الفخامة والترف و«آخر دلع» على متن الخطوط الوطنية

Velden في النمسا مدينة ساحرة ترقد بهدوء على ضفاف بحيرة (وورذرسي) وسط طبيعة خلابة

تصغير
تكبير
|النمسا - من ليلــى أحمـد|

حين يغافلك التعب والضغط النفسي والعصبي في حياتك اليومية، تود الهروب من سجن واقعك الكئيب، فتغمض عيناك لتبحث عن بديل آخر في خيالك الذي يأخذك للبعيد، لمدن الاحلام الزاهية التى تتمنى زيارتها، ببيوتها القصيرة القامة والتي لها طابع خاص بها، وبشوارع صغيرة تتلوى في أحضان سحر الطبيعة، تحلم بأراضي شاسعة الإخضرار، ترى بها غابات حقيقية من الأشجار الكثيفة والباسقة الطول، تغازلك عبرها أشعة الشمس المتسللة للاحتفاء بك.

تحلم بمدينة ترى بها على امتداد النظر نباتات منوعة تبسط الدنيا لتحتضن عينيك المرهقتين، وزهورا منوعة الالوان مرتوية بالماء، باختلاف أشكالها وأنواعها، تشعرك انها تبتسم لك فتستنشق عبق رائحتها، تسحب إليك نسائم الاكسجين النقي، فتواتي جسدك رجفة العافية المصفاة من كل تلوث.

تطير عيناك الحالمة الى سماوات عالية.. زرقاء صافية تتلاعب بها الغيوم مع العصافير، وتسمع لزقزقة تغاريدها، تلف رأسك التعب بتلك الناحية فترى البحيرات الطبيعية الداكنة الزرقة تمرح بها المراكب الشراعية الصغيرة، بحيرات يتراكض على سواحلها الاطفال ويجلس على ضفافها الكبار، او تسمع ضحكات الفرح الطفولي وهم يتمرجحون بالالعاب المتروكة لحريتهم في فضاء مفتوح.

تلك هي النمسا... ومدينة الاحلام هي «فيلدن» التي تتراءى لك في الاحلام والرؤى فوجدناها حقيقة على الارض، في مكان بعيد عن العاصمة فيينا، تخبئ أسرارها ووشوشات خرير الماء وحفيف الشجر ونقاء الهواء وسحر الطبيعة المخلدة في تلك البقعة البديعة التكوين.

قد تكون التجارب الاولى هي الاحلى في حياتنا، مع انها تربك مشاعر الاكتشاف لدينا، الا انها لا تمنعك من أن تحبها، والتجربة التي تليها تؤكد قناعاتك وتقع في غرامها الاكيد والثالثة ثابتة.

هي الرحلة الاولى لي على متن طيران الخطوط الوطنية، «ما ظلت طيارة بالدينا ما طرت عليها الا الخطوط الوطنية».. وذلك لحذري منها، لانها في الجو منذ عام واحد فقط، وعلى الرغم من سماعي لمديح كثير لها، الا اني لم أجرب السفر على متن طائراتها حتى جاءت الفرصة حين قدمت إدارة العلاقات العامة بالخطوط الوطنية رحلة استكشافية على مقاعد الدرجة الاولى الى فيلدن في النمسا في الفترة من 11 حتى 17 الشهر الجاري مع عدد من الزملاء الصحافيين، وزميل من الخطوط الوطنية لم يساعدنا بأي معلومة و«فك جهلنا» فعاش الدور كسائح متفرج حاله حالنا.

جهلي.. جعلني أستقل سيارة تاكسي في صباح يوم السفر من بيتي الى مطار سعد العبدالله والقمت السائق ستة دنانير كاملة، كما طلب مني حسب لائحة شركته، مع ان بيتي يقع على الدائري السادس، وبيني وبين المطار سبع دقائق فقط.

الجهل الاسطوري الذي أتمتع به لم يعلمني ان الخطوط الوطنية توفر لركاب الدرجة الاولى سيارة ليموزين مجانا تقلنا من بيوتنا الى المطار «شايف الدلع اللي طافني» واستمرارا لسياسة جهلي المزمن، لم أكن أعرف انها تخصص مواقف خاصة أيضا لسيارات ركاب الدرجة الاولى أستطيع ان أوقف بها سيارتي طول مدة سفري فهي بالحفظ والصون لدي الوطنية «ياللا الخسارة بالعمر».

ما يرغب به اي مسافر على اي خطوط طيران هو بشاشة التعامل والتسهيلات المطلوبة، لإنهاء اجراءات السفر، في هذا المكان الأنيق بمطار الشيخ سعد العبدالله «المجكنم» والموجود به مسافرون كثر لا تشعر ابدا بالزحمة، بل بالنظام والسهولة واليسر الذي يحفظ لك كرامتك معززا مدلالا وهو ما يريده اي مسافر، اضافة طبعا للالتزام بمواعيد الاقلاع وهو ما حصل لنا من دون دربكة كالتي نشاهدها طوال العام بمطار الكويت العائم في بحر من فوضى البشر والحقائب وتأخيرات الاقلاع المزمنة لدى «الخطوط الكويتية والاماراتية وطيرانات اخرى».

ما يهمني حين أقدم جواز سفري، ليست ابتسامة بشوشة، فهذا حلم ابليس بجهنم مطار الكويت الا انه تحقق لي لطف الود الانساني من «كاونترات» الخطوط الوطنية التى لا يخزك بها رجال الداخلية ولا موظفو الوطنية، فتنهي إجراءاتك لتحل راكبا الى باص مكيف ينقلك الى الطائرة.

قبل الاقلاع كان لنا أن نعيش بعض الاوقات في فخامة البساطة والترف في قاعة الدرجة الاولى المشمسة والتي لها سقف زجاجي بفضاء مفتوح مغطى بزجاح لا يسرب الحرارة، فتشعر وانت تحت شمس الكويت بالبرودة المنعشة، وهو ما يحيل وقتك الى مشاعر من البهجة، فالمكان مضاء بطبيعته وواسع ونظيف وبه بوفيه محترم يقدم لك ما تريد.

مطار الوطنية صغير وحميم وناعم ومريح للعين مع هذا تشعر باتساع المكان، ألوان أثاثه هو نفس لون لوغو وشعار الوطنية البنفسجي، متانة الكنبات وتوزيعها تخلق حالة من الخصوصية لكل أســرة، او لأي مجموعة مسافرة، وحتى يحين موعد اقلاع طائرتك يمكنك استخدام الانترنت وصولا لحمل أحد العاملين حقائبك المصاحبة لك الى الطائرة.

كارينا صليب الجميلة كانت في استقبالنا وهي بنوتة نصفها مصري ونصفها يوناني من طرف الام، عمرها 26 عاما، حضرت من دبي من شركة Alldetails يعني «كل التفاصيل» وهي حقيقة اسم على مسمى من حيث متابعة كل حيثيات الرحلة من مواعيد وانضباط.

يميز طائرات الخطوط الوطنية هو راحة المقاعد واتساع المسافات مع من يقيم امامك، سواء على مقاعد الدرجة الاولى، أو مقاعد الدرجة السياحية المتميزة التى لا تشبه اي خطوط طيران اخرى، ففي العادة فإن طائرات الاير باص (320) تحمل بين 150 الى 160 مقعدا، وتشعر إنك «مرعوص» في علبة سردين ضيق على بدنك، الا ان الوطنية للطائرة نفسها وضعت 122 مقعدا للدرجتين الاولى والسياحية المتميزة وذلك حرصا على أن يأخذ الراكب راحته ويتمدد «على كيف كيفه» في سفراته على متن طائراتها.

الالوان هادئة ففي السياحية المتميزة يطغى اللون الرمادي الهادئ وركاب الدرجة الاولى مقاعدهم بلون بيج، وحين تكون حريصا على صحتك وطعامك، فتأكد اثناء حجز تذكرتك في طلب نوعية الطعام الذي تريده فإن كنت نباتيا فستجد من يلبي طلبك وان كنت صاحب مرض سكر او اي «سوالف» أخرى، فيتم تجهيز وإعداد طعامك ويقدمونه على الطائرة بما يناسب صحتك و.. مزاجك.

كثيرة هي الاعلانات التى قرأتها حين ولدت الخطوط الوطنية، منها ما لا يتوافر على اي طائرة في العالم في قدرتك على استخدام الانترنت واللاب توب الخاص بك، او اذا رغبت بالحديث من الجو عبر موبايلك مع اي أحد من سكان الارض «ياسلام.. والله حلو» وحين طلب كابتن الطائرة أن نغلق أجهزة موبايلنا وكل الاجهزة الاخرى تذكرت الاعلان عن «الامكانيات المتاحة غير شكل..».. أطعنا أوامر الكابتن وقررنا الاستفادة من التسالي المتوافرة من شاشة عرض لأفلام سينمائية، أو اختيار الاغاني التى كانت جدا ملخبطة فحين أطلب حسين الجسمي يطلع لي فضل شاكر وحين أكبس زر محمد عبده يطلع لي عبدالمجيد عبدالله واغلب الاغنيات قديمة، وليس من ضمنها أحد من مطربي الكويت مثل عبدالله رويشد ونوال ونبيل شعيل ومحمد المسباح او اي احد من هذه القامات الا اغنية يتيمة لفرقة ميامي... كما تغيب الموسيقى الكلاسيكية الغربية والعربية لمن يحب هذه النوعية من الالوان الفنية.

خمس ساعات «تلحفنا» بهم بلحاف بنفسجي، يدفء عظامنا من برد طارئ، قضينا به وقتا طيبا مع مضيفي الوطنية، فهم سريعو الوصول لقلبك، حين يتحدث اليك احدهم فهو يجلس القرفصاء على الارض ليبتسم لك مشجعا اياك على قول ما تريد، وهو ما نصح به د.فيل الخبير النفسي الأميركي الشهير، وكل الدراسات النفسية الحديثة، فالجلوس اثناء الحديث مع الاطفال يكسر حاجز الرهبة والحذر، وكلنا في لحظة ما، نكون أطفالا نحتاج للدلال والعناية الخاصة، وهم بخدماتهم الممتازة جاهزون حين تطلب شيئا ما، ويحرصون على دلعك وراحتك.

بعد خمس ساعات مريحة في طيران سلس مريح، وصلنا لمطار العاصمة فيينا، وعلى الرغم من وجود عدد كبير من الطائرات الواصلة والزحمة شديدة لمختلف الاطياف البشرية، الا ان النظام والهدوء هما السائدان وكلتا الصفتين هي سمة المجتمعات الغربية، ودون ان «يخزنا» رجل الامن الخاتم على جوازاتنا، وفي ظرف دقائق دخلنا الى فيينا آمنين، وشعر الفريق الصحافي بأن الامر به شيئا ما، فلقد اعتدنا في مطار الكويت على عبوس رجال الداخلية، وصمتهم وتدقيقهم الزائد عن الحد - هذا احنا مواطنين - حتى تسترجع في ذاكرتك تاريخك الشخصي، فهل المطلوب القبض علينا لاننا لم ندفع قسط إحدى الشركات، لا... ليس الامر بهذه الكارثة لكن «الوقت الزائد والعبوس» يجعلك تعتقد انك متهم حتى يثبت ختم الجواز... برائتك!!

هناك استقبلتنا الانسة مانويل وهي ممثلة عن الفندق القصر a Capella Hotel في Velden الذي سيستضيفنا، وهو تحفة الانظار في عجائب الابصار، وسنشير اليه في مكان آخر من الصفحة.

صعدنا الباص ليأخذنا الى فيلدن، وفي أربع ساعات وشوية، رأينا الجمال الرباني والسخاء في كل بقعة أرض، المناظر الطبيعية الخلابة الآسرة للقلوب، ولا موقع يشبه الاخر (حتى اننا اشتقنا لشوية صحرا هاهاها بس... ما لك أمل تشوف أرض فاضية من الزرع) الجبال والطرق المرصوفة بحلاوة من دون ان «نناقز» بالباص بسبب سوء رصف الشوارع، وأخبرتنا مانويل إن هناك وسائل نقل أخرى الى فيلدن مثل الطائرة والقطار..

حين تكون في فيينا تشعر انك في بلد مغسول بالصابون الطبيعي المعطر... جبال.. غابات ووديان وبحيرات و.. تنسيق الزهور في فضاءات مفتوحة، تشعر ان هناك حرصا كبيرا في الاهتمام بالبيئة فلا تشم رائحة التلوث من عوادم السيارات وغيرها.

وأخيرا وصلنا لمدينة الاحلام «فيلدن» وهي مدينة صغيرة تشبه قرية تقع على بحيرة (وورذرسي) الساحرة، وتتميز Velden بمعمارها الهندسي المميز في فنادقها وبيوتها ومحلاتها وأسواقها ومطاعمها وكنائسها، هنا هندسة معمارية لا «تشمخ» وجه السماء، وجميعهم لهم شكل جميل يصلك منه رائحة التاريخ.

شوارع Velden صغيرة وعدد السيارات قليل، لانه بإمكانك في هذا الجو اللطيف استخدام العجلات الهوائية، كما ان رياضة المشي عادة صحية على جوانب الطرقات المزدانة بالزهور أو في طرقات المشي المحاذية لمساحات خضراء جميلة.

القرار أن نكون في هذا الفندق ذو الابراج على زواياه والمطلي باللون الخردلي الاصفر البهيج وهو ما يعطي جمالا آسرا، وهو المنتصب وسط طبيعة خضراء، يبلغ عمر فندق a Capella أربعمئة عام، تتمتع جميع غرفه بتقنيات مذهلة، فكل شيء به تتعامل معه بكبسة، كأن تفتح ستارة غرفة المعيشة التى تقع بلكونتها على مساحات خضراء يقابلك في نهايته جزء من المبنى التاريخي المطلي كما واجهة الفندق باللون الأصفر البهيج، وزر آخر تفتح به اضاءة الاباجورات والتلفزيون، و... الحمام آخر دلع ينقسم الى ثلاثة أقسام مكان البانيو الذي له ستارة يطل على سحر بساط عشبي أخضر يانع فوقه سماء زرقاء صافية، تغلق ستارته وقت استرخائك به وتفتح جهاز التلفزيون ( يا سلام ما ودك تطلع من هالبانيو الخيالي) وتوجد قرب البانيو احواض الغسيل بمراياه الكبيرة ومكان آخر للاستعمالات البشرية الخاصة وثالث فقط للاستحمام شاور يندلق الماء على رأسك من السقف يحسسك انك تسبح تحت ماي المطر... وااااااااااو.

ولانك في بلدة صغيرة وحميمة، نجد ان من يستقبلك في محل أو في مطعم او قهوة على الطريق يكونون في غاية الود، وعلى الرغم من ان الكثير من لا يتقنون التحدث باللغة الانكليزية بطلاقة الا انهم يبذلون جهودا كبيرة لاستيعاب ما تقول، لتقديم الخدمة المطلوبة لك، حتى لو حدثوك بلغة انكليزية مكسرة تعشعش فيها البدليات الفاخرة، فتخلق بيننا جوا من الطرافة والود الانساني.

هنا.. المكان مناسب لشهر العسل وسط الطبيعة الخلابة، ورذاذ المطر الخفيف يعطي احساسا عاليا بالرومانسية، كما انه منتجع ترفيهي وصحي بالغ الجمال.

المنطقة ايضا مناسبة للعائلات ففيها كافة خدمات الدلع لكل من يزور Velden فالعجلات الهوائية متوافرة للتأجير، والأمن مستتب، اما الطعام فله حكاية في جميع المطاعم، فهو ليس «ماسخا» كما غالبية الاطعمة الغربية، انه يشبه طعامنا ببهاراتنا المعروفة، والسبب في ذلك ربما يعود لقرب فيلدن من ايطاليا، فانتقلت نكهة الاطعمة اللذيذة اليهم، ومواد الاطعمة شديدة الطزاجة، فالبلد خضراء ومتوافر به كل الخير، كما ان بحيرة وورذرسي شديدة النظافة توفر مختلف الكائنات البحرية الحية، فإن كنت نباتيا، فالخيارات كبيرة جدا أمامك وان كنت من آكلي اللحوم فكل ذلك متوافر كما ان أطعمة السي فود باختلاف الاسماك وأنواع الكافيار متوافرة بسخاء غير عادي، وأسعارها في متناول اليد الخليجية والعربية المقيمة في دول الخليج.

في نهار مشرق بشمس ساطعة، وغيوم لاعبة في الفضاء رتبت لنا إدارة الفندق رحلة في بحيرة (وورذرسي) الساحرة الجمال، والتي تقع على أطرافها الكثير من القصور والبيوت الاثرية التي تحولت الى فنادق باختلاف نجومها، أو توارثها الابناء عن سلفهم الصالح!

ماء البحيرة شديد النقاء، فهنا قوانين تحكم المراكب الشراعية فحفاظا على البيئة فإن الحكومة لا تمنح كائنا من كان إجازة لقيادة المراكب البحرية وهو ما يحافظ على نظافة البحيرة وحياة الكائنات البحرية، وعرجنا في الطريق على فندق كان يأتيه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات فيما رأينا منتجعا صحيا كان يزوره الملياردير السعودي خاشقجي... وحين نزلنا من القارب على الضفة الاخرى من البحيرة وجدنا جمالا لا يحد فترتاح النفس والعين من سحر الطبيعة، فالمطاعم والمقاهي كثيرة وسط الغابات وعاملة ريفية مشغولة بقطف الزهور لتجمعها لسبب لم نعرفه لانها لا تتحدث الانكليزية.

في يوم آخر كان علينا زيارة مدينةKlagenfurt (غلاغنفورت) وشعارها تنيين ضخم منتصب في واجهة المدينة، ليلتهم كل من يريد الاضرار بها، كما تستقبلك الملكة ماريا تيريزا بتمثالها الصامد فوق منصة عالية، وهي والدة الملكة ماري انطوانيت عقيلة الملك الفرنسي لويس السادس عشر اللي قالت للشعب المتظاهر الجائع: ويييييييه ليش زعلانيين... اذا ماكو خبز ليش ما تاكلون كيك!!! هاهاها.... وكانت كلمتها المترفة دليل عدم الاحساس بمعاناة الشعب الفرنسي الذي كان يمر بظروف اقتصادية صعبة جاع بسببها الناس، فكانت «نصيحتها القيمة» شرارة للثورة الفرنسية فتم دق عنقها بالمقصلة...

في غلاغنفورت مسرح مفتوح في ساحة عامة يستخدم لمشاهدة المباريات وتقام به الحفلات للناس أجمعين ودون دفع اي مبلغ، ويحيط المسرح عدد من خيم الايواء للفرق الزائرة من خارج المدينة، في السوق وعلى بعد خطوات في سوق غلاغنفورت شاهدنا مجسدا لرأس طفل عمره 15 عاما فوق زاوية أحد المحلات فعلمنا انه كان يعمل قبل قرون وتحديدا في سنة 1192 في المحل الذي وضع تمثال رأسه عليه، وفي يوم من الايام أضاع الصغير حصيلة البيع في جوانب المدينة فأحاله صاحب المتجر الى المحكمة فحكم القاضي بإعدامه وأحتج الشعب على هذا القرار الجائر فهو ليس هو الا طفل فلماذا لا نصدقه الا انه أعدم ياحراام ياظالمين... وبعد فترة وجد الناس الاموال التي أعتقد انه سرقها، فخلدوة بهذا الرأس ووضعوه فوق المحل في مواجهة بيت القاضي الظالم.

كما زرنا تحفة فنية في غاية الجمال وهي كنيسة قديمة بنيت منذ قرون، كان يزورها القائد الفرنسي نابيلون بونابارت وكانت أبراج الكنيسة تحمي المدينة من الغزو التركي أيام امتداد الدولة العثمانية في أوروبا.

تسنى لنا أثناء زيارتنا لغلاغنفورت زيارة مبنى البرلمان القديم وهو تحفة معمارية قديمة جدا الحق بها مبنى جديد عصري لاجتماعات نواب المدينة حاليا.

حين تواتيك رغبة التسوق المحمومة التي تلازمنا في حلنا وترحالنا، تجد ان أسعار البضائع معقولة جدا، فالعملة باليورو سهلة، وهم امناء جدا وفي موسم الصيف ( يوليو) نجد الكثير جدا من المحلات أقامت التنزيلات لمختلف بضائعها

عدنا من جديد لـ Velden المدهشة، التي تترك في وجدانك لحظات عمر لأيام لا تنسى، حتى عدنا في نهار يومنا الاخير الى فيينا استعدادا للعودة لبلادنا.. وحدثت المفاجأة التي «فكت جهلي التلفوني»، في اتصال هاتفي مع حبيب قلبي جاسم يطمئن به على أحوالي قلت له ان ما عكر مزاجي هو عدم قدرتي على محادثتك أثناء صعودي لطائرة الوطنية، فقال لي... يا أمي.. ان الاتصالات تتوقف فقط اثناء الاقلاع والهبوط فقط لا غير، ويمكنك الحديث مع من تريدين وانت في الجو على متن طائرات الوطنية، وفعلا.. هذا ما فعلته في رحلة العودة، فقبل نصف ساعة من هبوط الطائرة في مطار سعد العبدالله، هاتفت ابنتي نينار لتحضر الى المطار لاصطحابي للبيت، وكنا سعيدات جدا أن أتحدث من طائرة الوطنية الملتزمة بإعلاناتها و«كشخنا» بالمكالمة الهاتفية دون أي قلق.





شلوس فيلدن (أحد فنادق مجموعة كابيلا)



منتجع استجمامي واستشفائي راق به حمام سباحة يقع على بحيرة «وورذرسي»



شهد عام 2007 إعادة افتتاح فندق «شلوس فيلدن» الذي هو واحد من سلسلة فنادق كابيلا وهو أصلا قلعة إمبراطورية تاريخية عمرها أربعمئة سنة في منطقة فيلدن النمساوية الواقعة على بحيرة وورذرسي الواقعة قرب الحدود الايطالية الامر الذي يتيح سهولة السفر الى فينسيا وروما والفندق النمساوي هو مزيج ساحر من القديم والحديث جامعا بين التراث العريق والحداثة الفائقة، ويحيوي على 38 غرفة ضيافة من الطراز التاريخي الراقي.

يشتمل الفندق أيضا على 66 غرفة ضيافة رئيسية وأجنحة فخمة في القسم العصري الذي تمت إضافته للمبنى التاريخي سنة 2007 وتمتد المساحة المحيطة بالفندق على ستة ونص هكتار يوجد بها 45 مقر إقامة خاصة على أعلى مستوى من الفخامة ولا تقل مساحة أي مقر من تلك المقار عن 128 مترا مربعا.

نظرة على القلعة

يشتمل فندق كابيلا «شلوس فيلدن» على منتجع استجمامي واستشفائي يقع على مساحة 3500 متر مربع وهو المنتجع الذي يحمل اسم Auriga Spa ويضم ذلك المنتجع 15 غرفة معالجة وقاعة متكاملة للتمارين الرياضية والتي تطل واجهتها بالكامل على منظر البحيرة الرائعة.

كما يوفر المنتجع حمام سباحة مغطى ومقهى وحمام بخار ومسبحا ثلجيا وأجهزة رياضية تفاعلية لمحاكاة لعبة الغولف كما يمكنك حجز موعد لإجراء مساج يدوي على يد خيرة المتخصصين من الجنسين.

تنقسم غرف المعالجة الاستشفائية الى قسمين للرجال والاخر للنساء وهو الامر الذي يوفر الخصوصية لكل نزيل ونزيلة حيث يتم تخصيص مقصورة لكل واحد منهم، لديهم خزانة ملابس خاصة بهم ومناشف ومستحضرات استحمام وكل ما يحتاجه الجسم من مستلزمات العناية به.

بالاضافة لذلك فإن الفخامة القصوى نجدها في نادي الشاطئ الذي يشتمل على مقصورات خاصة ويقع حمام السباحة عند بحيرة وورذرسي فيمكن للنزلاء الاستفادة من حمام السباحة وأيضا السباحة في البحيرة مما يكمل أجواء الاستجمام والفخامة ليجعل من الفندق المكان المثالي لقضاء العطلة أو حتى لعقد المؤتمرات واللقاءات لما توفره من قاعات فسيحة بها كل مستلزمات المناسبات العملية والاجتماعية.

المأكولات والمشروبات

يتوفر لنزلاء الفندق تشكيلة غير عادية من أشهر المأكولات والمشروبات من خلال المطاعم والمقاهي الراقية المتوافرة في كل ارجاء الفندق فهناك مطعم «Schlossstern الحاصل على ارقى مستوى التصنيفات العالمية ويعمل به الشيف العالمي سيلفيو نيكول الذي يقدم يوميا قائمة الطعام المنتقاة من الاجبان والحلويات والمقبلات الفرنسية والايطالية والهندية والمحلية، وعلى ضفاف البحيرة مباشرة يتبع الفندق مطعم راق جدا هو Seespitz حيث يمكن للنزلاء ان يستمتعوا بأشهى وأطيب أصناف الطعام في نفس الوقت الذي يستمتعون به بمنظر البحيرة الخلاب.


الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي