سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / رماد الخميس الأسود في جبين الظالمين

تصغير
تكبير
يوم من ايام هذه الديرة الحبيبة استيقظ فيه الناس على اصوات غير مألوفة لهم انما دوي لقذائف وأزيز لطائرات وضوضاء لمدافع، انه زلزال كبير أيقظ الناس من نومهم والايام تترى، وقوافل من جنود هولاكو الذين هم جيران لنا أتوا على ديرتنا الحبيبة فدمروها واختطفوا زهرة الشباب ووضعوهم ذبائح على أعتاب بيوتهم، وعذبوا الكهول، وأحرقوا قلوب الأمهات، وفجعوا الآباء، ودمروا كل شيء حتى أتت نيرانهم على البيئة والطير والنبات والماء، وانبعثت غيوم حرائق الآبار المحترقة لتصل ارجاء كل بيت ولم تقترف هذه الديرة الحبيبة اي ذنب او سبب جراء هذا العدوان

الآثم حتى يسجل التاريخ هذه الظلامة في يوم الخميس الثاني من اغسطس 1990، كي يعرفها الاجيال فمنّ الله

على هذه الديرة بالنصر المؤزر فروت دماء الشهداء هذه الارض فأنبتت إصرارا وعزيمة ونهضت هذه الديرة صقرا محلقا.

وصدق الدكتور عبد الله العتيبي يرحمه الله:

سيخرج من تحت الرماد محلقا

لآفاق آتٍ نحن في سره أدرى

لقد علمته الريح سر اختلافها

وسر غيوم ترسل المزن والقطرا

كويت الكويتيين سوف ترونها

وقد فتحت آفاقها للسنى مسرا

هذه الكويت التي تطل على الدنيا شامخة بإصرارها وحري بأبنائها ان يتكاتفوا ويتحدوا ويتفقوا ليكونوا جسما واحدا ونسيجا متشابكا ومتلاحما جبهة واحدة للحفاظ على هذا الكيان الاصيل صاحب الجذور الغائرة والصلبة ولتبقى دماء الشهداء جذوة نستلهم منها الخير والاصرار والتقدم من اجل بناء صرح أمنا الكويت وليكون الرماد الذي بعثه الاعداء في يوم الخميس الاسود هو الذل والعار في جبين الظالمين الى يوم القيامة.

عاشت بلادي حرة ولها دمي كل الفدا

أفنى ويبقى في علا وطني الحبيب مخلدا





سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي