د. وائل الحساوي / نسمات / مشروع الألف عالم للمستقبل

تصغير
تكبير
لدينا اليوم ما لا يقل عن ألف خريج وخريجة من الثانوية يمثلون مشروع علماء للمستقبل، واقصد بهذا العدد الذين حصلوا على معدلات عالية تزيد على 80 في المئة في العلمي والادبي، اما القول بانهم مشروع علماء المستقبل، فاقصد به ان دولتنا لو احتضنت هؤلاء الخريجين منذ تخرجهم ووجهتهم نحو المجال الدراسي المناسب لكل منهم ووفرت لهم التخصص الذي يرغبون فيه، ثم تابعت بدقة انجاز كل واحد منهم إلى ان يتخرج ويحصل على الشهادة، ثم بعدها وفرت له الوظيفة التي تتناسب وتخصصه وطموحه، ذللت العقبات التي تعترض مسيرته سواء اكانت دراسية ام اجتماعية، فسنحصل بعد سنوات قليلة على ألف عالم وعالمة من خريجي عام 2010 من الثانوية، وهكذا العدد نفسه أو أكثر في كل عام.

بالطبع لا يمكن تحقيق ذلك الطموح الكبير في ظل الأنظمة الروتينية التي تتعامل مع الشباب المتميز بروتين قاتل ولوائح جامدة، وبسياسة القطيع الذي يسوقه الراعي دون نظر للفوارق الفردية او التمييز بين افراده، لذا فاني اقترح انشاء هيئة لرعاية المتفوقين تكون مهمتها التنقيب عن الكفاءات منذ نعومة اظفارهم، فان كان ذلك صعبا فمنذ تخرجهم في الثانوية العامة، ثم تتابع انجازاتهم الدراسية وتلتقي معهم على فترات، ثم تذلل لهم كل ما يتعلق بالقبول الجامعي وتوجههم الوجهة الصحيحة التي تتناسب وطموحاتهم، وتنفق عليهم ما يكفي لان يحققوا طموحاتهم وبالتالي يحققو آمال امتهم التي بذلت الكثير من اجل تحقيق كل ذلك.

اذكر في زيارتي لجامعة دايتون الاميركية قبل شهر بان كلية الهندسة قد ابتكرت طريقة مميزة لتخريج جيل مميز من العلماء وهي مواد يشرف عليها اساتذة كبار مهمتهم التنسيق بين حاجة سوق العمل والمصانع من المخترعات الحديثة وحل المشاكل، وبين طلبتها، فيتم استقبال متطلبات سوق العمل لحل مشكلة او تصميم اختراع ثم يتم تشكيل فريق من الطلبة في مجال التخصص يعكفون على دراسة المتطلب دراسة علمية ثم يقدمون الحلول او يخترعون الجهاز المطلوب الذي يتم بيعه على سوق العمل او تسجيل براءة اختراع للطلبة الذين اخترعوه.

الوقاحة ليست حرية!!

سبق وان ذكرت بأني اشعر بالحزن عندما ارى سجينا للرأي في بلد يتنسم شعبه عبق الحرية في كل نسمة هواء، ويتقلب الانسان بحريته حيثما شاء، لكن لا بد وان ندرك بان الحرية لا تتعلق فقط بحرية الانسان في ما يقول، ولكن كذلك بحرية الاخرين في ما يقولون ويفعلون دون ان ينالهم الاذى من الآخرين.

وهذا الأمر ينطبق على الناس المغمورين الذين لا مشاركة لهم في الشأن العام وكذلك على الشخصيات العامة اذا كان الحديث عنهم يتعلق بحياتهم الخاصة او يتعرض لهم بالتجريح والطعن دون دليل، فذلك الطعن لا علاقة له بالحرية بأي وجه من الوجوه بل هو من الوقاحة وسوء الاخلاق.

ان الدول المتقدمة التي نتفاخر بتقليدها في الطالع والنازل تضع خطوطا واضحة ما بين الحرية الشخصية والتعدي على حرمات الناس، لكن بعض اشباه المثقفين عندنا يعتقدون بان الدفاع المستميت عن كل طويل لسان وطالب شهرة هو دفاع عن الحق وعن الحريات العامة ويتناسون المثل المشهور: «حريتك تنتهي حيث تبدأ حرية الآخرين».





د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي