البركة مفردة شاملة لجميع معاني الخير والبشر والنماء، والاستشعار بالبركة هو التفاؤل نحو النماء وشمول الخير، وعند إطلالة الشهر الفضيل فإن جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يستبشرون بحلول البركة لأن في شهر رمضان المبارك تكون أنفاس المسلمين فيه تسبيحا ونومهم فيه عبادة ودعاؤهم فيه مستجابا بإذن الله الكريم.
ونحن عزيزي القارئ مع إطلالة هذا الشهر الفضيل نبارك لك قدوم شهر رمضان المبارك نسأل المولى العلي الكريم أن يجعله شهرا مباركا لمن يقطن على أرض هذه الديرة الحبيبة ودعنا نستذكر بعضا من ملامح تباشير الشهر الكريم قبل قدومه كنا نحتفل بالقريش هذه المناسبة التي لا تكون إلا في الشهر الوافي أي في اليوم الثلاثين من شهر شعبان ولا تكون في الشهر الهافي كما في عامنا هذا.
فإن جميع الذين احتفلوا بالقريش في هذا العام لم يدركوه لأن شهر شعبان في عامنا هذا كان هافيا.
فجميع الولائم التي عقدت في أوقات الدوام خلال الاسبوع الأخير من شهر شعبان لم تدرك المناسبة إلا انها كانت كما قال أديبنا عبدالله سنان يرحمه الله:
أخي أقبل القوم في رقصةٍ
إذ اكتشفوا في الجفان الجدى
جلسنا عليها بلا رحمةٍ
فصارت هباءً وصارت سدى
فإن مات منا شهيد بها
فقل ذاك بالتخمة استشهدى
ويحل الشهر الفضيل ويبقى أن نُجدّ في أعمالنا لأن هذا الشهر هو شهر الجد والعمل المتواصل فإن أجدادنا قديما كانوا يُجدّون في أعمالهم في هذا الشهر كسائر الأشهر وهم يؤدون ما فرض الله عليهم من صيام وذكر وقيام.
ولنتخذ من تراث الآباء والأجداد عبرة وتصميما في أعمالنا في هذا الشهر المبارك.
وسأسلط الضوء عزيزي القارئ في مقالاتي المقبلة على آفاق من تراثنا القديم في هذا الشهر الفضيل.
مبارك عليكم الشهر وعساكم من عواده وتقبل الله صيامكم وقيامكم ودعاءكم.
صدق الأديب:
أدعوك ربي كما أمرت تضرعاً
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحمُ
إن كان لا يدعوك إلا مؤمنٌ
فبمن يلوذ ويستجير المجرمُ
مبارك عليكم الشهر
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي