د. وائل الحساوي / نسمات / ابتزاز الوزيرة لم ينته

تصغير
تكبير

وقف معظم نواب مجلس الامة مع الاستاذة نورية الصبيح في استجوابها وذلك لمنع الضغوط على اي وزير للتربية - مهما كان - من اجل تسييس القرارات التربوية او تعيين المحسوبين على جهات معينة في مناصب تربوية مهمة على حساب الكفاءة - كما فعل كثير من وزراء التربية السابقين - وتشكيلة النواب الذين وقفوا مع الوزيرة او الممتنعين لم يكونوا يمثلون توجها واحدا او فكرا معينا فمنهم الاسلامي ومنهم الليبرالي ومنهم المستقل، مما يدل على ان كفاءة الوزيرة كانت هي المقياس في قناعات النواب ودعمهم لها.

كم احزنني ان اقرأ من مقالات وتصريحات بعض الليبراليين والمتحررين الذين يكادون يشتمون الوزيرة على رضوخها للاسلاميين والمحافظين وتوقيع الصفقات معهم لانقاذ نفسها عندما وعدت اعضاء اللجنة التعليمية في المجلس بان تعمل على تطبيق قانون منع الاختلاط في الجامعات الخاصة، وهو ابتزاز اخر لا يقل خطورة عن الابتزاز الاول حيث انهم افترضوا بان الوزيرة ليبرالية الفكر مثلهم ولا تؤمن بعدم الاختلاط، وانها انما وافقت النواب لانقاذ نفسها، وهذا اتهام لأم عادل لا يليق.

الامر الآخر هو ان دور الوزير هو تطبيق القانون مهما كانت قناعاته حوله لا ان يضع رأيه فوق القانون والا تحول الامر إلى فوضى لا مثيل لها.

ولقد مر على التعليم وزراء ومديرون حاولوا بكل ما اوتوا من قوة اجهاض هذا القانون، وتسببوا في بلبلة لا مثيل لها، مثل الدكتورة التي اشرفت على مشروع بناء توسعة مبنى الشويخ بعشرات الملايين من الدنانير ثم تبين بان المخططات التي وضعتها لم تحسب حساب الفصل مما اوقع الوزراء الذين جاؤوا بعدها في الحرج.

الامر  الثالث هو ان قانون منع الاختلاط الذي تم اقراره عام 94 او 95 ينص على الفصل في جميع مراحل التعليم وجميع المؤسسات العامة والخاصة، ومن شأن السماح للجامعات والمدارس الخاصة بالاستثناء من القانون ان يسمح بالازدواجية التي لا تجوز في المجتمع.

الامر الرابع هو ان قضية الفصل في التعليم ليست طقوسا اجتماعية مجردة او اموراً تعبدية ولكنها قضية اخلاقية تتعلق بالمحافظة على النشء ورعايتهم ومنع الانحرافات في المجتمع والتي نجدها بارزة في المجتمعات المتحررة وتعاني منها الدول الغربية اشد المعاناة، حتى تجرأ بعض قياداتها على الدعوة إلى انشاء مدارس تمنع اختلاط الجنسين حفاظا على شبابهم، فالى متى نسمع تلك الاصوات النشاز في مجتمعنا والتي تتصادم مع اساسيات المجتمع واخلاقه وعاداته؟


د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي