تركي العازمي / الصيف وأسئلة النواب...!

تصغير
تكبير
شن النائب مسلم البراك حملة على جولة سمو رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له، وسؤال من النائب عادل الصرعاوي حول عقد الحملة الإعلامية لخطة التنمية، ومن هناك جاء النائب حسين الحريتي ليطالب بعقد جلسة طارئة خاصة في رمضان لإصدار قانون لتمويل المشاريع الإسكانية!

طبعا هناك نواب آخرون ساهموا باقتراحات وناشدوا سواء في قضية العلاج بالخارج، أو الأسئلة الموجهة حول عقود طائرات الدفاع، أو غيرها، ولكن القصد من هذا المقال هو عرض ما يحصل في الصيف، فمن يعتقد أن الأمور في الصيف راكدة لا شك انه مخطئ في التقدير، فالصيف تجلب حرارته، في ظل عدم التزام النواب في حضور الجلسات وغيره، طابعاً مختلفاً من الأسئلة الموجهة من النواب إلى الوزراء وسمو رئيس مجلس الوزراء في قضايا بعضها آتية بالأحداث من الخارج، وبعضها من حر الجو تنتج!

إن بعض الأسئلة لها وزن ثقيل وقد تكون وقوداً لحالة الاحتقان المتوقعة في دور الانعقاد المقبل، أما مناشدة النائب الحريتي فهي في محلها كي لا تجد الحكومة عذراً في عدم تمكنها من إنجاز المشاريع الإسكانية، ولو إنها كانت مدروسة جيداً لما كان هنالك ضرورة لمثل هذه المطالبة!

وبمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك الذي يربط فئات المجتمع مع بعض من خلال الزيارات المستمرة طيلة هذا الشهر الفضيل، نتمنى من الجميع مجلساً وحكومةً أن يكون لهم متسع من الوقت في التجول حول مناطق الكويت، والتفكر في أوضاع المناطق والخدمات المقدمة، وأن يحاول الجميع قدر المستطاع أن يستمع لرأي عامة الشعب عن سبب تردي الخدمات، ونتمنى أن تتجاوز الأنفس كل الأسباب التي أدت إلى حالة الاحتقان بين السلطتين!

وبعد رمضان، نود أن نرى إحالة المتجاوزين لخدمة 30 عاماً إلى التقاعد، وضخ الدماء الجديدة من خلال معايير سليمة، ونتمنى كذلك إزاحة كل مسؤول فشل في قيادته للقطاع الذي يشرف عليه خاصة في الجهات المعنية بإدارة المشاريع الخدماتية وضبط الأسعار، وغيرها من الأمور المرتبطة مع الجمهور، ومن تسبب في عرقلة الحركة القيادية التصحيحية تحت ضغط النفوذ أو أي عامل آخر!

إن كنا نريد تنمية، فهاتوا الإجابة عن أسئلة النواب، وأعطوا الكويت والمنطقة الملتهبة من حولها الأهمية قبل أن نذهب لدول لا ترى على الخارطة!

إن كنا نريد تنمية فيجب ألا نجزع ونبرر الأخطاء أو نمدد بحثاً عن مخرج... هاتوا لنا تقرير محطة مشرف، ووفروا قياديين يعرفون مفهوم القيادة ويشرفون على أعمال قطاعاتهم باحتراف!

وإن كنا نبحث عن الحل فهو بسيط: معايير إصلاحية للاختيار السليم للقادة، وشفافية في التعامل مع القضايا المثارة من قبل النواب، ولتكن المصالح والمحسوبية والواسطة أمورا غير واردة وتستوجب المحاربة!

من هنا يظهر الصيف، وأسئلة النواب تزيد من سخونته، فهل تأتي الإجابة مقنعة؟ أشك في ذلك لأن الأمر أكبر من مالك الإجابة فهو نابع من خلل قيادي وإدارة غير موفقة جلبت لنا أنماطا مختلفة من الفساد الإداري... والله المستعان!





تركي العازمي

كاتب ومهندس كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي