلاة بمسطح 1440 م2 يسع 1900 مصل بالاضافة الى صحن المسجد بمسطح 320م2 يسع 430 مصلياً وذلك على منسوب 1.80 من مستوى الشارع، ومصلى للسيدات بمسطح 110م2 يسع 140 سيدة وهو يطل على الفراغ الخلفي وعلى صحن المسجد ويتم الوصول إليه عن طريق سلالم دائرية بالمئذنة يمين المدخل الرئيسي ويصل بنفس هذا السلم الى البدروم حيث توجد ميضأة السيدات وقد تم فصل مدخل السيدات تماماً عن مدخل الرجال، أما بالنسبة لميضأة الرجال فيتم الوصول إليها بالنزول على السلالم الدائرية بالمئذنة يسار المدخل الرئيسي للمسجد، وبالاضافة الى فراغ الصلاة توجد عدة أنشطة في الجزء أمام رواق القبلة حيث توجد على مستوى البدروم صالة لألعاب الجمنزيوم بمسطح 100م2 وصالة لتدريس علوم الكمبيوتر بمسطح 100م2 بالاضافة الى مجموعة من المخازن المتنوعة، أما على مستوى المسجد فتوجد مكتبة علمية ودينية للشباب وصالة مطعم ملحق بها مطبخ صغير للوجبات السريعة وعدد من المكاتب لأعضاء هيئة التدريس، وفي الدور الأول توجد مكتبة علمية ودينية خاصة بالسيدات، وبذلك فالمسجد يجمع بين عدة وظائف متكاملة مع بعضها البعض مما يساعد على اعطاء المسجد دوره القيادي في توجيه أنشطة المسلم وحياته، وقد تم توزيع فراغ الصلاة بشاشتي عرض سينمائي الأولى يمين رواق القبلة والثانية يساره لكي تتمكن جموع المصلين من رؤية الخطيب.



الفكرة الإنشائية:

تمت تغطية فراغ الصلاة بواسطة قبوات متقاطعة محملة على اطارات من الخرسانة المسلحة Frames لتعطي بحورا نظيفة من دون أعمدة وذلك لتحقيق عرض 12م وهو طول الفصول الدراسية حيث يغطي الفراغ بين كل اطارين زوجين من القبوات المتقاطعة على مستويين، مع عمل دولاب بمسطح 1 و2 للأبواب المنطبقة التي تفصل بين الفصول وذلك في فراغ خاص بين الاطارات، تم تنفيذ القبوات المتقاطعة من الخرسانة المسلحة على شدات معدنية نمطياً.

ويبلغ عدد تلك القبوات 34 قبة، أما بالنسبة للقبة التي تغطي رواق القبلة فيبلغ قطرها 8 أمتار ويصل ارتفاع أعلى نقطة بها الى نحو 20م وقد تم صبها على فورمة خشبية، وتتميز القبوات المتقاطعة بوجود أربع فتحات نصف دائرية لكل قبو متقاطع مغطاة بالزجاج المعشق ذي الرسم الهندسي الاسلامي الجميل حيث تسمح بتوفير الاضاءة الطبيعية الكافية للفصول الدراسية وفراغ الصلاة، كما تساعد هذه الفتحات على تحريك الهواء داخل المسجد وذلك بدخول الهواء عن طريق الصحن وخروجه من تلك الفتحات.

وتعطي التغطية بالقبوات المتقاطعة شكلاً متدرجاً في الارتفاع نحو قبة رواق القبلة في تشكيل معماري متميز.

وللمسجد مأذنتان يمين ويسار المدخل الرئيسي ذواتا شكل مخروطي بارتفاع يصل الى 33 متراً وبأعلى

كل منهما شرفة مغطاة بالقراميد. ويلاحظ التأثر بمآذن بخارى وسمرقند.



* إمام وخطيب
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي