د. وائل الحساوي / نسمات / هل فشلت النائبات؟!

تصغير
تكبير
فجأة اصبح الكل يتحدث عن فشل التجربة النسائية في المجلس لاسيما بعدما ترددت اقوال عن حصول احداهن على قسيمة مجانية بمئات الآلاف من الدنانير قدمتها لها الحكومة، واخرى ساهمت في مجلس ادارة شركة لها ارتباط بالمؤسسة الحكومية التي تعمل بها سابقا، واخرى عينت زوجها في منصب مهم في الدولة، وهكذا.

والغريب هو ان هؤلاء الذين طبلوا وزمروا للعصر الذهبي لدخول المرأة إلى المعترك السياسي واعتبروه نصرا مؤزرا وبداية حقبة جديدة من التقدم والازدهار، وهم الذين هاجموا من اعترض على زج المرأة في اتون السياسة، بل وافترسوا الذين كانوا على الحياد، ولم يتركوا كلمة من قاموس الرجعية والشتائم الا واستخدموها ضد من لم يوافقهم، هؤلاء الذين ذكرناهم من يتحدث اليوم عن الموقف المتخاذل للنساء في المجلس وشراء الحكومة لهن وغيرها من الكلمات الجارحة.

بالطبع لست مع الوصول إلى تلك النتائج القاسية ولا استغلال بعض الزلات لبيان ان المرأة لا تصلح لشيء، ولكني مع وضع الامور في نصابها الصحيح وبيان ما لتلك التجربة من صواب وخطأ بحسب المبادئ التي نؤمن بها لا بردات الفعل.

ان حجم الدعاية التي قدمتها الحكومة لفوز اربع نساء في المجلس وكأنما هن فاتحات جئن من كوكب المريخ لانقاذ الشعب الكويتي المعذب، هذه الدعاية هي التي اضرت بالمرأة ورفعت سقف تطلعات المواطنين لدورهن المنشود، وتوقعات الجميع بأن يحققن ما عجز عنه الرجال، وهذه مشكلة ازلية في الكويت وهي التعلق بالاوهام والبحث عن مفتاح الانقاذ السحري، ثم استخدام الاعلام الرسمي في الضحك على ذقون الناس وجعلهم يعيشون في عالم من الخيال.

لاشك ان الزلات التي كشفها الاعلام عن هؤلاء النائبات هي زلات كبيرة لايمكن السكوت عنها، وكذلك مواقفهن من بعض قضايا المرأة، ولاشك ان وقوفهن مع الحكومة في جميع المواقف ان كان الهدف منه تحقيق المكاسب فهي جريمة في حق من انتخبهن، لكنني اود ان اهمس في اذن كل نائب ساهم في قضية التأزيم وتقديم الاستجوابات التافهة بأنه يتحمل المسؤولية المباشرة عن سقوط عدد كبير من النواب في شبكة الحكومة وتحولهم إلى مدافعين عنها لان تصرفات هؤلاء النواب المؤزمين قد نفرت الناس منهم ودفعت إلى تلمس الحكومة للموالين لها بأي ثمن تدفعه، ودفعت الناس إلى تشجيع النواب للتصدي لهؤلاء المؤزمين والسكوت عن اخطاء ترتكب بحق الوطن خوفا مما هو اعظم منها.

فمن يتحمل مسؤولية ما يجري في مجتمعنا من اضطراب وانحدار، ومن يمد لنا حبل النجاة؟!





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي