شادية... معشوقة الجماهير (2) / غنت أمام المخرج الراحل أحمد كامل مرسي للمرة الأولى فسخر منها
تبناها المخرج حلمي رفلة... وأطلق عليها اسم «شادية»
من أدوارها مع عبدالحليم حافظ
شادية مع عماد حمدي
|القاهرة - من أحمد نصير|
«الدلوعة»... «معبودة الجماهير»... «بنت مصر»..«قيثارة مصر»... «عروس السينما العربية»... «ربيع الغناء والفن العربي»... و«معشوقة الجماهير»... هكذا لقبت الفنانة المصرية المعتزلة شادية، هذه النجمة الاستثنائية في عالم الفن العربي. عنها قالت سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم «ان شادية صاحبة صوت جميل، سليم، متسق النسب والأبعاد، مشرق، لطيف الأداء يتميز بشحنة عالية من الأحاسيس، وبصوتها فيض سخي من الحنان، وشادية واحدة من أحب الأصوات الى نفسي».
أما العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ فقال: «ان شادية هي المفضلة لديّ غناءً وتمثيلا من بين كل الفنانات».
هذا عن شادية المطربة، أما شادية الممثلة فقال عنها أديب مصر العالمي الراحل نجيب محفوظ «ان شادية ممثلة عالية القدرة وقد استطاعت ان تعطي سطوري في رواياتي لحما ودما وشكلا مميزا لا أجد ما يفوقه في نقل الصورة من البنيان الأدبي الى الشكل السينمائي، وكانت «حميدة» في «زقاق المدق» صورة لتلك القدرة الفائقة التي لا أتصور غيرها قادرا على الاتيان بها، وهي كذلك أيضا في غير أعمالي فقد رأيتها في بداياتها في دور الأم المطحونة المضحية في فيلم «المرأة المجهولة» وتصورت ان بمقدورها ان تحصل على جائزة «الأوسكار» العالمية في التمثيل لو تقدمت اليها».
انها شادية التي استطاعت عبر مئات الأغاني و116 فيلما سينمائيا ان تقول للجميع انهم أمام حالة فنية غير مسبوقة.. انها الفنانة التي فرضت نفسها وسط عمالقة الغناء واجتذبت قاعدة كبيرة من الشباب... وبقدر ما كانت بسيطة، كانت عميقة، بقدر ما راهنت على الفن.. راهنت على الجمهور، ونجح رهانها في المرتين. والدليل انها بقيت نجمة الشباك الأولى في السينما العربية لأكثر من ربع قرن. أسرار ومواقف وحكايات مثيرة كثيرة في حياة معشوقة الجماهير... سنتعرف عليها في 15 حلقة، عبر «الراي»... نقترب من تفاصيل حياة هذه النجمة سواء في الفن أو بعد اعتزالها وارتدائها الحجاب ومواصلة مشوار عمرها في رحاب الله، ورفضها التام العودة للغناء أو حتى الظهور على الفضائيات مقابل ملايين الدولارات حتى ان البعض شبهها بـ «رابعة العدوية»... فابقوا معنا... حلقة بعد أخرى مع شادية.
... ونعود مرة أخرى إلى بدايات شادية الفنية لنجد أنها عرفت الطريق إلى عالم الفن من خلال مسابقة للوجوه الجديدة، نظمها المخرجان أحمد بدرخان وأحمد كامل مرسي في العام 1946، ويقال انها عندما وقفت للتمثيل والغناء أمامهما، سخر منها المخرج أحمد كامل مرسي وأخبرها بأنها لا تصلح للفن، وطلب منها الذهاب إلى طبيب لإجراء عملية «اللوز». إلا أن المخرج أحمد بدر خان كان على النقيض من زميله وتحمس لها وقدمها للمخرج حلمي رفلة، الذي تبناها فنيا، ويقال إنه من أطلق عليها اسمها الفني الذي اشتهرت به «شادية». وقدمها في دور قصير في فيلم «أزهار وأشواك» الذي قامت ببطولته الفنانة مديحة يسري مع يحيى شاهين. وعلى الرغم من عدم نجاح الفيلم جماهيريا عند عرضه، فإن شادية لفتت إليها الأنظار بشدة ببراءتها وملامحها الرقيقة وأسلوبها البسيط المعبر.
وكانت السينما في هذا الوقت بحاجة ماسة إلى هذا النوع من النجمات. فقدمها حلمي رفلة بطلة في فيلمه الجديد «العقل في أجازة» مع الفنان محمد فوزي العام 1947، لتنطلق بعدها شادية في عالم التمثيل، وتشتهر بأدوار الفتاة «الدلوعة»، ولتقدم بعدها عددا كبيرا من الأفلام، التي دار معظمها في إطار الفتاة المغلوبة على أمرها ابنة الأسرة المتوسطة، التي تبحث عن الحب وتسعى وراءه في انتظار فارس الأحلام.
ومن بين هذه الأفلام «بشرة خير» و«الظلم حرام» و«في الهوا سوا» و«لسانك حصانك». وفي العام 1954، قدمت شادية مع المخرج الراحل عاطف سالم فيلم «ليلة من عمري» الذي كان بمثابة تحول في مسيرة شادية الفنية، حيث يعد أول فيلم تتمرد فيه على دور البنت الدلوعة لتقدم شخصية الفتاة المقهورة، التي تواجه ظروف حياتها الصعبة. بعدها قدمت شادية فيلم «شاطئ الذكريات» العام 1955، مع المخرج عز الدين ذوالفقار. لتؤكد موهبتها وقدرتها على تجسيد لون مختلف من الأداء وتوجت هذه المرحلة بفيلم «رسالة من امرأة مجهولة»، مع كمال الشناوي وعماد حمدي، الذي قدمت فيه مراحل حياة أم منذ الشباب وحتى الكهولة.
نقطة تحول
ومع بداية فترة الستينات من القرن الماضي، شهدت مسيرة شادية تحولا ملحوظا عندما قدمت مع المخرج صلاح أبوسيف فيلم «لوعة الحب» العام 1960، وشاركها بطولته أحمد مظهر وعمر الشريف، وجسدت فيه دور زوجة بسيطة يعاملها زوجها بقسوة، فتتعلق بزميل له في العمل لتعاني بعدها الحيرة بين الزوج والعشيق. وفي العام 1962، فاجأت شادية الجميع بتجسيدها شخصية «نور» بنت الليل في فيلم «اللص والكلاب»، المأخوذ عن رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ. وهو الدور الذي لفت الأنظار بقوة لموهبة شادية وقدرتها على تقديم ألوان متعددة من الشخصيات، فقد فوجئ الجمهور بشادية التي اعتادوا عليها في أدوار الفتاة الدلوعة أو الزوجة الفاتنة بنت الطبقة المتوسطة، وهي تقدم شخصية فتاة الليل التي تتعلق بحب اللص الخارج على القانون سعيد مهران، الذي جسد شخصيته الفنان الراحل شكري سرحان.
وقد أجمع المخرجون والنقاد وقتها على أن شادية قدمت وعاشت شخصية بنات الليل كما هي في الحقيقة، وفي العام 1963 قدمت شادية فيلمين مع المخرج حسن الإمام وضعاها في مصاف كبار النجمات، كان الفيلم الأول «زقاق المدق»، الذي يعد ثاني عمل تجسده مأخوذا عن رواية للأديب نجيب محفوظ.
أما الفيلم الثاني الذي قدمته في هذا العام، فكان «التلميذة»، وفي العام 1966 قدمت شادية فيلم «شيء من الخوف» مع المخرج حسين كمال، الذي يعد من أبرز أفلام السينما المصرية وإحدى علاماتها الفنية المميزة، وكان من تأليف الأديب المصري الراحل ثروت أباظة، وشاركها بطولته الفنان الراحل محمود مرسي، وهو الفيلم الذي اعترضت عليه الرقابة الفنية وقتها، بدعوى أن شخصية عتريس الطاغية، ما هي إلا شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. إلا أن ناصر أجاز عرض الفيلم بعد مشاهدته له، مؤكدا مستواه الفني الرائع.
ثنائي كوميدي
أما علاقة شادية بالسينما الكوميدية فكانت وثيقة وقوية، بعدما نجحت في تقديم مجموعة من الأفلام الرائعة، التي كونت فيها ثنائيا مع المخرج فطين عبدالوهاب، الذي قدمها في أفلام منها «كرامة زوجتي» و«عفريت مراتي» و«مراتي مدير عام»، وكانت كلها مع الفنان صلاح ذوالفقار. كما قدمت فيلم «نصف ساعة زواج» مع الفنان رشدي أباظة.
وقد برعت شادية في اللون الكوميدي وتميزت فيه ببساطة الأداء والاعتماد على الموقف لانتزاع الضحك من أفواه الجماهير، إلى الحد الذي لاتزال تعلق في أذهان الجماهير بعض من عبارات رددتها شادية في هذه الأفلام. مثل عبارة «حواش... شيلني يا حواش»، التي قالتها في فيلم «عفريت مراتي»، وعبارة «دوتور أوسني» التي كانت ترددها في فيلم «نصف ساعة زواج».
وشهدت بداية فترة السبعينات دخول شادية إلى مرحلة جديدة في حياتها الفنية حيث قدمت في مطلعها فيلم «نحن لا نزرع الشوك»، الذي نجح بشكل كبير إلى الحد الذي دفعها لتقديمه كمسلسل إذاعي بعدها، كما قدمت في هذه الفترة فيلم «الشك يا حبيبي»، إلا أن ظهور نجمات جدد بمعايير تناسب تلك المرحلة، كان دافعا لشادية للابتعاد عن السينما التي رحبت بالجيل الجديد من النجمات، ومنهن نجلاء فتحي وميرفت أمين. لتختفي شادية عن الشاشة الفضية لسنوات طوال. وتعود بعدها في العام 1984، وتقدم فيلم «لا تسألني من أنا» مع حسين كمال، وقدمت فيه شخصية أم تضطرها ظروفها للتنازل عن طفلتها الرضيعة لإحدى السيدات من الأثرياء. وشاركها بطولة الفيلم عدد من النجوم الشباب في وقتها على رأسهم يسرا وهشام سليم وإلهام شاهين وفاروق الفيشاوي.
وفي العام ذاته قدمت شادية مسرحية «ريا وسكينة»، التي تشاركت بطولتها مع الفنانة سهير البابلي والراحل عبدالمنعم مدبولي وأحمد بدير، واستمر عرض المسرحية لفترة طويلة حققت فيها نجاحا مبهرا، كأنها اعتادت الوقوف على خشبة المسرح طيلة حياتها الفنية.
وفي العام 1986 أحيت الفنانة شادية الاحتفال بالمولد النبوي، وغنت أغنيتها الأخيرة «خد بإيدي»، وكانت من كلمات الشاعرة الراحلة علية الجعار. وتساقطت دموعها أثناء الغناء، وعاشت حالة من الوجد الذي جعل الجمهور يصفق لها مع انتهائها من كل مقطع. ولتقرر بعدها اعتزال الفن وارتداء الحجاب.
«الدلوعة»... «معبودة الجماهير»... «بنت مصر»..«قيثارة مصر»... «عروس السينما العربية»... «ربيع الغناء والفن العربي»... و«معشوقة الجماهير»... هكذا لقبت الفنانة المصرية المعتزلة شادية، هذه النجمة الاستثنائية في عالم الفن العربي. عنها قالت سيدة الغناء العربي كوكب الشرق أم كلثوم «ان شادية صاحبة صوت جميل، سليم، متسق النسب والأبعاد، مشرق، لطيف الأداء يتميز بشحنة عالية من الأحاسيس، وبصوتها فيض سخي من الحنان، وشادية واحدة من أحب الأصوات الى نفسي».
أما العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ فقال: «ان شادية هي المفضلة لديّ غناءً وتمثيلا من بين كل الفنانات».
هذا عن شادية المطربة، أما شادية الممثلة فقال عنها أديب مصر العالمي الراحل نجيب محفوظ «ان شادية ممثلة عالية القدرة وقد استطاعت ان تعطي سطوري في رواياتي لحما ودما وشكلا مميزا لا أجد ما يفوقه في نقل الصورة من البنيان الأدبي الى الشكل السينمائي، وكانت «حميدة» في «زقاق المدق» صورة لتلك القدرة الفائقة التي لا أتصور غيرها قادرا على الاتيان بها، وهي كذلك أيضا في غير أعمالي فقد رأيتها في بداياتها في دور الأم المطحونة المضحية في فيلم «المرأة المجهولة» وتصورت ان بمقدورها ان تحصل على جائزة «الأوسكار» العالمية في التمثيل لو تقدمت اليها».
انها شادية التي استطاعت عبر مئات الأغاني و116 فيلما سينمائيا ان تقول للجميع انهم أمام حالة فنية غير مسبوقة.. انها الفنانة التي فرضت نفسها وسط عمالقة الغناء واجتذبت قاعدة كبيرة من الشباب... وبقدر ما كانت بسيطة، كانت عميقة، بقدر ما راهنت على الفن.. راهنت على الجمهور، ونجح رهانها في المرتين. والدليل انها بقيت نجمة الشباك الأولى في السينما العربية لأكثر من ربع قرن. أسرار ومواقف وحكايات مثيرة كثيرة في حياة معشوقة الجماهير... سنتعرف عليها في 15 حلقة، عبر «الراي»... نقترب من تفاصيل حياة هذه النجمة سواء في الفن أو بعد اعتزالها وارتدائها الحجاب ومواصلة مشوار عمرها في رحاب الله، ورفضها التام العودة للغناء أو حتى الظهور على الفضائيات مقابل ملايين الدولارات حتى ان البعض شبهها بـ «رابعة العدوية»... فابقوا معنا... حلقة بعد أخرى مع شادية.
... ونعود مرة أخرى إلى بدايات شادية الفنية لنجد أنها عرفت الطريق إلى عالم الفن من خلال مسابقة للوجوه الجديدة، نظمها المخرجان أحمد بدرخان وأحمد كامل مرسي في العام 1946، ويقال انها عندما وقفت للتمثيل والغناء أمامهما، سخر منها المخرج أحمد كامل مرسي وأخبرها بأنها لا تصلح للفن، وطلب منها الذهاب إلى طبيب لإجراء عملية «اللوز». إلا أن المخرج أحمد بدر خان كان على النقيض من زميله وتحمس لها وقدمها للمخرج حلمي رفلة، الذي تبناها فنيا، ويقال إنه من أطلق عليها اسمها الفني الذي اشتهرت به «شادية». وقدمها في دور قصير في فيلم «أزهار وأشواك» الذي قامت ببطولته الفنانة مديحة يسري مع يحيى شاهين. وعلى الرغم من عدم نجاح الفيلم جماهيريا عند عرضه، فإن شادية لفتت إليها الأنظار بشدة ببراءتها وملامحها الرقيقة وأسلوبها البسيط المعبر.
وكانت السينما في هذا الوقت بحاجة ماسة إلى هذا النوع من النجمات. فقدمها حلمي رفلة بطلة في فيلمه الجديد «العقل في أجازة» مع الفنان محمد فوزي العام 1947، لتنطلق بعدها شادية في عالم التمثيل، وتشتهر بأدوار الفتاة «الدلوعة»، ولتقدم بعدها عددا كبيرا من الأفلام، التي دار معظمها في إطار الفتاة المغلوبة على أمرها ابنة الأسرة المتوسطة، التي تبحث عن الحب وتسعى وراءه في انتظار فارس الأحلام.
ومن بين هذه الأفلام «بشرة خير» و«الظلم حرام» و«في الهوا سوا» و«لسانك حصانك». وفي العام 1954، قدمت شادية مع المخرج الراحل عاطف سالم فيلم «ليلة من عمري» الذي كان بمثابة تحول في مسيرة شادية الفنية، حيث يعد أول فيلم تتمرد فيه على دور البنت الدلوعة لتقدم شخصية الفتاة المقهورة، التي تواجه ظروف حياتها الصعبة. بعدها قدمت شادية فيلم «شاطئ الذكريات» العام 1955، مع المخرج عز الدين ذوالفقار. لتؤكد موهبتها وقدرتها على تجسيد لون مختلف من الأداء وتوجت هذه المرحلة بفيلم «رسالة من امرأة مجهولة»، مع كمال الشناوي وعماد حمدي، الذي قدمت فيه مراحل حياة أم منذ الشباب وحتى الكهولة.
نقطة تحول
ومع بداية فترة الستينات من القرن الماضي، شهدت مسيرة شادية تحولا ملحوظا عندما قدمت مع المخرج صلاح أبوسيف فيلم «لوعة الحب» العام 1960، وشاركها بطولته أحمد مظهر وعمر الشريف، وجسدت فيه دور زوجة بسيطة يعاملها زوجها بقسوة، فتتعلق بزميل له في العمل لتعاني بعدها الحيرة بين الزوج والعشيق. وفي العام 1962، فاجأت شادية الجميع بتجسيدها شخصية «نور» بنت الليل في فيلم «اللص والكلاب»، المأخوذ عن رواية الأديب العالمي نجيب محفوظ. وهو الدور الذي لفت الأنظار بقوة لموهبة شادية وقدرتها على تقديم ألوان متعددة من الشخصيات، فقد فوجئ الجمهور بشادية التي اعتادوا عليها في أدوار الفتاة الدلوعة أو الزوجة الفاتنة بنت الطبقة المتوسطة، وهي تقدم شخصية فتاة الليل التي تتعلق بحب اللص الخارج على القانون سعيد مهران، الذي جسد شخصيته الفنان الراحل شكري سرحان.
وقد أجمع المخرجون والنقاد وقتها على أن شادية قدمت وعاشت شخصية بنات الليل كما هي في الحقيقة، وفي العام 1963 قدمت شادية فيلمين مع المخرج حسن الإمام وضعاها في مصاف كبار النجمات، كان الفيلم الأول «زقاق المدق»، الذي يعد ثاني عمل تجسده مأخوذا عن رواية للأديب نجيب محفوظ.
أما الفيلم الثاني الذي قدمته في هذا العام، فكان «التلميذة»، وفي العام 1966 قدمت شادية فيلم «شيء من الخوف» مع المخرج حسين كمال، الذي يعد من أبرز أفلام السينما المصرية وإحدى علاماتها الفنية المميزة، وكان من تأليف الأديب المصري الراحل ثروت أباظة، وشاركها بطولته الفنان الراحل محمود مرسي، وهو الفيلم الذي اعترضت عليه الرقابة الفنية وقتها، بدعوى أن شخصية عتريس الطاغية، ما هي إلا شخصية الرئيس الراحل جمال عبدالناصر. إلا أن ناصر أجاز عرض الفيلم بعد مشاهدته له، مؤكدا مستواه الفني الرائع.
ثنائي كوميدي
أما علاقة شادية بالسينما الكوميدية فكانت وثيقة وقوية، بعدما نجحت في تقديم مجموعة من الأفلام الرائعة، التي كونت فيها ثنائيا مع المخرج فطين عبدالوهاب، الذي قدمها في أفلام منها «كرامة زوجتي» و«عفريت مراتي» و«مراتي مدير عام»، وكانت كلها مع الفنان صلاح ذوالفقار. كما قدمت فيلم «نصف ساعة زواج» مع الفنان رشدي أباظة.
وقد برعت شادية في اللون الكوميدي وتميزت فيه ببساطة الأداء والاعتماد على الموقف لانتزاع الضحك من أفواه الجماهير، إلى الحد الذي لاتزال تعلق في أذهان الجماهير بعض من عبارات رددتها شادية في هذه الأفلام. مثل عبارة «حواش... شيلني يا حواش»، التي قالتها في فيلم «عفريت مراتي»، وعبارة «دوتور أوسني» التي كانت ترددها في فيلم «نصف ساعة زواج».
وشهدت بداية فترة السبعينات دخول شادية إلى مرحلة جديدة في حياتها الفنية حيث قدمت في مطلعها فيلم «نحن لا نزرع الشوك»، الذي نجح بشكل كبير إلى الحد الذي دفعها لتقديمه كمسلسل إذاعي بعدها، كما قدمت في هذه الفترة فيلم «الشك يا حبيبي»، إلا أن ظهور نجمات جدد بمعايير تناسب تلك المرحلة، كان دافعا لشادية للابتعاد عن السينما التي رحبت بالجيل الجديد من النجمات، ومنهن نجلاء فتحي وميرفت أمين. لتختفي شادية عن الشاشة الفضية لسنوات طوال. وتعود بعدها في العام 1984، وتقدم فيلم «لا تسألني من أنا» مع حسين كمال، وقدمت فيه شخصية أم تضطرها ظروفها للتنازل عن طفلتها الرضيعة لإحدى السيدات من الأثرياء. وشاركها بطولة الفيلم عدد من النجوم الشباب في وقتها على رأسهم يسرا وهشام سليم وإلهام شاهين وفاروق الفيشاوي.
وفي العام ذاته قدمت شادية مسرحية «ريا وسكينة»، التي تشاركت بطولتها مع الفنانة سهير البابلي والراحل عبدالمنعم مدبولي وأحمد بدير، واستمر عرض المسرحية لفترة طويلة حققت فيها نجاحا مبهرا، كأنها اعتادت الوقوف على خشبة المسرح طيلة حياتها الفنية.
وفي العام 1986 أحيت الفنانة شادية الاحتفال بالمولد النبوي، وغنت أغنيتها الأخيرة «خد بإيدي»، وكانت من كلمات الشاعرة الراحلة علية الجعار. وتساقطت دموعها أثناء الغناء، وعاشت حالة من الوجد الذي جعل الجمهور يصفق لها مع انتهائها من كل مقطع. ولتقرر بعدها اعتزال الفن وارتداء الحجاب.