د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / البلاك بيري ماسنجر

تصغير
تكبير
كدت أستلقي من الضحك على حُجَّة الدعوة إلى إيقاف خدمة (البلاك بيري ماسنجر) في الكويت، وهو عدم القدرة على ضبط التحكم في الدخول إلى المواقع الإباحية، كما أن هناك أسبابا أمنية وراء حجب تلك الخدمة، والأسباب الأمنية تتلخص في عدم قدرة الدولة وشركات الاتصالات المحلية على اختراق تدفق تلك البيانات والمعلومات، مما يسهل عملية تواصل العناصر الإرهابية، ويساهم في دعم شبكات التجسس! ههههه.

لا أعلم إن كان هؤلاء يظنون أنهم يخاطبون شعباً أبلهاً أو متخلفاً إلى هذه الدرجة، كي يصدق تلك الدعوى، فماذا تعمل الدولة كي تحجب كل برامج التواصل والتراسل الأخرى، فهناك العشرات سواها، ويمكن لأي شخص أن يحمِّلها على جهازه النقال، وبتكلفة لا تُذكر في مقابل ما تقدمه من خدمات قصمت ظهور امبراطوريات المال لدينا.

قال: حجْب مواقع إباحية! هل يعي هؤلاء ما يقولون؟ إن برامج كسر حواجز الإنترنت منتشرة في متاجر البرامج الخاصة بالهواتف الذكية، وبعضها يُعرض بالمجان، وماذا عساكم أن تفعلوا أمام محيط الإنترنت، هل ستغلقونه وتعطلون مصالح البشر ؟ ألسنا نستطيع الدخول من خلاله للمواقع الإباحية باستخدام الـ (Proxy)، اغلقوه إن استطعتم إن كانت حجتكم سهولة الوصول للمواقع الإباحية.

أما مسألة دعم تلك الخدمة لشبكات التجسس وخلايا الإرهاب فهي ضحك على الذقون، فكلنا يعلم أن عالم التجسس يستخدم أرقى ما توصل إليه الإنسان من تكنولوجيا نقل المعلومات والتواصل، ولا أظن الجواسيس يعتمدون على تقنيات طرحت لعموم الناس، فمن المعلوم أن الكثير من التقنيات وُجدت في المجالات العسكرية ابتداء، وانتقلت إلى الاستخدامات المدنية بعد تقادمها، وما الإنترنت وتقنية الليزر إلا مثال على ما أقول، والخافي أعظم.

شخصياً... لست ممن يستخدمون البلاك بيري ماسنجر أبداً، وقد كتبت عنه مقالاً في السابق أنتقد بعض الممارسات الخاطئة له، ولكنني ممن تستهويهم تكنولوجيا الاتصالات والتراسل بشكل عام، وهي حالها حال أي تكنولوجيا في العالم، لها استخدامات سلبية، كما أن لها استخدامات إيجابية، فلا تحرمونا الاستخدامات الإيجابية الكثيرة بحجج سخيفة، تضحك منها عجائز نيسابور، قولوها صريحة دون حجج واهية، لماذا تريدون حجب مثل تلك الخدمات المفيدة للناس؟ الأمر لم يعد سراً، ولكن كما قال الشاعر:

قالت الضفدع قولاً

ردده الحكماء

في فمي ماء وهل

ينطق من في فيه ماء

***

بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك، أتقدم لجميع قرائي الأعزاء بأعذب التهاني والتبريكات، أعاننا الله على صيامه وقيامه وعمل الخير فيه، نسأل الله القبول والغفران والفردوس الأعلى من الجنة، قولوا آمين.





د. عبداللطيف الصريخ

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي