عادل حسن دشتي / شقشقة / حقوق الإنسان واستقالة عزت على الرجال

تصغير
تكبير

يبدو أن بعض الأخوة في مجلس إدارة جمعية حقوق الإنسان الكويتية يطبقون الشطر الأول فقط من الحديث النبوي الشريف «أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً»، وتناسوا سهواً أو عمداً الشطر الأهم الذي يضيف ما معناه بأن عليك أن «تمنعه فإن في ذلك نصره»، وذلك في بيانهم المستغرب لنصرة نائب رئيس الهيئة الإدارية لجمعية حقوق الإنسان المحامي علي البغلي رداً على استقالة المحامية فوزية الصباح من رئاسة اللجنة القانونية للجمعية ومن عضوية الهيئة الادارية للجمعية، احتجاجاً على التصريحات غير المسؤولة التي أطلقها المحامي علي البغلي في ندوة ديوانية النائب صالح الفضالة.

إذا كان من يرفض الاتهامات بالتخوين والتجريم والتزوير والافتراءات بلا أدلة أو براهين ويمارس أقصى درجات الرقي الحضاري في الاحتكام إلى القضاء والقانون هم شرذمة تمارس الإرهاب الفكري، حسب تصريح النائب والوزير السابق المحامي علي البغلي، فماذا يمكننا أن نقول عن جمعية لحقوق الإنسان تنتصر لاحدى قياداتها وتخالف أبسط المبادئ الإنسانية الراقية التي قامت عليها ولأجلها. فرغم الدور المتواضع التي تقوم به جمعية حقوق الإنسان في مواجهة الكم الهائل لحالات انتهاك حقوق عشرات الآلاف من البدون وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية في العيش الكريم الآمن، إلا أن آخر ما كنا نتوقعه أن تقف هذه الجمعية ضد أنشط المدافعين الحقيقيين عن حقوق الإنسان والبدون في الكويت، وهي المحامية بحق فوزية الصباح، فالدفاع عن حقوق الإنسان ليس منصباً أو وجاهة يستمتع بها بعض المدعيين والمتكسبين، ولكنها إحساس بالمسؤولية الإنسانية تجاه من غدر بهم الزمان وأهله، وهي استشعار لمعاناة المحرومين والمستضعفين، وهم في قمة صمتهم وعزة نفوسهم الأبية، وهي فوق هذا وذاك رسالة إنسانية نبيلة وشجاعة للوقوف مع المظلوم في وجه الظالم.

من هنا، فإننا نحيي المحامية فوزية الصباح على شجاعتها في تقديم استقالتها من الجمعية، وهي استقالة عزّ على كثيرين من الرجال تقديمها، والتي كانت بمثابة دق لناقوس الخطر في أروقة الجمعية لتصحيح مسارها وتقويم اعوجاج بعض مسؤوليها ونظرتهم الظالمة والمغايرة لمبادئ ورسالة حقوق الإنسان، وهي صرخة مدوية تجاه الصمت المريب لما يحدث من إرهاب فكري بامتياز يحرم البدون ويستكثر عليهم حتى من اللجوء إلى القضاء لإنصافهم ورفع المظالم عنهم.

وبما أننا لسنا من منتسبي جمعية حقوق الإنسان فإننا لا نملك إلا أن نشد على يد النائب الدكتور حسن جوهر في دعوته لمنتسبي الجمعية، وفيهم الكثيرون ممن لا نشك في حرصهم على المبادئ الراقية لحقوق الإنسان، بالدعوة إلى جمعية عمومية غير عادية لعزل مجلس الإدارة الحالي وانتخاب مجلس إدارة جديد يستحق بحق أن يكون ناطقاً باسم حقوق الإنسان في الكويت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.


عادل حسن دشتي


كاتب كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي